عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-17, 09:21 PM   #6
ward
كوفي لامع


الصورة الرمزية ward
ward غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 42484
 تاريخ التسجيل :  Jan 2017
 المشاركات : 3,390 [ + ]
 التقييم :  134117
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
اللهمّ صلِّ وسلم على سيّدنا محمد !’
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: الرومانتيكية ( الرومانسية ) *!



الرومانتيكية في الأدب العربي



تظهر كلمة «الرومانسية» في الثقافة العربية الراهنة وفي الخطاب اليومي في صورتين متناقضتين. فالثقافة النقدية خاصة تستخدمها للدلالة على العجز، وعدم القدرة على التجدد والمراوحة في المكان، وضيق الأفق، لكن الخطاب اليومي يميل الى مديح الرومانسي، والرومانسية مانحا اياهما صفات الرقة، والحب والايثار والغيرية، والتسامح .. الخ، بل ان بعض مبالغات الخطاب اليومي يرى في الرومانسي الشخص الطاهر المنزه عن الرذائل (خاصة في الحب) بما يشبه العذري مثلا.

ويجب ان نلاحظ في البداية ان هذا المصطلح عُرب بصور مختلفة فهو " الرومانطيقية " و " الرومانتيكية " و " الرومانسية " و " الرومانتية ".

تظهر الرومانسية في لبنان في مرحلتين البدايات والنضج وابرز الاعمال في البدايات هي «الأجنحة المتكسرة» لجبران خليل جبران وبعض أعمال لفرح انطون، وأمين الريحاني، وميخائيل نعيمه . أما في المرحلة الثانية فيبرز الشاعر إلياس أبو شبكة كممثل فريد لهذا التيار

إن الرومانطيقية كانت دائماً هي البحث عن عالم بديل، ناجم عن فشل محاولة تغيير الواقع الاجتماعي، ويقول (محمد مندور) أن استفحال سلطة إسماعيل صدقي في مصر الذي كمَّ الأفواه، وإستذل العباد هو الذي أدى إلى ظهور الرومانتيكيه، ولكنها ظهرت في صورة السوداوية والهرب إلى العالم البديل ، وهذا يفسر في رأي مندور عناوين دواوين وقصائد شعراء الرومانتيكيه في مصر، مثل (من وراء الغمام) لابراهيم ناجي (الألحان الضائعة) لحسن الصيرفي (أزهار الذكرى) لمصطفى السحرتي (الزورق الحالم) لمختار الوكيل ..

أما التعليل لظهور الرومانتيكيه في سوريا، فقيل أنها كانت تعبيرا عن نزعة ليبرالية لدى مثقفي البرجوازية، وهي تختلف بذلك عن رومانتيكية الغرب التي مثلت الثورة على المجتمع الصناعي، وأكدت على النزوع الفردي للانعتاق من الاستبداد، فالحلم بالتغيير ولد أيديولوجيات رومانتيكية منها الرومانتيكية البروليتارية الطبقية ( نشوء الحزب الشيوعي السوري) في مجتمع زراعي إقطاعي متخلف والرومانتيكية القومية السورية الإجتماعية التي حلمت بتوحيد بلاد الشام، والأيديولوجية القومية العربية التي حلمت بتوحيد الأمة كلها.

على أن أكثر الاستنتاجات غرابة هي قول الدكتور (سيد حامد النساج) في كتابه (إتجاهات القصة المصرية القصيرة) من أن أبناء البرجوازية المصرية حرصوا على كتابة قصص رومانسية إرضاء لطبقتهم من جانب، وتلهية للجمهور من أبناء قوى الشعب حتى لا يفكرون في قضاياهم من جانب آخر، او استدرارا لأموال الجمهور القاريء (الذي تستهويه قصص الدموع )

إلا أنه معظم النقاد الذين كتبوا عن الرومانسية، أو أولئك الذين يصفون عملاً ما " قصيدة أو قصة أو رواية " بأنه رومانسي قصدوا الحط من شأن تيار الرومانسية دائما، دون أن يناقشوا القيم الجمالية التي حققتها بعض إنجازاته الهامة. ويمكننا هنا أن نشير إلى أهمية كاتب شاعر مثل إلياس أبو شبكة، أو إلى أهمية شعر المهجر، بل أن قصيدة مثل «المواكب» لجبران خليل جبران لم يقلل من أهميتها أبدا أنها حاولت إعدام الواقع، وانهاض الطبيعة كعالم بديل. فالحقيقة أن هذه القصيدة لاتزال تلقى محبة القراء، وقد ازدادت شعبيتها منذ أن غنت فيروز مقاطع منها في «اعطني الناي وغني» ...



 

رد مع اقتباس