منتديات كوفي كوب Coffee cup - الجنادرية..المملكة بين يديك

بقايا ضمير

الجنادرية..المملكة بين يديك

عالية الشلهوب:
لم أكن أكثر المتفائلين ولا أقل المتشائمين عندما سنحت لي الفرصة هذا العام بزيارة مهرجان الجنادرية في دورته ال 27 الذي اختتم فعالياته يوم الجمعة الماضي بأن أشاهد هذا المحفل العالمي والوطني الذي يعتبر شهادة للمملكة في التنظيم والإعداد وعرض تلك الثقافات المتنوعة والتراث المختلف لمناطق المملكة الثرية بإبداعاتها ودمجها بثقافات أخرى كانت دولة كوريا الجنوبية هي ضيفة الشرف لهذا العام لتتمازج وتتنافس حضارتنا السعودية العريقة مع مختلف الحضارات الدولية المتعددة ، أبدع المنظمون واللجان الاشرافية في إعداد وتجهيز أجنحة تراثية عريقة كانت صورة مثلى لهذه البلاد، ورسالة وطنية أهديناها لسائر الشعوب عن التطور الحديث للمملكة النابع من أصالة التاريخ وتراث الوطن الذي احتفظنا به على مدى السنين الطوال ليشهد على تميز هذه البلاد وتقدمها في سائر المجالات، وصول رقم وعدد الزوار لهذا العام وتجاوزه 10 ملايين زائر يعتبر نجاحا لنا كوطن ونجاحاً للحرس الوطني كجهة منظمه، وأن يحظى مهرجان وملتقى بمتوسط حوالي مليون زائر يومياً يعتبر روعة ونجاحا في المقاييس الدولية ، وأضحى منافساً لأكثر المهرجانات العالمية وآخرها القرية العالمية في دبي الذي يمتد لأربعة أشهر في العام ،كثيرة تلك الصور التي لاحظتها في المهرجان خاصة تلك المتعلقة بأركان المناطق وتراثها التي تحكي ثقافات متنوعة امتزجت بين الماضي والحاضر ، لم تكتف الصورة بتلك المشاهدات كنوع من الاستطلاع وإنما كنوع من الاستثمار في التراث والموارد البشرية التي تعمل بها وأيضاً صورة معبرة عن استثمار الطاقات البشرية وإنتاجيتها ، فكان الركن الخاص بأعمال السجناء واستثمار قدراتهم وأوضاعهم نجاحاً منقطع النظير، فلا يكفي أن نستطلع ونري العالم تراثنا وثقافتنا بل رسالة أيضاً في إيصال منهجيتنا في إدارة المجتمع وتكييف طاقاته نحو التنمية المستدامة، كثيرة تلك المظاهر والمشاهدات الرائعة على أرض الجنادرية لهذا العام ، وبغض النظر عن ما حدث من محاولات تحجيم نجاحاته بالحديث عن تكاليفه التي قال البعض بأنها 500 مليون في حين انها 14 مليونا كما قال ذلك سمو الأمير متعب بن عبدالله، فمن وجهة نظري ان هذا النجاح في إبراز صورة المملكة وتغيير النظرة عنها وعرض هذه المنجزات والثقافة السعودية لا يقدر بمال حتى لو أنفقنا أضعاف ذلك وهذه النتيجة المثالية التي حصلنا عليها من هذا المهرجان ، كما أن ما أثير من أمور تخص الاحتساب في المهرجان وصلاحية هيئة الأمر بالمعروف كانت زوبعة لأننا ولله الحمد بلد يؤمن ويحافظ على الثوابت ولا يجب أن تثار مثل هذه الأمور للتأثير على أي نجاحات ، وخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله أصدر توجيهاته قبل إطلاق المهرجان بإلغاء مظاهر الاحتفال والاوبريت تعاطفاً مع حال الاخوة الأشقاء في سوريا ، وهنا يثبت أننا كبلد هو معقل الإسلام نراعي كل الأمور ونلتزم بالبعد عن كل ما من شأنه أن يسيء للدين أو للوطن في أي محفل كان، لقد كان هذا المهرجان بحق مرآة صادقة لهذا الوطن من قيادته وإنجازاته وتراثه وثقافته التي نثرت إبداعها على المستوى الإقليمي والعالمي ، ومن يرغب في معرفة سر النجاح الدائم والوصفة السحرية لهذه الديمومة من التألق للقيادة والوطن يستمع الى الكلمات المتزامنة والحانية التي قالها خادم الحرمين الشريفين يوم الجمعة أثناء استقباله يحفظه الله للمشاركين في الحوار الوطني وتلك الكلمات التلقائية والأبوية في موضوع الحوار والبساطة في الطرح والرؤية الوطنية المستقبلية ، يعرف لماذا تتواصل هذه النجاحات والإنجازات ،وما مهرجان الجنادرية إلا صورة بيضاء لما نحن فيه من العزة والرفاهية ، رسالة شكر وتقدير لكل من ساهم وتعاون في إنجاح هذا المهرجان وأظهره بهذه الصورة والمستوى المتميز وأختم بكلمه ملك نفخر به وبرؤيته، قال : ( بأنه لا شيء بدون شعبه ) ونحن نبادلك القول ونقول: (نحن لا شيء بدونك).