صحيفة كوفي كوب الألكترونية Newspaper Coffee cupصحيفة الكوفي كوب الإلكترونية - يختص بقضايا الساعه و الأخبار المهمه وكل ما تتناقله الصحف والقنوات الاخباريه
سيول جدة .. "ليس مَنْ رأى كمَنْ سمع" حصرياً على "سبق"
"سبق" تنقل لكم المأساة من قلب الحدث
سيول جدة .. "ليس مَنْ رأى كمَنْ سمع" حصرياً على "سبق"
تصوير : بادحدح والشامي
عاصم الغامدي – سبق – جدة: "ليس مَنْ رأى كمَنْ سمع" هذا هو الشعار الذي تتخذه "سبق"؛ لتنقل لكم مأساة سكان جدة مع السيول، التي كررت للعام الثاني على التوالي.
كاميرا "سبق" تنقلت اليوم بين أكثر الأحياء تضرراً في جدة، وهي السامر والتوفيق وأحياء بني مالك والنخيل والبغدادية وشارع فلسطين والأندلس وبالبيد، وذلك بالاستعانة بالمصورَيْن السعوديَّيْن إبراهيم بادحدح وعبدالله شامي.
كاميرتا بادحدح والشامي أنارتا فلاشاتهما ظلام حي السامر، وغاصتا في نفق الملك عبدالله الذي أطلق عليه السكان اسم "المسبح"؛ وذلك لتخرج لكم بهذه الصور.
"طوارئ تعليم جدة" تخصص أرقاماً هاتفية لاستفسارات الطلاب وأولياء الأمور
"طوارئ تعليم جدة" تخصص أرقاماً هاتفية لاستفسارات الطلاب وأولياء الأمور
واس – جدة: أعلنت لجنة الطوارئ في الإدارة العامة للتربية للتعليم بجدة (بنين وبنات) تخصيص أرقام هاتفية لتلقي الاستفسارات والملاحظات من الطلاب وأولياء الأمور على مدار الساعة، وهي الأرقام التالية: هاتف: 6820968 ، فاكس: 6440048.
تصوير : بدر مفلح العتيبي
عبدالله البرقاوي - سبق - جدة : تواصل "سبق" نشر سلسلة تقاريرها المتعلقة بكوارث السيول والأمطار في محافظة جدة، عاقدة العزم على "كشف الحقائق" حول مسببات هذه الكوارث، وما دار حولها قبل سنوات عدة من تحوّل الأمطار من نعمة واستبشار إلى نقمة ومخاوف وأضرار.
"سبق" في تقريرها اليوم تنقل ما تضمنته وثائق جرى تسريبها على شبكة الإنترنت خلال الفترة القليلة الماضية، لا نجزم في "سبق" بصحتها ولكن ما تضمنته من اتهامات ومستندات رسمية يدعو إلى ضرورة التحقق منها دفعنا إلى نشرها للرأي العام والمسؤولين، هادفين من ذلك مساندة الجهات المختصة للوصول إلى المتسببين في هذه الكوارث، وبخاصة أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وجَّه بالرفع حالاً عن الجهات المقصَّرة، ومن تأخر في تنفيذ الأوامر السابقة، وجاء في التوجيه الكريم من توعد الملك -في أمره- المتهاونين في هذا الأمر الخطير بالحساب الشديد.
الوثائق التي سُرَّبت على الإنترنت تتهم مسؤولاً في لجنة تقصي الحقائق الأولى بأنه المتسبب الرئيس في كوارث أمطار وسيول جدة، وتركز حديث الشخص الذي سرَّب الوثائق عن اثنين من أهم الأحياء المتضررة في جدة، والإجراءات التي تمت حولهما، والمسؤولين الذين أجازوا هذين المخططين على رغم وقوعهما في مجاري السيول.
وبلغ عدد الوثائق 26 وثيقة، فيما أُرفقت معها 10 ورقات، شُرح من خلالها تفاصيل الوثائق، وتضمنت اتهامات عدد من المسؤولين ورجال الأعمال، ولم يعرف تحديداً توقيت تسريبها ولكنها بدأت في الظهور على شبكة الإنترنت منتصف العام الميلادي الماضي، أي بعد كارثة السيول الأولى وقبل كارثة الأربعاء الماضي.
