شابات وشبان يكسرون نمط العمل الخيري دون ضجيج..<<~

#1 12-26-09, 10:37 PM

الخيري , العلم , دون , يكسرون , شابات , نمط , وشبان , ضجيج..<<~

شابات وشبان يكسرون نمط العمل الخيري دون ضجيج..<<~

بعيدا عن الضوء وقريبا من الحدث بل في قلبه تماما، يمضي شابات وشبان سعوديون ما تبقى من جهد يومهم بين بيوت المنكوبين من أهالي حي قويزة يوميا وبلا توقف. ينهون دوامهم الصباحي في مقار عملهم، ويكون اللقاء المعتاد بينهم عند مخيم الإعانات في محطة المساعد على مدخل الحي مع شارعه الشهير «جاك». وهناك من يمضي فترته الصباحية في هذا الحي، بعد أن فرغ نفسه تماما لمد الأهالي بالمعونات من مأكل ومشرب وأدوات تنظيف وفرش للنوم. تغوص أقدامهم في وحل الأزقة وطين البيوت في سبيل مد أيدي العون للمحتاجين. لا يعنيهم حجم التعب ولا يهتمون بتفاصيل القضية المشتبكة بين الجمعيات الخيرية ورجال الغرفة التجارية. كل ما في الأمر أنهم يعملون بجد وحرفية عالية لتزويد المنازل الخالية بالمؤن، بعد أن وضعوا خطة عمل محكمة تقوم على تقسيم الحي إلى مربعات يجوبون من خلالها المنازل ويضعون علامات فارقة عبارة عن دوائر حمراء للمنازل التي أخذت نصيبها حتى لا ينخدعوا بطالب إعانة حصل عليها من قبل وهم كثر. ومن شارع «جاك» تنطلق قافلة المؤن ولا تعود إلا بعد تفريغها تماما.
بداية التحقيق
تتحرك قائدة مجموعة «مواطنة» الدكتورة سعدية الوافي بخفة بين أزقة الحي. الوافي صاحبة خبرة عريضة في العمل التطوعي الإنساني، ولها تجارب كثيرة في هذا المجال وتحمل الدكتوراه في التنمية الاجتماعية. تتعامل مع أهالي الحي بجدية وعاطفة في آن واحد. تخرج من بيت وتدخل آخر وتتحدث مع نساء الحي وتتعرف على متطلباتهم واحتياجاتهم وتؤمنها لهم بحسب الإمكانات المتوفرة.
وعن هذه التجربة تقول الدكتورة سعدية أنها بدأت العمل التطوعي مع أول يوم هطل فيه المطر على جدة، وأعدت مع زميلاتها المتطوعات وجبات غذائية منزلية لألف شخص في حي غليل. ولأن لديها خبرة كافية في معرفة مداخل ومخارج الأحياء تمت الاستعانة بخدماتها من قبل المسؤولين في الغرفة التجارية واختارت أن تكون في الميدان.
تؤكد الوافي أن هذا العمل يمثل بالنسبة لها نبض حياة أكثر منه وسيلة لمساعدة الآخرين. ولذلك قامت على الفور بإعداد خطة عمل ميدانية لمسح أكبر عدد ممكن من البيوت المتضررة في حي قويزة، وأصبح الفريق يقدم المعونة لنحو 70 منزلا يوميا.
مساعدة في المساء
أما فهد الحيد «القائد في المجموعة» فلديه قصة أخرى لم تحك. هو موظف حكومي يخرج من عمله عند الساعة الواحدة ظهرا ويخلع ثوبه في سيارته ويرتدي ملابس الميدان ويتجه فورا إلى موقع العمليات في محطة المساعد.
الحيد غواص جيد ومن هنا كانت بداية دخوله إلى هذا المجال، يقول: «عندما وقع الحدث توجهت إلى مركز التطوع وطلبت أن أنضم إلى فرق الغوص، سجلوا اسمي ولكن لم يتصلوا بي»، ولكنه لم يتوقف فعرض على المسؤولين خدماته وخدمات سيارته ذات الدفع الرباعي وتم قبوله فورا، فأصبح رجل ميدان يقدم المساعدات لأهالي قويزة.
وبعد عشرة أيام من عمله على سيارته الخاصة، تعرضت السيارة لأعطال كثيرة ما جعل المسؤولين في الغرفة تزويده بسارة بيك آب من أمانة جدة لإكمال عمله التطوعي.
