~.. الجزء الثاني والعشرين..~
.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.
.,. الفصل الاول .,.
اطل الصبح الجميل من نافذة الحياة.. يبلل الجفاف ويهديه من الندى الحريري.. استبقت كل نضارة اللوز والجوز..
كالريشة المداعبة لأنف احدا.. تطل خيوط الدنيا الذهبية .. وتسترق النظر من كل نافذه.. متطفلة جميلة .. كطفلة بريئة.. تنبه اباها بان علي النهوض والجلوس عند مائدة الطعام.. لكي يبدأ احتفال اليوم الجديد..
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®».,.«®°·.¸.•°°· .¸¸.•°°·.¸ .•°®»
بهذاك النور بدت فاتن تفتح عيونها بهدوء.. الظلام بعده لاف الغرفة لكن الشمس العنيدة تخللت من بين الصعوبات.. واول ما قعدت شافت هيام اللي باتت وياها طول الليلة.. الليلة هذي والليلة اللي قبلها.. ابتسمت فاتن. ما قصرت وياها هيام وصارت لها مثل الاخت اللي اهي تفتقدها بهالغربة.. لكن اللي اهي صراحة مفتقدته اهو صوت مساعد واهلها.. من زمان ما تدري عنهم.. من طاحت قبل يومين بهالمرضة وهي ما تدري بشي.. الا من يوم تتصل في مساعد وكلمت امها بنفس الوقت.. بس للحين ما تدري عنهم شي..
حست انها في حالة تسمح لها انها تقوم.. سحبت اللحاف عنها ومدت يدها للروب.. خذته وهي توقف لفته عليها باحكام.. وشوي شوي وبهدوء طلعت من الدار وهي تمسك الجدار للتوازن.. للحين الدورة ما خفت عليها لكن السخونة الظاهر انها ولت من زمان.. راحت في الصالة وهي تتفقد بيتها اللي وحشهاا.. واول ما طاحت عينها عليه اهو التلفون اليديد.. الظاهر انه وصل ووصل الخط وياه.. راحت عنده وهي فرحانه وقعدت على الكرسي.. حملته وعلى طول ضربت الرقم اللي يطوف في بالها مثل الحلم الوردي.. شافت الساعة اول لقتها اربع الفير بتوقيت بوسطن.. يعني الساعة 11 بتوقيت الكويت.. اهو بالداوم الحين.. وظلت تنتظر احد يرفع السماعة لكن عبثا.. وسكرت الخط وضربت مرة ثانية بتركيز يمكن ضافت رقم زيادة او رقم غلط.. لكن ماكو اي رد.. يمكن مشغول ولا شي.. وراحت من عند الصالة وراحت عند المطبخ تصب لها شوي من العصير.. تحس بعطش كبير فيها.. صبت لها شوي واول ما رشفت رن تلفون البيت..؟؟ من؟؟
راحت بهدوء لعند التلفون وبصوتها الانفلونزي اليديد: الو...
مساعد وهو يحس بالراحة تسري فيه من غير اي سبيل: الو؟؟ فاتن؟؟
فاتن الي الابتسامة غطت ملامحها: ايه.. فاتن.. مساعد شلونك؟
مساعد : الحمد لله انتي شخبارج؟؟ عساج طيبة؟؟ شلون الانفلونزا معاج؟؟
فاتن وهي متظايقة من بروده في السؤال: الحمد لله احسن الحين
مساعد اللي كان وده لو يطير لها بهاللحظة لكن غروره كان اكبر منه:.. الحمد لله .. هذا رقم من؟
فاتن: مديت لي خط للبيت..
مساعد: اووه.. (ووببروود ينم عن قهر فيه) مبروك
فاتن : الله يبارك فيك .. (وبصوت حزين) الظاهر انك مشغول.. فبخليك..
مساعد: ايه.. اوكي معليه.. ديري بالج على نفسج..
فاتن: ان شاء الله.. مع السلامة..
وكل اللي رد عليها عشان يسرع من هالمكالمة اهو: باي..
وسد الخط في ويه فاتن الي مستهجنه هالتصرف فيه. لاول مرة يواجهها ببرود مثل هذا.. يمكن عنده مشكله ولا شي.. او مشغول .. او ما يبي يكلمني ليش ما اكون صريحة ويا نفسي.. يمكن هاليومين خلوه يعيد التفكير باشياء.. وظلت قاعدة مكانها وهي تحس بالمرض مرة ثانية.. لكنها ما كانت تدري ان هالمرض مرض نفسي بداخل عقليتها..