ويقول مسرِّب الوثائق في بداية الشرح عنها: "إن من عجائب كارثة سيول جدة أن أكبر موقعين تجلَّت فيهما الكارثة بوجهها الأليم ووقعت فيهما أكبر الخسائر في الأرواح والممتلكات لم يتم حتى الآن تقصي حقيقتهما وأسباب وقوع الكارثة فيهما، والضحايا والمتابعين لأحداث الكارثة يعرفون هذين الموقعين، وهما مخطط أم الخير الذي هلك فيه نحو مائة شهيد حسب الإحصاءات الرسمية، ومخطط الأجواد الذي يليه في حجم الأضرار في الأرواح والممتلكات، وهناك سؤالان بحجم الكارثة يبحثان عن إجابة حقيقية، الكل يبحث عنها, أولهما: من المسئول عن اعتماد هذين المخططين وكل واحد منهما يقع في قلب وادٍ معرض لمخاطر السيول؟! والسؤال الثاني: من هو المسئول عن التستر على هذه الجريمة وعدم التطرق إليها في التحقيق؟! ولأن الصمت ليس دائماً من ذهب، ولأن الكلام في بعض المواطن يكون أغلى من الذهب، فإننا لن نبخل بالحقيقة المدعمة بالوثائق الرسمية التي تكشف حقيقة ما جرى في أودية الموت".
في الحديث عن أحد المخططات المتضررة من السيول يشير مسرِّب الوثائق إلى أن المخطط كان لدى الأمانة ووزارة الشؤون البلدية علمت بأنه عرضة للسيول، وقامت الأمانة بدراسة الأمر والرفع به إلى وكالة الوزارة لتخطيط المدن للنظر في الطلب، موضحة أن الموقع عرضة للسيول، وبناء عليه تم إعداد دراسة من قبل استشاري لحماية الموقع من أخطار السيول، وتشمل أعمال ردم وتسوية وإنشاء عبارة صندوقية، وسد جديد وهدم السد القديم، وتنفيذ هذه الأعمال كفيل بدرء أخطار السيول عن الموقع، ما تسبب في التضليل على وزير الشؤون البلدية والقروية لاعتماد المخطط في عام 1421هـ.
ويدَّعي مسرب الوثائق أن المفاجأة في الأمر تعود إلى كون الاستشاري الذي اعتمد الدارسة اتضح بأنه مالك المخطط!.
ويبيّن مسرب الوثائق حدوث تحايل وتلاعب لاعتماد المخطط على الرغم من أن هناك أوامر سامية تمنع إنشاء المخططات في مجاري الأودية، ويتساءل عن الدراسة التي أجريت لدرء أخطار السيول، ومدى صحة تنفيذها على أرض الواقع.
ويتطرق مسرب وثائق كارثة جدة إلى مخطط متضرر آخر، يشير إلى أن مالكه تنازل للأمانة بجزء من المخطط لتنفيذ مجرى السيل المقترح مقابل إعطائه المتبقي من المساحة المقتطعة.
وبعد أن مُنح مالك المخطط 460 قطعة مقابل الجزء المقتطع عاد وطالب بإعادة مجرى السيل للمخطط، حيث قدم طلباً جاء فيه: "حيث إن المخطط العائد لنا بموجب الصكوك ----- المعتمد من قبل الأمانة برقم ---- وتاريخ 1401هـ يخترقه مجرى سيل مقترح، وهو غير منفَّذ على الطبيعة ويشغل ما نسبته 9.10% من مساحة المخطط، عليه نأمل من سعادتكم الإيعاز لمن يلزم بدراسة كيفية إعادة ذلك الجزء لنا".
ويكشف مسرِّب الوثائق بأن مالك المخطط ومعاونيه استغلوا تغيُّر الأمين، وتمكنوا من إعادة مجرى السيل، وحول حيثيات ما بعد كارثة العام الماضي تقول الوثائق "إن أمين محافظة جدة وجَّه إلى صاحب المخطط خطاباً جاء فيه ما نصه: (إشارة إلى خطابكم المؤرخ في 1430هـ المقيد بالأمانة ----- والمرفق صورته والمتضمن إيجاد الحلول المناسبة للإفراج عن الأجزاء المخصصة كمجاري للسيول بمخطط (---).. وحيث تم الاطلاع على كامل أوراق المعاملة ودراستها، واتضح بعد الدراسة أن تلك الأجزاء المخصصة لمجاري السيول والتي تطالبون الأمانة (وبإصرار) الإفراج عنها واستغلالها كقطع سكنية ليتم بيعها على المواطنين تقع ضمن منطقة مجاري السيول، ومحظور البناء عليها حسب المخططات والدراسات المعتمدة لدى الأمانة.... وبناء على ما ذُكر نخبركم بضرورة مراجعة الأمانة خلال أسبوع من تاريخه لتحديد مساحة تلك الأجزاء والتهميش عليها لصالح مجرى السيل، مع العلم أنه اتضح أن هناك أجزاء من المجرى قد تم التصرف فيها من طرفكم بالبيع، وكذلك البناء عليها بالمخالفة للأنظمة والتعاميم التي تنص على المحافظة على مجاري السيول).