ويقود فهد فريقا مكونا من سبعة شباب وست بنات، موزعة بينهم الأدوار بحيث يقوم الشباب بأعمال المسح والتنزيل والتحميل وتقوم الفتيات بدور دخول المنازل وحصر الأعداد وتقدير الكميات التي تحتاجها كل أسرة.
ويقوم عمل المجموعة على آلية محددة تبدأ مع تمركز سيارات البضائع الناقلة للمؤن والمواد الغذائية في موقع محدد، بعدها تتوزع المجموعة إلى ثلاث مجموعات تتجه كل مجموعة إلى شارع لمسح المنازل ثم ترسل كل مجموعة فردا من أفرادها لإبلاغ الفريق عن المواقع المتضررة وبعد تقديم الإعانات للمنازل توضع دائرة حمراء داخلها نقطة على المنزل الذي أخذ نصيبه من المؤن، وهكذا.
يؤكد الحيد أن هذه التجربة علمته الكثير من الدروس لعل أهمها أن دوام الحال من المحال، وأن عمل الخير ليس بالضرورة أن يكون بالمادة والفلوس.
مؤازرة مادية ومعنوية
بين الشباب المتطوعين يقف محمد الحمراني وعصام خليفة وكلاهما مسؤولان في الخطوط السعودية ويعملان في إدارة الأبحاث الاقتصادية وانضما إلى فريق العمل لتوزيع المساعدات على الأهالي. يؤكدان أن عملهما يقتصر على الدعم المادي والمعنوي للشباب والشابات المتطوعين ومساعدة الفريق في توزيع المؤن ولم ينخرطا في العمل التطوعي بشكل رسمي.. ويقول عصام الذي يمتلك خبرة تطوعية منذ أكثر من 20 سنة إن أعصابه لم تتمالكه مع هذا الحدث فهب لنجدة المنكوبين بنفسه، حتى أنه قرر أن يتبرع بجزء كبير من المؤن على حسابه الخاص، وعرض على المتطوعين مبالغ مالية مقابل عملهم في الميدان ولكنهم رفضوا. ومع الأيام الأخيرة لنهاية عمل المتطوعين الميدانيين أقام حفل تكريم لفريق العمل.
ترك الدراسة
ومن بين أعضاء مجموعة «مواطنة» هناك شاب مميز بشعره الكثيف اسمه أحمد الحربي (21 عاما) وهو طالب جامعة الملك عبد العزيز ويدرس علم النفس. لكنه وبسبب تواجده على مدار الساعة مع فريق العمل التطوعي، غاب عن اختبارات مهمة في الجامعة وفي الاختبارات التي يحضرها لم يجب بالطريقة الصحيحة، يقول: «لم يعد لدي وقت للمذاكرة فأنا أعمل من التاسعة صباحا حتى الحادية عشرة ليلا».
وحول دخوله إلى هذا المجال يقول الحربي: إن السبب الرئيسي في ذلك كان رغبته في مساعدة صديق له يسكن قويزة «ذهبت إلى مركز التطوع وسجلت اسمي وطلبت أن يكون عملي في قويزة، وعندما بدأت العمل نسيت صديقي الذي جئت من أجله فالناس هنا كلهم يحتاجون المساعدة، وبعد ثلاثة أسابيع من العمل المتواصل وصلت إلى منزل صديقي وقدمنا له ولأسرته المساعدة».
وعلقت في ذاكرة الحربي مواقف كثيرة يؤكد أنه لن ينساها، وأصبح التطوع يجري في دمه، لذلك يفكر في الاستمرار في هذا العمل حتى لو كان ذلك على حساب دراسته، يقول:
«مازال هناك الكثير من المحتاجين».
لسه فيه محتاجين
سارة الحبشي (19 سنة) تدرس الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، وصلت إلى قويزة عن طريق حملات الفيس بوك، وتعتز كثيرا بأنها من البنات اللاتي عملن في الميدان وهذا عزز لديها روح الاستقلالية منذ وقت مبكر، «كما تقول»..
ويتلخص عملها في مسح البيوت ومقابلة النساء وتسجيل احتياجات أهل المنزل ومن ثم الإيعاز للشباب بالكميات التي يحتاجها كل منزل. تؤكد أنها عاشت تجربة ثرية غير أن أكثر ما أحزنها في هذه التجربة منع تصوير بعض المشاهد في بعض المواقع، والتمييز الذي يتعمده البعض بين السعودي وغير السعودي في تقديم الإعانات والمؤن.

بارك الله فيهم والله يكتبها في ميزان حسناتهم ....

تحياتي لكم..