08-03-11, 02:37 PM
|
|
يّ هوٍوٍه .. الجوًع كآفرٍ [ رمضآنْ] نَنْتَظِر حْظَوَر هُالشَّهر الْكَرِيْم ، و نَتَلَهَّف لِّأَيَّامِه و لَيَالِيْه نَحْزَن لِفِرَاقِه ، و نَدْمَع فِي وَدَاعِه يُصَفَّد الْلَّه الْشَّيَاطِيْن فِيْه ، ل يَتَفَرَّغ الْعَبْد لِلْرُّكُوع لِلَّه و الْإِنْحِنَاء بِالطَآعَة و الْخُضُوْع دُوْن ان يَجِد مَآ يُلْهِيْه ، مَع أَن الْمُلْهِيَات غَيْر الْشَّيْطَان هَالّزِّمَن تُوُفِّي و تَكْفِي و مَا تَقْصُر الَا مَن رَحِمَه الْلَّه مِنْهَا ، الْمِحْوَر الْأَسَاسِي لَمُوْضْوُعِي هُو : الْأَسْرَاف ب الْأَكْل . . . يَعْنِي مَبْدَأ ( رَمَضَان شَهْر الْكَرْم بِلَا أَسْرَاف و تَبْذِيْر ) مَعْدُوْم عِنْدَنَا الْأُم تُشَوَّف أَنَّهَا جَرِيْمَة إِذَا سُفْرَتِهَا مَآ كَانَت عَآَمِرَة ب مَا لَذ و طَاب و يَبْدَأ الْتَفَنُّن ب جَمِيّع الْأَصْنَاف ل دَرَجَة ان رَمَضَان سَار شَهْر الْأَكْل ، و مَا يَنْتَهِي إِلَّا و الْسُمْنَة مُسَجَّلَة حُضُوْرِهَا ب أجَسَآمَنا ، و حُضُوْر مُحْتَرَم بَعْد الْلِي الآحَظُه حَتَّىَا ب بَيْتِنَا أَنَّه مَهْمَا بَلَغ جُوَّعَنَا عَلَىَا الْفُطُوْر ، الَا انَا مَا رَح نّآكل كُل الِلِي مَوْجُوْد يَعْنِي كَم حَبَّة و نَلِقىْا انْفُسَنَا الْحَمْد لِلَّه شَبْعَانِين و يَبْقَى الْأَكْل زِي مَا انْحَط ، و نَلِقىْا أَنْفُسَنَا نَاس مُبَذَرّة و لَمَّا يَكُوْن الْفُطُوْر اشْيَاء بَسِيْطَة و تَكُوْن الْسَّفَرَة مُعْتَدِلَة بِدُوْن تَكَلُّف تَلْقَانَا شَبْعَانِين و مَا تَسَبَّبْنَا ب أَي اسْرَآف وْرَانَا و عَلَىَا الْطَآرِي : عَزَايِم الْفُطُوْر عَشِآن مَآ أَتَفَلْسَف فِيْهَا ، أَسْتَنَدت لِ رَأْي الْشَرَع فِي ذَلِك : يَقُوْل : الدُّكْتُوْر عَبْدِالَّلطِيْف الْعَبْد [ أُسْتَاذ الْفَلْسَفَة الْإِسْلَامِيَّة ] : " ل يَأْخُذ الْمُسْلِم كَامِل ثَوَابُه عَن كَرْمِه و إِطْعَامِه لِلْآَخِرِين فِي الْشَّهْر الْكَرِيم عَلَيْه أَن يُخْلِص نِيَّتَه لِلَّه ، و أَن يَدْعُوَهُم لِلْإِفْطَار ب نِيَّة إِفْطَار صَائِم ، أَمَّا مَن يَدْعُو الْآَخِرِين لِأَغْرَاض دُنْيَوِيَّة كَأَن يَدْعُو رَئِيْسُه فِي الْعَمَل عَلَى الْإِفْطَار تَقَرَّبَا مِنْه و طَمَعَا فِي عَلَاوَة أَو تَرْقِيَة ، يَفْقِد ثَوَابُه حَسَب دَرَجَتِه فِي الْرِّيَاء ، وَمَن الْمُمْكِن أَن يُعَاقِبَه الْلَّه عَلَى ذَلِك " و زَي مَا احْنَا عَارِفَيْن انا لَازَم نَحْرِص عَلَى دَعْوَات الْإِفْطَار الْمَنْزِلِيَّة لَأَن ذَلِك مِن بَاب إِثْبَات كَرَّمْنَا و تَعْظِيْمُنَا ل رَمَضَان ، و لِأَن الْعُزُومَات اجْتِهَاد مِن الْأَشْخَاص لِأَن يَكُوْنُوْا فِي أَحْسَن صُوْرَة وَالْنَّاس تَتَنَاقَل الْصُّوَر وَالطِّبَاع عَن بَعْضِهَا ، فَقَد أَثْنَى الْلَّه تَعَالَى فِي الْقُرْآَن