[ الورقة الأولى ]
عندما ترحل عني : !!
لا
لا تطعني شموخ الوداع بتفاهة الإيضاح .
لا تشرحي لماذا كان علينا أن نفترق .
فأنا أدرك أنه ما كان ينبغي لنا أن نلتقي .
إذن ، كانت نزهتنا القصيرة بين النجوم زمردة سرقناها من خزائن الزمن الحديدية بدون حق.
وإذن ، كان جنوننا اللذيذ انفلاتا مؤقتا من سلاسل الحكمة والاتزان .
وإذن ، كان الانفجار المتدفق شعرا وعطرا وكروما وشلالات حرير نزوة عابرة عاد بعدها البركان الصامت القديم إلى وقاره الصامت القديم .
أريد أن أقول .
إن ما كان ، على قصره ، يظل دائماً جزأ من خارطة الزمن ، زمني و زمنك وزمن الأشياء التي أحببناها وأحبتنا.
الأشياء ؟
صخور البحر ، القارب العتيق ، الغروب ، الشجيرات وشريط الموسيقى الذي يجهش
"عندما ترحل عني".
تذكرين ؟!
أما أنا فعندما أعود إلى الكثبان والوديان فسأحمل في صدري ربيعاً صغيراً متنقلاً تختزنه نظرة من نظراتك الكستنائية .
أما العطر .. أما العطر فقد التحم بخلايا الذاكرة واختفى بين الكريات البيضاء والحمراء.
لا تتكلمي !
اذهبي إلى الشاطئ واجلسي على الصخور وتأملي الغروب يلف الشجيرات والقارب العتيق ودعي شريط الموسيقى يحقق كل تنبؤاته الدامعة !
عندما ترحل عني
..