|
(( أطبــاعٌ )) نتعايــش معهــا .. وكأنهــا مستلزمــات .. !!
بســم اللــه الرحمــن الرحيــم
مســاءٌ منيــر بـكم أخواني/ أخواتي ..
صبـاحٌ نقـي متلهف لـزوار مسائه ..
في صباح ذاك اليوم إنطلق أبا حمد لـ (( بقالته الصغيرة )) , دخل , (( السلام عليكم .. ميمون )) , (( وعليكم السلام ابو حمد .. )) , (( هاه بشّر لا تقول جو حقيّن البلدية يفتشون ؟؟ )) , (( لا لا .. ما جا احد )) , أخذ أبا حمد يتجول في تلك (( البقالة )) ليلقي نظرة عليها ولكي يطمئن على (( حلاله )) وكالعادة وجد تلك (( الحلويات )) قد إنتهت مدة صلاحيتها (( ميمون .. ألحين وراكم رازين هالبساكيت قدام العالم وهي منتهية صلاحيتها .. ؟؟ ما تدري أنه لو يجي موظف البلدية أن تسان قفل المحل ؟؟ )) , (( انت تتكلم عن هدي .. يابو حمد هادي لها اسبوع وهيّا هنا وحقون البلدية ما بيجوا إلا في الشهر مرة .. عموما احنا ننتظر الموّرد يجي ولا جا .. لكين بيجي اليوم ان شاء الله )) , (( خلاص أجل .. بس انتبه لا سمح الله جا واحدن من هالملاقيف ويبلشنا )) , (( ابشر )) , إتجه ابا حمد لـ طاولة المحاسب , راجع الحسابات , وإذا بالهاتف يعلن عن مكالمة , (( ألو .. )) , (( بقالة أبو حمد ؟؟ )) , (( أيه نعم )) , (( الله يعافيك جب لنا ثنين خبز و جبن كاسات واحد بس تكفى لا يصير بوك .. دور لنا شي(ن) رخيص )) , (( وش بعد ؟؟ )) , (( بس هذا الطلب ... جبه لـ بيت ابو فهد اللي وراكم ولا تأخرون تر عاملكم دايم يتأخر )) , (( معليش ياعمة .. بس هالطلب ما يكمل حتى عشرة ريال .. وشلون تبينا نوصل .. لو نوصل لكل العالم بهالمبلغ كان انجبرنا اننا نجيب عشرة عمال يوصلون .. يعني اسمحي لنا ما نقدر نوصل ألا ان كانتس زودتي الطلب )) , (( وشلون .. ؟؟ ألحين حنا معاملينكم كل هالسنين وتقول هالكلام ؟؟ )) , (( يا اختي الله يرضى عليتس .. حطي نفتس موقفي وش بتسويين ؟؟ )) , (( يعني بـ توصلون ولا لا ؟؟ )) , (( اعذريني يا عمة ما نقدر نوصل )) وتغلق هذه المرأة السماعة (( في وجه أبو حمد )) غاضبة من معاملته معها , إلتفت أبا حمد (( ميمون ألا وش سالفة هالعالم .. لا تقول طلباتكم اليومية تسذا ؟؟ )) , (( والله ما ادري ايش اقوليك يابو حمد .. لكين يومياً تتصل هدي الحورمة وتطلب طلبات زي كدة .. بس اصبر شوية وصدقني ما راح تلقى أحد يوصل لها و تتصل مرة تانية عليك )) , مكث أبا حمد دقائق معدودة وإذا بـ الهاتف يعلن عن مكالمة , (( ألو .. )) , (( السلام عليكم .. )) , (( وعليكم السلام )) << قالها ضاحكاً , (( لو سمحت عطنا ثنين خبز وثنين جبن بوك الكبير و شاهي ليبتون تلقيمة )) , (( من بيته ؟؟ )) << يا خبثك خبثاه ألا بتحرجها غصب .. , (( بيت ابو فهد .. ولو سمحت يا ليت العامل ما يتأخر )) , (( ابشري .. دقايق وهو عندتس )) , أخبر أبا حمد العامل بـ تلك الطلبات , (( وصّلها )) لـ بيت أبو فهد , رجع العامل , (( عمّي .. سجل 16 ريال على حساب ابو فهد )) , (( ما عطوك شي أجل ؟؟ لاحول ولاقوة ألا بالله .. ألا يا ميمون كم نطلبهم ذولا ؟؟ )) , (( تقريبن 2400 ريال )) , (( عما .. كل هالدراهم وإلى ألحين نسلفهم .. أسمع المرة الجاية إذا اتصلوا وطلبوا قلهم معكم دراهم ؟؟ اذا قالوا لا لا توصل لهم شي )) , (( ابشر )) , خرج أبا حمد من (( بقالته )) متجهاً نحو بيته ,,
(( في بيت أبو حمد )) .. !!