ويقول مسرِّب الوثائق أن مالك المخطط تنصَّل من المطالبة بالإفراج عن مساحة كامل مجرى السيل البالغة 364.912 متراً مربعاً من مساحة المخطط المعتمد، وإرجاعها إليه بعد أن تم بيعها والبناء فيها، وذلك خطابه الموجه إلى أمين محافظة جدة الذي جاء فيه ما نصه: (تسلم موكلي خطابكم.. وبهذا أؤكد لمعاليكم التزام موكلي بتنازله السابق عن الأرض لمجرى السيل، وأنه لم ولن يلغي هذا التنازل قط أو يتنصل منه بل يؤكده، ولو أرادت البلدية تنفيذ المجرى منذ صدور التنازل أو أرادت تنفيذه الآن فبإمكانها ذلك.... أما مسألة التهميش فتستغرق بعض الوقت... والوضع الراهن لا يحتمل الأخذ والرد).
ويتحدث مسرب الوثائق قائلاً: ما قيمة تنازل المالك بعد أن تصرف في مجرى السيل بالبيع وتم البناء فيه؟! إذا كان تنازل المالك عن مجرى السيل قد تم في 1416هـ وقيد التنازل بالأمانة، فهل خمسة عشر عاماً لم تكن كافية للتهميش بالتنازل عن مجرى السيل لصالح الأمانة حتى يحتج في خطابه بأن التهميش يحتاج بعض الوقت؟! ولماذا أعطت الأمانة المالك 460 قطعة مقابل تنازله عن مجرى السيل، ثم تركته يعبث في ذلك المجرى المملوك للدولة بالبيع والبناء طيلة خمسة عشر عاماً، ولم تلزمه بالتهميش على الصك لصالح الأمانة ولم تقم الأمانة ببحث هذا الأمر إلا بعد تولي الأمين عادل بن محمد فقيه؟!! من الطبيعي والحال على ما ذُكر أن يكون شعار المتورطين في الكارثة (الوضع الراهن لا يحتمل الأخذ والرد).
مسرّب الوثائق أشار إلى أن هناك جزءاً ثانياً سيتم نشره حول ما حدث ويحدث في جدة قبل أن يختتم الحديث والشرح قائلاً:
"إن الوثائق التي تم استعراضها في هذا التقرير تثبت بما لا يدع مجال للشك أن هناك عدداً كبيراً من الضالعين في صناعة الكارثة التي أغرقت جدة من الذين وردت أسماؤهم في التقرير والوثائق وغيرهم، ولم يتم استدعاؤهم من قبل اللجنة الأولى لتقصي الحقائق، ولم يتم التطرق للجرائم التي ارتكبوها، والسبب في ذلك واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، وهو أن أحد المتهمين في مسببات الكارثة كان ضمن أعضاء لجنة التحقيق في الكارثة، فكيف يُتصور أن يسمح بحال من الأحوال في التحقيق فيما صنعته يداه؟! وكيف يُتصور أن يسمح بحال من الأحوال استدعاء أو التحقيق مع أي شخص شاركه في صناعة الكارثة؟!
إن من يقرأ بعين العدل والبصيرة موقف ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين - نصر الله بهم الحق- من هذه الكارثة يدرك تماماً أن قيادة هذا الوطن عازمة على معرفة الحقيقة لوضع الأمور في نصابها الصحيح.... ومتيقظة لكشف مخادعات تيار الفساد.
وأمام هذه المواقف الصادقة والشجاعة والحكيمة من ولاة أمرنا - حفظهم الله- علينا أن نبادلهم الموقف نفسه فنتحلى بالصدق والشجاعة، لاسيما وأن الكارثة صنعها مواطنون منا، استغلوا نفوذهم وسلطتهم في أجهزة الدولة، ولا عزاء لمن يتستر عليهم ويخون وطنه وولاة أمره وحاضر مجتمعه ومستقبله.