الْكَرِيْم عَلَى الْإِنْفَاق و إِطْعَام الْطَّعَام ، فَقَال تَعَالَى فِي سُوْرَة الْإِنْسَان : ( وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً ) ، و قَد أَثْنَى الْلَّه عَلَى إِبْرَاهِيْم أَنَّه كَان كَرِيْمَا ، وَعِنْدَمَا جَاءَتْه الْمَلَائِكَة فِي صُوْرَة ضُيُوْف فَذَبَح لَهُم عِجْلَا ، و قَد عُرِف أَيَضَا عَن سَيِّدِنَا مُحَمَّد - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم - أَنَّه أَجْوَد مِن الْرِّيح الْمُرْسَلَة ، وَكَان أَجْوَد مَا يَكُوْن فِي رَمَضَان ، لَكِن الْحَرَام الْبَذَخ و الْاسْرَاف الْلِي يَسِيْر فِيْهَا لِأَنَّه خُرُوُج مِن الْشَّرْع فَقَد ذَم الْلَّه فِي الْإِسْرَاف قَائِلا : ( إِن الْمُبَذِّرِيْن كَانُوْا إِخْوَان الْشَّيَاطِيْن ) ، وّ ب الْنِّسْبَة لَمُوْضْوُعِي مَن الْنَّاحِيَة الْطَّبِّيَّة يُؤَكِّد د. مُحَمَّد النَّجَّار أَن : إِسْرَاف الْإِنْسَان فِي تَنَاوُل الْطَّعَام يُرْبِك الْجِهَاز الْهَضْمِي مِن عَمَل دَوْرَة الْهَضْم مِمّا يُؤْثَر سَلَبَا عَلَى عَمَل الْكَبِد فِي الْتَّخَلُّص مِن الْسَّمُوْم ، مُوَضِّحَا أَن الصِّيَام فُرْصَة لِلْتَخَلُّص مِن تِلْك الْسُّمُوم و لَكِن الْبَعْض بِإِسْرَافِهُم فِي الْإِفْطَار و الْسُّحُوْر يُهْلِكُوْن أَجْهِزَتِهِم الْهَضْمِيَة وَأَكْبَادَهُم أَيْضا فَلَا يَسْتَفِيْدُوْن مِن تِلْك الْمِنْحَة الْرَّبَّانِيَّة لِلْتَخَلُّص مِن الْسَّمُوْم . و هَذَا مَا أَكَّدَه أَيْضا عُلَمَاء الْغَرْب ، بِحَسَب د. النَّجَّار ، إِذ يَعْتَمِدُون عَلَى الصِّيَام عَن طَرِيْق مَنْع الْأَكْل وَالْشُّرْب مَا عَدَا الْمَاء عَن الْمَرِيْض لِفَتْرَة مَا ، كَإِحْدَى طُرُق الْعِلَاج لِلْتَخَلُّص مِن الْسَّمُوْم ، و قَد أَقَرُّوْا أَيْضَا بِأَن كُل إِنْسَان فِي حَاجَة إِلَى الصِّيَام ( الْطَّبِّي مِن وِجْهَة نَظَرِهِم ) وَإِن لَم يَكُن مَرِيِضَا ، لِأَن الْسَّمُوْم تَتَجَمَّع فِي الْجِسْم وَتَجْعَلُه كَالْمَرِيْض ، وَمُثَقَّل بِالْهُمُوْم وَيَقِل نَشَاطُه ، وَهَذَا هُو الْوَخَم الَّذِي يَشْكُو مِنْه الْكَثِيْرُوْن . و بَعِيْد عَن كُل هَذَا الْكَلَام : إِحْنَا بَس لَو نُفَكِّر ب الِلِي حَوْلِنَا ، و نْشُوف الْفِرَق بَيْن رَمَضَانُنَا و رَمَضَانُهُم نْشُوف رَمَضَان الْفَقِيْر شَلُّون ، نْشُوف رَمَضَان الْلِي الْقَصْف فَوْق رُوْؤُسِهِم شَلُّون رَمَضَان الِيَتِيْم ورَمَضَان الْتَايَه و الْمُسَافِر الْوَحِيْد ، و رَمُضَآنَنا شَلُّون ! دُعُوٓا الْإِسْرَاف فِي أَكْل الْفُطُوْر .. وَ لَا تُحشوّا بِ بُهْتَان وَ زُوْر فَ شَهْر الْصَّوْم بِ الْخَيْرَات يَأْتِي .. دَوَاما كَان مِن خَيْر الْشُّهُوْر فَ صَونُوا لِ الِصِّيَام بِ كُل حِرْص .. وَ لَا تَسْعَوْا لِ أَسْبَاب الْشُّرُوْر |