بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم تطبيق العروض رقميا على الشعر النبطي والعامي عامة أسهل من تطبيقه على الشعر الفصيح لقلة التغييرات التي تطرأ على النوع الأول. ومن أتقنه في
تطبيق العروض رقميا على الشعر النبطي والعامي عامة أسهل من تطبيقه على الشعر الفصيح لقلة التغييرات التي تطرأ على النوع الأول. ومن أتقنه في الشعر النبطي سهل عليه فيما بعد تطبيقه على الفصيح.
سأجهد في جعل هذه المقدمة كافية لتناول وزن الشعر بالأرقام، وهذه إحدى فوائد العروض الرقمي وهي التناول المباشر دون عوائق المصطلحات المختلفة.
والشخص العادي بإمكانه أن يتقن هذه المبادئ الضرورية لمعرفة وزن بيت ما، ثم يكون التفاوت بمقدار رغبة الشخص في معرفة المزيد من التطبيقات التي قوامها هذه المبادئ لا غير.
كل ما يلزم معرفته هو دلالة الرقمين 2 و3
الحرف المتحرك : هو كل حرف عليه حركة ضمة أو فتحة أو كسرة
مثل : كَ، بَ، سِ................ونرمز للمتحرك بالرقم 1
الحرف الساكن هو كل حرف عليه سكون مثل: مْ ، لْ ، فْ ونرمز للسكون بهاء منفصلة ه
حرف المد : هو حرف العلة الذي لا حركة عليه مثل:
(الألف في طال) و (الواو في هبوب) والياء في( رِيــم )
واللغة العربية لا تبدأ بساكن أبدا، ولكن الكلام ينتهي بساكن أو بحرف مد، ولأغراض الوزن فلا فرق بين
الساكن والممدود ولهذا سنطلق الساكن على كليهما، ولكننا يتم التمييز بينهما في القافية.
وكل متحرك+ ( ساكن ، أو ممدود) = 2 لأن عدد حروفه اثنان مثل: هُمْ لَلْ كَمْ، بلْ، سِي، رَا، لا ها
والتقطيع هو تقسيم الكلام إلى كلمات صغيرة ( كل منها يسمى مقطعا ) ونعتمد في ذلك على ما نسمعه فلا نكتب إلا ما نسمع.
ولْنأخذ عبارة ( جِـئْـتمْ أهْلا )
فالكلمات الصغيرة التي تبدأ كل منها بساكن وتنتهي بمتحرك هي :
جـئْ = 2 .....تُمْ =2.....أَهـْ = 2 .....لا =2
ولو قلنا حضرْتـُمْ فإننا نلاحظ أننا نستطيع التوقف على حرفي الراء والميم فكل ساكن نهاية كلمة صغيرة ( مقطع)
تناول العروض بالأرقام أشبه ما يكون بما عبر عنه عبد الرحمن بن عقيل الظاهر في الصفحة 21 من كتابه ( الشعر النبطي ) بقوله: "..... أما الشعر العامي فما كان يقتضي برهنة لأننا في قريتنا لا نعرف أوزانا ولا بحورا، وإنما هي ألحان نتمثلها ونهينم بها هكذا مثلا:
هها ها ها ههم هم هم ...إلخ فيخرج اللحن الشيباني "
لاحظ أن..... هها = ههم = 3
وكذلك أن.... ها = همْ = 2
وبذلك فإن :
هها ها ها ههم هم هم = 3 2 2 3 2 2 = 3 4 3 4
ومن لم يتقن التقطيع من هذه المقدمة فليستعن بالرابط :
ليس المقصود هنا حصر بحور الشعر النبطي ولا ألحانها بل توضيح طريقة الوزن بالأرقام
وهنا أمثلة على بعض بحور الشعر النبطي:
وقبلها أشير إلى ثلاث نقاط:
الأولى أن الواو الخفيفة قد تسبق بعض الأبيات فلا تؤثر في وزنها ونشير لها هكذا (')
وهذا يذكرنا بحرف الواو خفيف النطق في بدايات بعض الأبيات في الشعر النبطي. حيث يلفظ بتيار خفيف ينطلق في الحنجرة فكأنه لم يلفظ فلا يؤثر في الوزن مختلفا بذلك عن حرف (وَ ) في أبيات الفصحى.