"العين الثالثة" للسعوديين تصطاد مشاهد جديدة مؤلمة للكارثة
من داخل أحياء ما زالت تعاني آثار أمطار الأربعاء
"العين الثالثة" للسعوديين تصطاد مشاهد جديدة مؤلمة للكارثة
تصوير : بدر بن مفلح العتيبي
عاصم الغامدي – سبق – جدة: ما زالت كارثة جدة تُخفي مناظر مأساوية لم نشاهدها من قبل عن كارثة أمطار الأربعاء. وقد وقعت عين "سبق"، ممثلة في الفوتوغرافي السعودي بدر بن مفلح العتيبي، على عدد من هذه المناظر ببعض أحياء جدة التي ما زالت تعاني الأثر.
هذه الصور التقطها العتيبي بكاميرا حملها فوق كتفه؛ فصارت وكأنها عين ثالثة للمواطن.
صدمة ما بعد الكارثة تجتاح أطفال جدة وخبير نفسي ينصح: عالجوهم بالمزاح
فيصل لا يكف عن البكاء في وحدته ونوف تتذكر مشهد صديقتها مشاعل لحظة الموت
صدمة ما بعد الكارثة تجتاح أطفال جدة وخبير نفسي ينصح: عالجوهم بالمزاح
ريم سليمان - دعاء بهاء الدين - سبق - جدة: "يد رقيقة تمسك بقارورة تملأ ماء المطر المتساقط، عيون تنظر ببراءة نحو السحب الممطرة، ريشة ترسم قوس المطر، ضحكات رقيقة رقراقة مدوية كقمر بدري، حجر يلقى على سطح المياه، طفل في وسط الماء يرفع الثوب يدوس بحذائه الطين يغرف من الماء، طفل ينادي والديه للعب تحت الأمطار"... تلك هي أحلام جميلة ينتظرها الطفل من سنة لأخرى، بيد أن هذا الحلم تبدَّل بمشهد جداوي عشماوي باك، هكذا كان حال أطفالنا الذين شاهدوا سقوط المنازل، وجريان السيول، وجثث الشهداء، وسمع آهات الثكلى ودموع الحيارى.
صدمات وآلام بصوت ممزوج بالبكاء حدثتني (أم فيصل) قائلة: منذ سيول الأربعاء وابني فيصل (8 سنوات) يجلس منفرداً في غرفته، رافضاً تناول الطعام ترتعد فرائسه، دموعه تتحدث عنه، متقوقع في ركن الغرفة لا يشاركنا حديثنا، سؤال حائر في عينيه لماذا حدث هذا؟ في الليل تتحول معاناته لكابوس مخيف يهرع إلي ليهدأ في حضني، يرفض الخروج بسبب حالته النفسية السيئة، حتى بات يخشى وقت النوم نتيجة الكوابيس المفزعة التي صارت تراوده ليلاً.
بينما لم تنس نوف (13 سنة) مشهد صديقتها وهي تصارع السيول وقد راحت ضحيتها، فحدثتني قائلة: صديقتي مشاعل كانت رقيقة نتقاسم سوياً ضحكاتنا، في أيام الاختبارات ذاكرنا سوياً، أحلامنا تعانق السماء، جلسنا نخطط لإجازة منتصف العام ونحدد أماكن لقائنا، وأضافت وهي تبكي قائلة: في يوم الأربعاء الحزين والسيارات تتسابق لتنجو بنفسها وجدت سيارتها الصغيرة بجانبي تصارع السيل وبنظرة وداع رأيتها لآخر مرة وقد غرقت، لم أر مشاعل بعد الآن، سأفتقد بسمتها الرقيقة، لا أدري كيف يكون هذا مصيرها؟! أردت أن أودعها ولكن السيل كان أسرع مني.
