عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-17, 09:19 PM   #2
ward
كوفي لامع


الصورة الرمزية ward
ward غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 42484
 تاريخ التسجيل :  Jan 2017
 المشاركات : 3,390 [ + ]
 التقييم :  134117
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
اللهمّ صلِّ وسلم على سيّدنا محمد !’
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: الرومانتيكية ( الرومانسية ) *!



والرومانسية في الثقافة العربية في صورتين متناقضتين بين

رفض الثقافة النقدية لها و اتهامها بالعجز ...

وبين مديح الخطاب اليومي لها





الرومانيكية هي مذهب أدبي من أخطر ماعرفت الحياة الأدبية العالمية سواء في فلسفته العاطفية ومبادئه الإنسانية .. أم في آثاره الأدبية و الإجتماعية ...



تعد الرومانتيكية أهم حركة أدبية في تاريخ الأدب العالمي ..



فالأدب الرومانتيكي يجحد العقل ، ويتوج مكانه العاطفة والشعور ، ويسلم القياد للقلب الذي هو منبع الالهام ، والهادي الذي لا يخطئ ، لأنه موطن الشعور ومكان الضمير .



والرومانسية أصل كلمتها من Romance باللغة الإنجليزية وهي تدل على ماينسب إلى قصص المخاطرات شعراً أو نثراً ، أو مايثير في النفس خصائصها ومايتصل بها ، وكانت تدل على الإنسان الحالم ذي المزاج الشعري ، المنطوي على نفسه ... ثم امتد معناها إلى مايمثل شبوب العاطفة ، والاستسلام للمشاعر والاضطراب النفسي ، والفردية ، والذاتية ، وتمثلت هذه الاتجاهات بوضوح في الأدب الرومانتيكي ..



فالرومانيتكيون رائدهم القلب وغايتهم البحث عن مواطن الجمال .. والجمال وحده عندهم هو مرآة الحقيقة التي ينشدون ..فيقول ألفريد دي موسيه ... " لاحقيقة سوى الجمال ، ولاجمال بدون حقيقة "

فكل كاتب رومانيكي وعواطفه ومايهديه إليه قلبه من مشاعر وخواطر ، لذا يتغنى الرومانتيكيون هياماً بجمال النفوس ، وتأخذهم الرحمة بالجنس البشري كله ، فتفيض عيونهم بالدموع لضحايا المجتمع منادين بانصافهم ، مهاجمين مااستقر في المجتمع من قواعد ، مشيدين بالحياة الوديعة الجميلة في الطبقات البسيطة التي تحظى بما لايحظى به ذو الجاه من الطبقات الأرستقراطية .

وقد يحلم الرومانتيكيون بمجتمع مثالي تنال فيه الحقوق دون بذل مجهود في أداء الواجبات .



فالرومانيكيون في أدبهم لاينشدون الحقيقة التي تواضع عليها الناس وأقرها المنطق السائد ، ومهما تكن من صلة بين أدبهم والحياة الواقعية فهي صلة الحالم المتحرر من حقائق المجتمع ، بما يقدسه ذلك المجتمع من تقاليد .

لأنه يعيش في عالم لاهادي له فيه سوى القلب والعاطفة ، فالحقيقة التي ينشدها الكاتب الرومانتيكي ذات طابع ذاتي ، أسيرة لخيال الكاتب وعاطفته المشبوبة وتتبدى في ثوب جديد ثائر .





وكان الرومانيكيون يؤمنون بالفرد ومشاعره وقريحته ، ويؤمن الكثير منهم بأن الإنسانية تسير قدماً إلى الأمام ، فأحلوا مثلهم الأعلى في المستقبل لافي الماضي ، وتحرروا من نير الآداب القديمة ، بما فرضت على الأديب من قواعد أو موضوعات رأوا فيها مساساً بحرية الفنان وتقييداً لمواهبه ، وإن ظلوا مع ذلك لا يحقرون شأن تلك الآداب القديمة ، بل كانو يستوحون بعض معانيها وصورها . فبقيت لديهم منبع الهام .





والرومانيكي لاستسلامه لمشاعره وعاطفته يحس بجمال الطبيعة ، ويهيم بها ويصف مناظرها ، وخصائص كل منظر فيها . ويحب العزلة بين أحضانها ، ويراعي في وصفه الطابع المكاني والخصائص الموضعية .



فالأدب الرومانيكي أدب ثورة وتحرر ، والأدب الرومانتيكي أدب العاطفة ، يكثر فيه الشعر الوجداني والافضاء بذات النفس في قوة تبين عن طابع الفرد وتعبر عن آلامه فهو أدب ذاتي مشبوب ... والرومانتيكي ذو طابع متطرف منطلق العنان لا يكاد يعرف لفنه حدوداً غير حدود مشاعره الانسانية وعواطفه المشبوبة .



 

رد مع اقتباس