09-24-17, 09:20 PM
|
#3 |
كوفي لامع بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 42484 | تاريخ التسجيل : Jan 2017 | المشاركات : 3,390 [
+
] | التقييم : 134117 | الدولهـ | الجنس ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkred | |
رد: الرومانتيكية ( الرومانسية ) *! الشخصية الرومانتيكية
يعتقد الرومانتيكيون أن الشاعر له عالمه الخاص به حيث تلعب التجارب دوراً أقل مما يقوم به الشعور الذاتي ، وعالمه الذي يحيا فيه يفوق العالم الطبيعي ، وهو فيه الآمر المسيطر ، وكل مافيه عجيب خارق .
وعند الرومانتيكي الألماني نوفاليس : أن " الشعر تمثيل للشعور ولعالم النفس في مجموعه وكلما كان الشعر فردياً وذا طابع محلي وصبغة حاضرة ذاتية كان أقرب إلى صميم الشعر "
وهذه الذاتية الرومانتيكية لها خصائص تتجلى على الأخص في عدم الرضا بالحياة في عصرهم ، وفي القلق أمام عالمهم ومايعج به من أحداث ، وفي الحزن الغالب على أنفسهم في كل حال دون أن يجدوا له سبباً ،
كما يعتصم الرومانتيكيون من الواقع بالانطواء على أنفسهم ونشدان مثال لهم ، فتتسع الهوة بينهم وبين الواقع وماينشدون من مثال .
وقد يتعرضون لتحديد ذلك المثال الذي ينشدون ، ولكن تحديدهم له يكون مجلل بالغموض وتعوزه العناصر المنطقية والعملية ، ويطغى فيه الشعور الفردي على الرغم من أنه يظل دائراً حول معان إنسانية عامة من شأنها أن تحبب هؤلاء الرومانتيكين إلينا ، وتقربهم إلى نفوسنا .
والرومانتيكي غريب في عصره بشعوره واحساسه ، لذا فهو عصبي المزاج ذا نفس سريعة التأثر ، وعقل جسور ولوع بالجري وراء المتناقضات وبالتطرف في كل أحواله ، وقلبه عامر بعواطف إنسانية عمادها الوطنية أو الحرية أو الحب القوي الذي يعلو بنفوس ذويه ، أو الطاغي الذي يستبد بضحاياه ، وهو في كل ذلك معتد بذاته يعتقد أنها مركز العالم من حوله ، ويحب لذلك أن يتميز عمن يحيطون به في خلقه وعاداته ومبادئه ، بل وفي ملابسه ولهجته ، وكان أدبه مرآة لذلك التفرد وتلك الأصاله ، مما كان سبب الاعجاب به والنقمة منه معاً .
ويهمنا هنا الحديث عن رهف الحس وشبوب المشاعر في الرومانتيكية وأثر ذلك في أدبهم
فلم يكن الرومانتيكي عادة بالمرح ولا المتفائل ، وإنما كان فريسة ألم مرير بسبب الجفوة بينه وبين مجتمع لايقدر مافيه من نبل الاحساس ، ونتيجة انهيار آماله الواسعة ، وتعذر ظفره بالمثال المنشود . لذا كان الحزن طابع الرومانتيكين وهو حزن يدل على عزلتهم الروحية ونفورهم من أدواء المجتمع ، كما يدل رهف الشعور إلى درجة لا تستقر نفوسهم فيها على قرار ، بل تظل نهب اضطراب دائم ، إذ يشعرون جميعاً أنه لا تتاح لهم السعادة في هذا العالم .
ويتجلى هذا الشعور واضحا في وصف الرومانتيكين لشخوصهم في قصصهم ومسرحياتهم ، حيث يتمنون الموت في أسعد لحظات حياتهم لشعورهم بأن هذه السعادة لن تدوم .
وكان احساسهم بأنهم على سمو في النفس لا يفضلهم فيه غيرهم ، وانهم لن ينالوا في الحياة ماهم أهل له ، و أن فيهم مواهب عالية لا مكان لاستخدامها في عالم الواقع ، وعواطف قوية لاتجد غذاء ، من أكبر البواعث على ضيقهم بالحياة ضيقاً أعضل داؤه .
وفي وسط هذه المشاعر القوية نلمح نفس الرومانتيكي ثائرة لا تهدأ ، متوقدة لاتخمد ، ناقمة لا ترضى ، فقد تدعو إلى تحمل الوجود بآلامه في تسام عن الشكوى وترديد الآهات ، ولكن في اعتداد يدل على مايعاني من لواعج العذاب
|
| |