أم وابنتها ترددان الشهادة وبنبره يعتليها الحزن والأسى قالت أمينة: ابنتي الوحيدة التي طالما انتظرتها سنوات وسنوات، وجاءت إلى الدنيا بعد قصة عناء طويلة، كانت تلعب معي في فناء المنزل وتنظر لحبات المطر وهي تتساقط واحدة تلو الأخرى، وضحكات وجهها تشرق الشمس داخل منزلنا إلى أن اشتد المطر ودخل السيل إلى منزلنا في أم الخير بعد أن انهار السد، واسترجعت معنا أمينة ما حدث في أربعاء جدة الحزين، وقالت: أخذت ابنتي ودخلنا المنزل بسرعة ننتظر والدها الذي كان لا يزال في عمله، ولكن السيل كان أسرع من كل شيء، فقد دخل إلى منزلنا وابنتي التي لا تتجاوز الثماني سنوات تصرخ وتبكي من هول ما ترى وكأنه يوم القيامة، ولا أدري ماذا أفعل سوى أنني احتضنتها وصعدت بها للطابق الثاني، واستنجدت بكل من أعرف، ولكن كان من المستحيل أن يصل إلينا أحد، وجلست أنا وهي نردد الشهادة سوياً لنقابل ربنا، ولا أدري ماذا حدث بعد ذلك، وكيف أنا وهي ما زلنا أحياء حتى الآن، وشكرت ربي كثيراً على أنني لم أفقد ابنتي أغلى ما عندي رغم قربنا الشديد من الموت.
والآن وبعد أن انتهى السيل وأصبحنا نلملم جراحنا لا أدري ماذا حدث لابنتي، حيث باتت ترفض تماماً الكلام معنا، وتصرخ ليلاً رافضة النوم، وإذا نامت تصحو من نومها على كوابيس مفزعة حتى الطعام والشراب صارت ترفضه، ودائما أراها ترتعش وتبكي.
وأنهت حديثها بقولها: "حسبي الله ونعم الوكيل".
الانطواء والخوف من الاختلاط في البداية كشف رئيس وحدة الطب النفسي بصحة جدة الدكتور خالد العوفي أن اضطراب ما بعد الصدمة النفسية (PTSD)، الذي ظهر على كثير من الأطفال يعد من الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً بسبب كارثة سيول جدة.
وقال لـ"سبق" إن هذا المرض ينشأ نتيجة المشاهدة أو التعرض للمواقف والصدمات التي كادت تهدد حياة الشخص بالخطر، وينتج عنها قلق وخوف شديد، وتجنب الحديث أو التفكير أو حتى مشاهدة المواقف المفجعة، بالإضافة إلى اضطراب النوم والكوابيس والفزع أثناء النوم واسترجاع صورة الموقف المخيف، مع وجود أعراض توتر وعصبية وعدم القدرة على التحكم بالغضب وشرود الذهن وزيادة ضربات القلب والرعشة وغيرها من أعراض القلق.
وأضاف العوفي أن بعض الأطفال تبدو عليهم أعراض الانطواء والخوف من الاختلاط أو اللعب مع أطفال آخرين.
وأوضح أن إدارة الصحة النفسية والخدمة الاجتماعية بمحافظة جدة شاركت بعدد من الفرق النفسية من الأطباء والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين من مستشفى الصحة النفسية بجدة، مستشفى الأمل ومستشفى الملك فهد العام، لمواجهة الآثار السلبية لكارثة السيول.
وأبان أنه حتى الآن لا توجد إحصائيات دقيقة بأعداد الحالات النفسية؛ كون هذه الحملة لازلت في بدايتها، ونصح العوفي جميع المتضررين بالتعاون مع هذه الفرق، وعدم التردد في طلب المساعدة باعتبارها واجباً إنسانياً. وأكد أن وزارة الصحة متمثلة في مديرية الشئون الصحية بمحافظة جدة لم تألو جهداً في تقديم الرعاية الصحية لجميع المتضررين.
التعامل مع الكوارث من جهته أكد الباحث التربوي نزار رمضان لـ" سبق" أن هذا الطفل الذي عانى من حالة الهلع والفزع يتعرض لأشد الضربات النفسية والتربوية التي قد تكون في حين من الأحيان ضربة قاضية، مشيراً إلى أن ربع ضحايا كارثة جدة من الأطفال وأن منظمة اليونيسيف تقول إن 60% من ضحايا الكوارث الطبيعية من الأطفال وإن 43%من الأطفال يتعرضون لصدمة كارثية واحدة على الأقل في حياتهم.
وأشار إلى ضرورة تدريب المؤسسة المنزلية المتمثلة في الأسرة على كيفية مواجهة الكارثة من خلال مشاهد وتجارب عملية، داعياً إلى ضرورة أن تلعب القصة والحكاية والفيلم الكرتوني دوراً كبيراً في مواجهة الكوارث.
