عقوق الوالدين يأخذ مظاهرعديدة، وصورا شتى،
وهو أمر خطير يجب التوبة منه وعدم التمادي فيه
ومن تلك المظاهر:
- النظر إلى الوالدين شزرا ,, وذلك برمقهما بحنق ، والنظر إليهما بازدراء واحتقار
قال معاوية بن إسحاق عن عروة بن الزبير قال: ( ما بر والده من شد الطرف إليه )
- الأمر عليهما ,, كمن يأمر والدته بكنس المنزل ، أو غسل الثياب ،
أو إعداد الطعام ؛ فهذا العمل لا يليق خصوصا إذا كانت الأم عاجزة، أو كبيرة، أو مريضة.
أما إذا قامت الأم بذلك بطوعها، وبرغبة منها وهي نشطة غير عاجزة -
فلا بأس في ذلك، مع مراعاة شكرها، والدعاء لها .
- شتمهما، ولعنهما ,, إما مباشرة، أو بالتسبب في ذلك؛
كأن يشتم الابن أبا أحد من الناس أو أمه، فيرد عليه بشتم أبيه وأمه.
فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: من الكبائر شتم الرجل والديه ..
قيل : وهل يشتم الرجل والديه ؟ ! قال: نعم !
يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه
- التخلي عنهما وقت الحاجة أو الكبر ,,
فبعض الأولاد إذا كبر وصار له عمل يتقاضى مقابله مالاً تخلى عن والديه،
واشتغل بخاصة نفسه.
- التبرؤ منهما، والحياء من ذكرهما، ونسبته إليهما ,,
وهذا من أقبح مظاهر العقوق، فبعض الأولاد ما إن يرتفع مستواه الاجتماعي،
أو يترقى في الوظائف الكبيرة إلا ويتنكر لوالديه، ويتبرأ منهما،
ويخجل من وجودهما في بيته بأزيائهما القديمة.
وربما لو سئل عنهما لقال: هؤلاء خدم عندنا !
وبعضهم يرفض أن يذكر اسم والده في الولائم والمناسبات العامة؛ خجلا من ذلك !
وهذا العمل - بلا ريب - دليل على ضعة النفس، وصغر العقل، وحقارة الشأن، وضيق العطن.
وإلا فالنفس الكريمة الأبية تعتز بمنبتها، وأصلها، والكرام لا ينسون الجميل.
كما أن العاق متوعد بعقوق أولاده له؛
فكل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين،
فإنه يعجل لصاحبه في الحياة قبل الممات.
وقد أوصى الإسلام بالآباء خيرًا ونهى عن قطيعتهم وإيذائهم
أو إدخال الحزن عليهم، كيف لا، والإسلام دين الوفاء والبرِّ.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله.
قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين ... ) الحديث
نسأل الله الكريم بمنه أن يرزقنا وإياكم البر، وأن يجنبنا العقوق والآثام..
اقتراحات للإبداع في بر الوالدين
- اكتب لوالديك صدقة تسجل باسمهما .. مثل :
مشاركة بناء مسجد .. كفالة أيتام أو حتى تحفيظ كتاب الله ..
يعني لو أنك مثلا تكفلت في حلقة تحفيظ القرآن باسم والديك ..
بعد ذلك خذ نتائج تحفيظ الأولاد كل شهر أو كل أسبوع
وشارك هذا النتائج مع والديك فقل لهما مثلا .
الطالب أحمد أكمل حفظ ثلاثة أجزاء هذا الأسبوع ,
والطالب خالد سيصل الي نصف القرآن قريبا والطالب الفلاني صوته جميل ..
وان شاء الله يا والديَ هذا كله سيكون في ميزان حسناتكم إن شاء الله ..
تخيل كيف سيكون شعورهم في تلك اللحظة ..
أظن أنهم سينتظران هذه الجلسة الأسبوعية بفارغ الصبر .
- رتب لهما مفاجأة للسفر إلي بيت الله الحرام والمدينة المنورة
وفي أثناء الرحلة حاول أن تكون كالعبد بين أيديهما تخدمهما
وتراقب لهما مخاطر الطريق تبعد الزحام عنهما ،
إن هذا والله من أجمل المشاعر التي يحس بها الوالدان.
- انسب كل نجاح في حياتك بفضلهما بعد الله ..
واجعلهم يسمعان هذا الكلام خاصة مع وجود الأقارب والإخوة والأخوات
.. إنهم سيحبون ذلك ..
- أول من يعلم بكل خبر سعيد في حياتك.
أعاننا الله وإياكم على برهما والإحسان إليهما ..
البر بعد الموت
بر الوالدين لا ينقطع حتى بعد الممات؛
فقد يقصر أحد من الناس في حق والديه
وهما أحياء، فإذا ماتا عض يده،
وقرع سنه؛ ندما على تفريطه وتضييعه لحق الوالدين،
وتمنى أن يرجعا للدنيا؛ ليعمل معهما صالحا غير الذي عمل.
ومن هنا يستطيع المسلم أن يستدرك ما قد فات، فيبر والديه وهما أموات،
وذلك بأمور منها :
أ - أن يكون الولد صالحا في نفسه .
ب - كثرة الدعاء والاستغفار لهما .
ج - صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما .
د - إنفاذ عهدهما .
هـ - التصدق عنهما .
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا كما ربونا صغارا
اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعفو عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم
واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقنهم من الذنوب والخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم من كان منهم ميتا فأنزل على قبره شآبيب الرحمات
اللهم وأفسح له في قبره مد بصره
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة
اللهم ومن كان منهم حيا فأطل في عمره
وأحسن في عمله واختم لنا وله بخاتمة الإحسان
برحمتك يا منان يا ذا الجلال والإكرام .
لآلئ الإخـاء | برضاهما تحلو الحياة | 2 
العرض العادي