وصل أبا حمد للمنزل , دخل الصالة , وإذا بـ أم حمد تتمخطر فيها حاملةً معها (( البخور )) تعطّر به منزلها , (( السلام عليكم .. يام حمد )) , (( وعليكم السلام )) , (( هاه وش قاصركم ؟؟ )) , (( أصبر شوي .. بـ أجيب لك ورقة المقاضي )) , (( ياكثر مقاضيكم وسبحان الله ما طاعت تخلص هالمقاضي )) , أحضرت أم حمد تلك الوريقة التي تحتوي على (( مقاضي البيت )) , (( عما .. وش ذا ؟؟ كل هذا قاصركم ؟؟ بعدين وش تبون باللقيمات ألحين ؟؟ في رمضان ويالله ناكلها )) , (( أنت ما دريت يابو حمد .. يقولون أن رمضان هالسنة الأسعار بتدبل وعشان كذا كتبت لك مقاضي رمضان حتى لو ان باقي حول الشهر )) , (( وأنتي من وين جبتي هالعلم ؟؟ )) , (( من أم صالح .. أمس تقولي هالحتسي )) , (( طيب .. خليني أرتاح ألحين .. واذا صلينا العصر يحلها ربتس )) , أحضرت أم حمد القهوة , (( تقهوو )) , وفي تلك اللحظات (( شغّـل )) أبا حمد التلفاز , وإذا بـ تلك القناة تعلن (( ترقبوا .. حصرياً .. المسلسل التاريخي .. يأتيكم في شهر رمضان المبارك )) , إنتهت ذاك الإعلان وإذ بالإعلان الاخر يتبعه تلقائياً (( حصرياً .. برنامج الكاميرا الخفية .. مع الفنان القدير .. يأتيكم في شهر رمضان المبارك )) . وتتوالى الإعلانات وأبا حمد مكث يشاهد ينتظر ذاك البرنامج الذي يشاهده يومياً (( الا يام حمد .. برنامجنا ذاك ماجا ؟؟ )) , (( وهالدعايات خلته يجي !! من قبل ساعة وانا متسمرة عند التلفزيون أحتريه ولا جا .. ومليت قلت خلني اعطّر البيت أوفق لي )) , أمسك أبا حمد بـ ريموت التحكم بالتلفاز , (( قلّب القنوات )) ليتوقف عند تلك القناة المحببة له , وإذا بـ تلك القناة لا تختلف عن سابقتها , وإذ بـ الأعلانات تتعاقب , ولا أبالغ أن قلت (( أن شهر شعبان خالي من البرامج تماماً )) فـ الإعلانات لها نصيب الأسد من ذاك الشهر , أغلق أبا حمد التلفاز (( التلفزيون يام حمد ما ينبغى بـ بلاش هالايام .. عما ما قدرنا نشوف ولا برنامج )) , (( لاحق عليها يابو حمد في رمضان .. يقولون أن رمضان هالسنة فيه 46 تمثلية .. يعني انت ما عليك ألا تمسك هالريموت وطب وتخيّر )) , (( كم كم .. 46 ؟؟؟ نعنبوا بليسهم ذولا .. بـ يلهون هالعالم عن العبادة .. ؟؟ )) , (( أنت تقوله ؟؟ أعوذ بالله من تالي صار رمضان أكل و تسمّر قدام هالتلفزيون والعبادة يا غافلن لكم الله )) , أنزل أبا حمد رأسه وهو مبتسم ولسان حاله يقول (( يالنصّابة .. يقالتس ضايقن صدرتس والمشكلة أنّتس أول وحدة تربّع قدام التلفزيون لاجت هالمسلسلات )) , صلى الظهر , عاد للمنزل , لكي يأخذ قسطاً من الراحة في فترة الظهيرة , وإذ بالمؤذن يرفع أذان صلاة العصر , (( أبو حمد .. أبو حمد .. تراه أذنّ )) , إستيقظ أبا حمد , صلى العصر , أدار المحرّك , إتجه للسوق لكي (( يتقضى مقاضي رمضان .. قبل شهر من حلول الشهر الكريم خوفاً من إزدياد الأسعار )) , وصل للسوق , وإذ بالأسعار (( نار )) كعادتها , إشترى متطلباته , عاد للمنزل , أنزل المتطلبات , وإذا بـ أذان المغرب يُرفع ...
