09-24-17, 09:21 PM
|
#5 |
كوفي لامع بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 42484 | تاريخ التسجيل : Jan 2017 | المشاركات : 3,390 [
+
] | التقييم : 134117 | الدولهـ | الجنس ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkred | |
رد: الرومانتيكية ( الرومانسية ) *! الأحلام عند الرومانتيكين
في أدب الرومانتيكيين قد اتسع المجال للأحلام ، حتى صارت مشغلة لعقولهم ، وجانباً هاماً من جوانب شخصياتهم ، وموضوعاً خصباً لفلسفتهم ..
فيرون أن للأحلام قوة عجيبة فيها تتكشف ثنائية أنفسهم .. لأنها حوار يقومون به ويمثلون فيه المتكلم والسامع معاً . والأحلام عندهم مملكة مجهولة المعالم لكن منشأها فيهم . فشوبرت في كتابه ( رمزية الأحلام ) يرى أن " الروح تتكلم في الحلم بلغة مغايرة للغتنا العادية " يقصد هنا لغة الصور والأشكال .
ولطالما تردد في فلسفة الرومانتيكيين أن الحلم إيحاء إلى الإنسان بجوهر نفسه ، وأنه أخص خصائص الحياة ، وأكثر مظاهرها جدة ، و أنه في صفائه صورة للنفس الصادقة ، و رباط مابين الإنسان والعالم ، وطريقة لمعرفة ماوراء الشعور وماوراء الطبيعة .
لذا استلزمت عقيدتهم هذه نوعاً من الرياضة النفسية والدعاية الروحية في تتبع الأحلام ، ليتوصلوا بتجاربهم النفسية إلى النفوذ في عالم الأسرار .
الطبيعة في أدب الرومانتيكيين
كانت النشوة بين أحضان الطبيعة هي طابع الرومانتيكيين جميعاً وذلك أن مبادئهم حب الخلوة واعتزال الناس .
لذا كثر في أدبهم التحدث عن الحياة الفطرية ، وساكني الأدغال ، وعن الشعوب البدائية التي تنعم بالسعادة في حياتها البسيطة الساذجة ..
وحب الطبيعة هو الذي جعل بعض الرومانتيكيين يشيدون بالريف و أهله ويختارون أبطالهم من بين الفلاحين .
وليست فصول الطبيعة ومناظرها سواء عند الرومانتيكيين ، بل يفضلون بعضها على بعض ، فمن بين فصول السنة يفضلون بعضها على بعض . فهم يفضلون فصل الخريف ، وهم لايتغنون بثمراته ومنتجاته في الحقول ولكنهم يتغنون به لأنه فصل الضباب والجليد ، وفيه تتجرد الغصون من أوراقها وتعصف الريح بالأوراق الجافة ، ويقف نبض الحياة في الأشجار . وهذه المناظر توحي بالذبول والتحلل والفناء ، وتتجاوب مشاعر الطبيعة الحزينة آنذاك مع مشاعر الرومانتيكيين .
والليل عند الرومانتيكيين يوحي بالانطلاق والتحرر ، لأن النهار تتجلى فيه الموجودات محددة المعالم ، وفي وجود مقيد ، والليل يمحو هذه الحدود ، فيرتفع ستار الأسرار عن النفس بالإشراق الروحي والأحلام . ويفضل الرومانتيكيون كذلك مناظر العواصف وأمواج البحر المترامية .
وكذلك فهم ينشدون السلوان في الطبيعة ، ويبثونها حزنهم ويناظرون بين مشاعرهم ومناظرها ، فقد يضيقون ذرعا بالطبيعة وبمناظرها الجميلة يصل أحياناً إلى حد بغضهم لها ؛ لأنها لاتعبأ بحزنهم ، وكأنها تسخر منهم ، و إنما يستجيبون لمناظرها الحزينة لأن لها صلات بخواطرهم ومصائرهم ، ويتخيلون في المخلوقات أرواحاً تحس مثلهم ، فتحب وتكره وتحلم ... فيشركونها مشاعرهم ولذا تجدهم يخاطبون الأشجار والنجوم والورود والصخور و أمواج البحار .
ولا يختلي الرومانتيكيون في الطبيعة ليفكروا ويستخلصوا الحجج أو يحلوا مشكلات ، و إنما ليحلموا ويستسلموا لمشاعرهم .
|
| |