وكلها كم دقيقة الا ويرن التلفون من يديد..
شالته: الوو؟؟
مساعد: يعني انتي ما تحسين؟؟ انتي ما عندج ذرة من الاحساس.. اول شي بديتي تتجاوبين وياي.. وببعدين تطورنا بالاسلوب.. لين تسوين اللي تسوينه وتخليني مثل المتحقرص مكاني ماادري عنج لا خبر ولا علم؟؟ يعني شنو تتوقعين مني لا اتصلي.. اجابلج بالاحضان وانسى العنى اللي تعنيه لج طول هالفترة وانا اضرب افكاري يمين ويسار.. فاتن.. انا ما اطلب منج انج تطيحين لي بس ما توقعت منج انج ما تفتكرين حتى براحتي .. اللي اهي بمعرفة كل امورج الصغيرة والكبيرة..
سكتت فاتن.. شتقدر تعقب من بعد هالسيل الهائج من العتاب والملامة.. شتقدر تقول له او شلون تهديه...
وبصوت هادئ: مساعد انا..
مساعد يقطعها بعصبية: ما ابي انا فاتن.. ما ابي تبريراتج ولا ابي اعذارج لانها ما بتنفع وياي.
سكتت فاتن... يعني حتى فرصة للدفاع عن نفسها ما عطاها...
مساعد: هم ساكته.... شفيج ما تتكلمين
فاتن بصوت هادئ وهي تحس بالحيا شوي: .. ما ادري.. انت ماتخليني اتكلم..
مساعد: يالله تكلمي ابيج تتكلمين.. ولا تدرين.. هذا الشي براحتج..بتتكلمين تكلمي ما ابتتلكمين هذا شي خاص فيج لكن عرفي وحطي بالج اني لاييتج الجمعة بتشوفين شي ما شفتيه.. اوكيه
فاتن: اليمعة بتكون هني
مساعد: اي هاليمعة بكووون عندج
فاتن بصوت ناعم وفرح: الله اييبك بالسلامة..
مساعد وهو يحس بالظيج وكلامها الحلوو والهادئ: الله يسلمج..
وبعد فترة سكت فيها مساعد وهو يحس بالصيحة تتدافع فيه.. اكررها ياناس.. اكره هالمشاعر اللي تخليني احس فيها.. اكره تاثيرها علي مثل الياهل.. اكرهها..
فاتن: هديت؟؟
مساعد:.. شنو؟؟
فاتن: اقول لك هديت.. عشان اتكلم ؟؟
مساعد: ايه... هديت..
فاتن وهي تبتسم:... ولهت عليك؟؟؟
مساعد وهو يحس ان الوقت كلش مااااا يساعد مثل هالكلام: ارجوج فاتن
تبتسم فاتن: جاوبني بكل صراحة. ولهت عليك يعني عشان هالعصبية كلها والفوران بدمك.. لاني ما اتصلت فيك بيومين...
مساعد: هاه.. يومين.. وكانها ساعتين عندج.. 48 ساعة تراها.. مو هينة ولا قليلة..
فاتن وهي مومصدقة هالعصبية بهالريال.. يا ناس رحموني منه: .. انزين.. اقول لك شي.. يمكن يخليني اساوم وياك هالعنى الي تعنيته..
مساعد وهو يسخر: قولي اللي تقولينه ما ظن انه يسعف بشي..
فاتن : اوكيه.. طول هالثمانية واربعين ساعة.. انا ما اتصلت فيك وانا كنت بحالة مرضية ما سمحت لي اني حتى اااكل.. لكن... انا طول هالثمانية واربعين ساعة.. ما مرت ساعة علي الا وذكرتك.. واتمنى وجودك وياي.. على رغم ان هيام وميشيلا ما قصرو وياي.. الا اني تمنيتك انت على الكل.. وبسبب امنيتي هذي لقيتك وياي.. اذا مو بالجسد بالروح... وهذا كان السبب الي خلاني اشفى بسرعة..
غابت صوت مساعد ونفسه انقطع من كلامها.. اهي وحدة من الثنتين.. ياهي محتالة.. او اللي قالته صج.. اهو صج تحسنت علاقتهم ببعض لكن مو لدرجة انها تفصح له عن شوقها له ومدى حاجتها العنيفة اللي فيها.. اللي قالته مو ناقصة الا كلمة وحدة وخلاص ترتسم الموجات في هذاك الجدول الهادئ..