(( في مزرعة أبو ابراهيم )) .. !!
بعد صلاة المغرب قرر أبا حمد أن يذهب لمزرعة أبا ابراهيم وهذه الزيارة شبه يومية , إتجه أبا حمد للمزرعة , دخلها , إتجه لـ الدكّة , وإذ بـ الأصدقاء جميعهم موجودين , (( السلام عليكم .. يالربع )) , وإذ بالرد الجماعي (( وعليكم السلاااااام .. يالله حيّه ابو حمد )) , إستقر أبا حمد في صدر المجلس بعد (( تلزيم )) وإلحاح منهم , وإذ بالقهوة تدار بينهم , فـ تارة أحدهم يشتكي من فواتير الكهرب التي يتناولها بـ إستمرار مثير للإستغراب و تارة أحدهم يشتكي من الأسهم التي أكلت أمواله بالكامل , وكأن الجلسة أصبحت (( مقراً للشكاوى )) , (( وسالفة من ابو حمد وسالفة من الثاني )) حتى إن رفع صوته أبا حمد (( ألا أقوّلكم يالربع )) , صمت الجميع لشعورهم بـ أن ابا حمد لديه أمراً مهماً , (( أنتم دريتوا أن الأسعار بـ تدبل في رمضان هالسنة ؟؟ )) , إستطرد ابا ابراهيم قائلاً (( لا حول ولا قوة ألا بالله .. حنا عجزين عن الاسعار ألحين وشلون لا دبلت ؟؟ )) , (( أيو الله انك صادز .. لكن ما نقول ألا الله يكون بالعون )) , (( تصدقون يالربع أن الفلّة اللي بـ خمسمية ألف قبل ثلاث سنين ألحين بـ مليون وعليها )) , (( والله يابو ابراهيم .. ان الدعوة كلها مندمرة لا بيوت ولا غيره .. يابن الحلال أجل ذاك اليوم العامل مغسل سيارتي بـ خمسطعش ؟؟ وقبل كان يغسلها بـ عشرة .. ابو الشباب فاهم زيادة الاسعار غلط .. )) , (( يابو حمد .. المسألة فيها إنّ .. أجل هالتجار ماخذينا لعبة .. كل ما صنفت معهم زودوا هالاسعار واذا قلنا ليش قالوا الاسعار برا زايدة وحنا حبيبن .. ندربي هالدمج وينلعب علينا وحنا ساكتين )) , (( يابو ابراهيم .. المشكلة موب في التجار .. المشكلة في النفط )) , وما إن تحدث أبا حمد بهذه الجملة إلا وأبا ابراهيم مقاطعاً له (( بالله فكنا بابو حمد من هالسالفة .. يا كثر ما نسمعها .. ما دخلت مزاجي ولا هيب داخلة لو بـ اكسجين )) >>> يا قدمك أنت وذباتك . صمت أبا حمد متجاوباً لمطالبة ابا إبراهيم وإستطرد قائلاً (( عاد يابو ابراهيم .. أني اليوم خفت من سالفة تدبيل الأسعار ورحت وتقضيت مقاضي رمضان للبيت عشان ما اتوهق لاجا رمضان والاسعار ضاربة )) , لا أخفيكم ان أبا ابراهيم عندما سمع جملة أبا حمد ضحك بشكل غريب (( هههههههههههههههههه الله ياخذ شيطانك يابو حمد .. ألحين فيه مقاضي لـ رمضان وفيه مقاضي لشعبان ؟؟ )) , ألقى أبا حمد نظراته نحو أبا ابراهيم متعجباً . كيف لـ مواطن سعودي أن يتحدث بهذا المنطق ؟؟ , ولا أخفيكم أن الجميع شاركوا أبا حمد تلك النظرة , (( نط واحد وقال )) .. (( يعني يابو ابراهيم بـ تعلمنا انك ما تتقضى لـ رمضان ؟؟ )) , (( أتقضى لرمضان ؟؟ ورمضان وش يفرق عن باقي الشهور في المقاضي ؟؟ رمضان الله يصلحك انت وياه شهر عبادة موب شهر أكل .. ياخوكم هذا طبع تطبعتّوا به وألحين صار واجب عليكم .. مع العلم أنه لو فكرتوا فيه دريتوا انه ما له سنع )) , صمت الجميع عاجزين عن الرد على أبا ابراهيم . أكمل أبا ابراهيم حديثه (( ألحين بـ أسألكم .. بالله عليكم ما يضيّق خاطركم لمّا تشوفون العالم يتطاقون على محلات الجملة قبل رمضان بيوم ؟؟ ما يضيق صدروكم لما تشوفون هالعالم مالين مواترهم أكل تسنهم جواعا ما ذاقوا لقمة تسد جوهم عشان هالشهر الفضيل ؟؟ وتقولي يابو حمد أن الاسعار بتدبل .. أكيد بتدبل دام ربعك يضفون من هالاكل درازن .. ولا لو انهم حاسبين رمضان مثله مثل غيره ان تسان تيسرت امورنا .. ياخوكم ما ودي أقلب هالجلسة ضيقة صدر .. بس يا ليتكم تفكرون في كلامي ذا .. وصدقوني انكم بـ تقتنعون به )) , خرج أبا ابراهيم من الدكّة متجهاً للمسجد لكي يرفع أذان العشاء , صلّو جميعهم , رجعوا لـ دكتّهم , أكملوا سوالفهم , وإذ بـ ابا إبراهيم (( يقلّطهم على العشاء )) , إنتهت وجبة العشاء وبعدها ذهب كلٌّ منهم لمنزله ,,
@@ إستخلاصات @@
** لابد من وجود متابعة دقيقة من قبل (( البلدية )) لـ بعض (( البقّالات )) وخصوصاًً (( البقالات الصغيرة )) الموجودة في داخل (( الحواري )) ..
** (( توصيل الطلبات مجاناً )) عبارة نجدها غالبا مكتوبة على جدار كل (( بقالة )) وهذا أمر قد يكون إيجابي (( إذا ما استـثنيـنا مشاكل التوصيل من بعض العمالة للبيوت الخالية من رجالها وهذه أكبر سلبية للتوصيل المجاني )) ولكن لابد أن يعي المواطنون أن مسألة توصيل الطلبات مسألة مقرونة بـ مبالغ محددة ..
** مسألة الدين (( السلف )) مسألة خطيرة بالنسبة لـ البائع . فـ التساهل فيها يوقع صاحب ذاك النشاط (( أيّا يكن )) في المشاكل . فعند نهاية كل شهر وبعد إكتشاف حجم المبالغ المطلوبة عن طريق الدين يتضح مدى تراكم تلك الاموال مشّكلة أعداد ضخمة . فما وقع فيه أبا احمد مع عائلة أبا قهد أمراً طبيعياً لتساهله معهم . فمن الصعب إسترجاع تلك الاموال بسهولة . .
** في شهر شعبان يبدأ موسم الإغراء من قبل الفضائيات وتبدأ الإعلانات تظهر بشكل مستمر مما يؤدي إلى تلاشي البرامج المعتادة ..
** (( شهر رمضان )) شهر عبادة ولكن القنوات الفضائية تأبى إلا أن تلهي عباد الرحمن عن واجباتهم الدينية بـ عرضهم المتواصل لتلك المسلسلات التي قد تحتوي على مشاهد دنيئة ..
** (( الشراهة )) في شراء المتطلبات قبل رمضان قد تؤدي إلى زيادة الأسعار (( أكثر مما هي عليه الان )) وهكذا تكون المعلومة التي أدلت بها أم حمد صحيحة ..
** من يُعرض عن (( الشراهة )) في شراء (( مقاضي رمضان )) المزعومة يصبح إنسان مثير لـ الإستغراب . فـ كيف لمواطن سعودي قبل رمضان لا يملأ مخزنه بما لذ وطاب ؟؟
.
.
.
ختاماُ ..
اللهم بلغنا شهر رمضان ..
.
.
.
f.j
|
العرض العادي