وطالب رمضان بضرورة فتح مؤسسات خيرية لتجميع وتنسيق جهود المتطوعين، وأن يحتل الطب النفسي والتأهيلي المكان المناسب في الساحة الحياتية، وحثَّ على أهمية دور المرشد التربوي المتخصص داخل المدارس، مشيراً إلى ضرورة وجود دورات سريعة ومركزة حول التعامل مع الكوارث، فقد حان الوقت لتضافر ثلاثية الإصلاح "بيت، إعلام، مدرسة" لتكوين منهج تعليمي تربوي لممارسة مهارات حياتية في التعامل مع الكوارث الطبيعية والكوارث البشرية.
الاطمئنان والحنان من جهته رأى استشاري الأمراض النفسية الدكتور محمد الحامد أنه لابد من أن تعرف الأسرة أن لكل مرحلة عمرية طريقة في التعامل؛ فالأطفال الذين تجاوزوا السابعة من عمرهم أصبحوا يدركون الكثير من الأمور ومعانيها، مشيراً إلى أنه ينبغي على الأسرة أن تبدأ في تبسيط فكرة نزول المطر وما فيه من خير، والحرص دائماً على التأكيد من أن المطر هو خيرٌ من عند الله، وأن الخطأ دائماً من البشر المسئولين، والخلل في المشاريع.
وأكد على عدم استصغار عقل الأطفال أكثر مما ينبغي، مشدداً على ضرورة التأكيد على أنه لا خطورة من نزول المطر إذا تم إصلاح الأخطاء على أن يكون ذلك بطريقة مبسطة، وجعل الطفل ينظر ويطلع على بعض الدول المتقدمة التي يوجد فيها أمطار وثلوج ولا يوجد هناك كوارث.
أما بالنسبة للفئة العمرية دون السبع فرأى الحامد أنه لابد من تبسيط الأمور لهم بدرجة كبيرة، حيث لا يوجد تفكير تجريبي في هذه الفئة العمرية، بينما هو يريد الإحساس بالاطمئنان والأمن والأمان والحنان داخل أسرته، مشيراً إلى ضرورة عدم التحدث أمام الأطفال بهلع أو خوف، ومحاولة تبسيط الأمور وإرجاعها إلى نوع من المزح والفكاهة ولو أمام الأطفال.
في حين نصح الدكتور الحامد الأسرة في حالة عدم تجاوز الأزمة في مدار أسبوعين أن تذهب إلى طبيب نفسي لمحاولة الوصول إلى حل.
دعاء بهاء الدين- سبق- جدة: افتتحت اليوم جمعية الشقائق النسائية بجدة بالتنسيق مع جمعية زمزم أولى عياداتها النفسية للنساء والأطفال لإزالة الآثار النفسية للمتضررين من سيول جدة في حي غليل.
وأرجعت المشرفة العامة على العيادات النفسية -في حملة كوني مطمئنة للمتضررات من سيول جدة بجمعية الشقائق مشاعل عواد- سبب افتتاح العيادات النفسية لكثرة المتضررات نفسياً في هذا الحي، حيث بلغ عددهن في الساعة الأولى من افتتاحها 20 حالة والعدد في تزايد، مشيرة إلى أن الجمعية بصدد افتتاح عيادات نفسية أخرى في الأحياء المتضررة بعد إجراء مسح ميداني للتأكد من حاجة الحي إليها.
وعن أبرز المشكلات النفسية الناجمة عن الكارثة قالت عواد: هناك العديد من المشاكل أصابت النساء والأطفال تحديداً، فهناك نوبات بكاء وحزن وقلق أصابت العديد من النساء، بينما أغلب الحالات المترددة من الأطفال كانت بسبب التبول اللاإرادي والخوف والقلق والاضطراب الوجداني.
سلطان المالكي - سبق - الرياض : استعادت إدارة موقع أمانة محافظة جدة اختراقاً لموقعها، قاده أحد هاكرز، كان قد ذَكَر اسمه "سعودي بوي - مواطن جداوي"، وانتقدالأحداث التي جرت في جدة.
وطالب الهكر بفضحِ المفسدين ونَشْر أسمائهم والتشهير بهم . وكانت إدارة الموقع قد لاحقت الاختراق، ووضعت عبارة "جاري تحديث الموقع" .