من نحو قول الشاعر ناصر الشغار ( الشعرالنبطي – ابن عقيل الظاهري )
كم من سباع في الخلا رافقتني = وأنا لعكفان الشوارب دليلة
ويكون وزن أول صدر البيت الثاني
و ... '.كم 2... من 2.... هنو3 = ' 2 2 3 = ' 4 3
الثانية أن السكون التي تأتي في الشعر العامي وسط الكلام تعادل حركة كقولنا
مـرحومْ يـا (بتسكين الميم الأخيرة في مرحومْ )= مر 2 – جو 2 – مْ ه – يا 2 = 2 2 ه 2
تعادل مرحومِ يا ( بكسر الميم الأخيرة في مرحومِ)= مر 2 – حو 2 – مِ ( مْ) يا 2 = 2 2
ولهذا تُكتب مثل هذه الأحرف بإظهار السكون ( لفظاً ) والحركة (حكما ) هكذا:
مرحومِْ يا = 2 2 ه 2 = 2 2 1 2 = 4 ه2= 4 1 2 = 4 3
الثالثة : للعروض فائدة في التعرف على لهجة الشاعر في الشعر العامي نظرا لاختلاف اللهجات بعكس الفصحى التي يجمع العرب عليها، وكثيرا ما يظن قارئ للشعر النبطي بيتا مكسورا عندما يقرؤه بلهجته وهو صحيح بلهجة الشاعر.
1- المسحوب وهو ذو صلة بكل من الطويل والسريع في الفصيح
:
للشاعر ناصر الشغار عن كتاب الشعر النبطي – أوزان الشعر العامي لأبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري
كم من سباعٍ في الخلا رافقتني = وانا لعكفان الشوارب دليلهْ
وكم من هيوف بالهوى خايلتني=والخابر الله زولها ما استخيلهْ
كم من سباعٍ في الخلا رافقتني
كمْ 2 – منْ 2 – سبا 3 – عنْ 2 – فلْ 2 – خلا 3 – را 2 – فقتْ 3 – ني 2
= 2 2 3 2 2 3 2 3 2
= 4 3 4 3 2 3 2
نلاحظ هنا تناوب الأرقام الزوجية والفردية
وهذه أولى خصائص إيقاع الشعر العربي الفصيح والنبطي. وإذا جاء :
3 3 مثل وقولها = ( وقو لها ) فأصلها ويمكننا نطقها( واقولها ) = وا - قو - لها = 2 2 3 = 4 3
وانا لعكفان الشوارب دليلهْ
وا 2 – نا 2 – لعكْ 3 – فا 2 – نشْ 2 – شوا 3 – رب 2 – دلي 3 – لهْ 2
= 2 2 3 2 2 3 2 3 2 = 4 3 4 3 2 3 2
ويجوز (ونا ) فتحل 3 في أول البيت محل 4 وهذا يعرف في الفصيح بالزحاف وهو نادر في النبطي.
3- الصخري نسبة إلى بني صخر ( الوافر في الفصيح) ومعظمه حزين الوقع ويسمى في بعض بلدان الخليج العربي بالفراقي لكثرة القول فيه عن الفراق، ومنه قول حمد المغلوث، نقلا عن كتاب الشعر النبطي لطلال السعيد.
ألا واعـز تـالي مـن نـحيب = ومن نوحي على فرقة حبيبي
ومن جرحن سطا باقصى الضمير = عجز عنه المداوي والطبيب
ألا واعـز تـالي مـن نـحيب
ألا – وا – عز – ز تا – لي – من – نحي –بي
= 3 2 3 3 2 2 3 2 = 3 4 3 4 3 2
ومن نوحي على فرقة حبيبي
ومن – نو – حي – على – فرْ - قتْ – حبي – بي
= 3 2 3 2 2 3 2 = 3 4 3 4 3 2
نلاحظ هنا أهمية العروض في التعرف على لهجة الشاعرة، فهمزة ( اسلوبك همزة وصل) وهمزة (إتثقف) همزة قطع. وكثيرا ما يظن قارئ للشعر النبطي بيتا مكسورا عندما يقرؤه بلهجته وهو صحيح بلهجة الشاعر.
يا دفعٍ للبلا اركد تعوذ لو هي جنية
يدفْ – عنْ – للْ – بلا – إرْ – كدْ – تعَوْ – وذْ – لو – هِجِنْ – نيْ – يِهْ
3 2 2 3 2 2 3 2 2 3 2 2 = 3 4 3 4 3 4 3 4
الأمثلة السابقة كلها من الشعر النبطي وهو شعر يتميز بلهجة خاص تشمل ما انتشر منه في كل الوطن العربي. وهو بهذا يختلف من حيث الألفاظ من الشعرالشعبي الذي يتأثر باللهجة المحلية.
5- العروض يتناول صوت اللغة لا معناها فهو ينطبق على اية لهجة كانت
وهذه أبيات من قصيدة للشاعرة من مصر منال درويش :
تمد الإيد ….ما تلاقي
تتوه فِ القلب أشواقي
ندوق الصبر ونعيشه
ويفرد ع القلوع ريشه
ونستسلم….!!
تموت الفرحة جوانا
ما نتألم …..!!
ويهزمنا هوان الخوف
يغور الجرح ويعلم
وتنزف أرضي تتألم
يا خوفي الجرح لا يسلم