وبالفعل.. فاتن مضت هالايام وهي تحاتيه.. تدري انه يزعل او يتظايق اذا ما سمع منها يومييا.. شي خاص فيه ما تقدر تفسره ف يبالها.. يمكن حسه بالمسئولية تجاهه وفكره انه مسئول عن اللي يصيبها.. لكن عصبيته انها ما خبرته بمرضها ولا اتصلت فيه خلاااه مثل المينون.. هذي ثالث مرة تشوف مساعد يهد فيها.. اول مرة يوم صراعهم في البيت.. ثاني مرة باليوم التاريخي في اليخت.. وثالث مرة احين.. بس هذي تعتبر اخف هزة على نفسها..
مساعد وهو يتنفس بصعوبه: فاتن....
فاتن بحب كبير:... هلاا..
مساعد وهو يعقد حواجبه: ما ادري.. احس اني ظايق.. ظايقة الدنيا فيني...
فاتن: بسم الله عليك شمنه الظيج..توك قبل جم يوم بخير...
مساعد: اي بخير.. فاتن.. انا ما استحمل فكره انج مريضة.. انا طول هالايام ومو عارف شسوي ومالي اي قرار بنفسي.. ابيج تقولين لي وبكل صج... انتي بخير؟؟ ولا تجذبين علي؟
ابتسمت فاتن يمكن بخيبة امل:.. ليش تبي تعرف؟؟؟ هاشي شنو وقعه عليك؟؟
مساعد:شنو وقعه علي.. يا بنت الناس انتي مسئوليتج في رقبتي.. مااقدر ما اطمئن عليج..شلون اجابل اهلج عنج وشلون اخبرهم انج مريضة وانا اللي متحمل مسئوليتج.. ما اقدر اتحمل فكرةاني ما أديت الامان صح..
لااا.. هذي هي خيبة الامل.. اللي شوي كان النذير لها لكن كلامه الحين اهو خيبة الامل بعينها.. يعني ما توقعتها يرفعها لسابع سما.. لكن كلامه هذا كلش ما كان في محله.. توقعته يغرقها بكلمات الحب والاهتمام.. لكنها مسئولية بالنسبة له وامانة لازم يؤديها صح..
فاتن وهي تبتسم: عالعموم انا بخير وصحة وعافية.. ولاتحاتيني. وتقدر تأدي امانتك براحة..
مساعد حس ان كلامها مبطن: ليش؟ظ شقصدج بهالكلام؟؟
فاتن: ما قصدي شي.. مضطرة اخليك.. الاذان قرب ولازم استعد للصلاة.. يالله توصي شي؟
مساعد في باله تفاجأ من اسلوب فاتن اللي صار قديم عليه.. ردت بحركات البرود يعني:.. سلامتج..
فاتن: ياله مع السلامة..
مساعد: الله يسلمج...
سكرت فاتن عن مساعد وهي متظايقة بالحيل.. اوهام.. مجرد اوهام بنيتها في بالي عن هالريال.. كنت متوقعة اذا تطورت وياه راح اهو يتطور بنفس الشي.. لكن كنت غلطانة.. اهو مثل ما اهو مستحيل انا ايي واغيره.. تملكي ومسيطر ومعتد بنفسه وشلون الناس تفكر عنه اهو اهم ما يمكن يجول في باله او راسه.. انا مستحيل اقدر اغيره لان اللي يربى على هالشي ما يغيره..
مساعد نفس الشي عادت له افكاره القديمة عن فاتن من بعد اسلوبها الجاف ويــاه.. الظاهر انها ما قدرت تستحمل كونها مسالمة ومسايرة لي طول هالوقت عشان ترد لعادتها القديمة.. انا غلطان يوم فكرت انها يمكن تكبر او تعقل.. الياهل ياهل لو طعموووه مثل الكبار..
وبهذي المكالمة ظل مزاج مساعد ردئ.. وفاتن اردئ.. لكنها غطت هالشي بالنوم العميق اللي ما قدرت تستحلي فيه.. فكلمات مساعد واسلوبه التملكي اللي اهي تمقته رد لها مرة ثانية.. بس يوم الجمعة اهو راح يكون موجود.. الله العالم شلون بتتصرف وياه مرة ثانية.. الظاهر ان ماكو اي تغيير لانه مثل ما اهو رافض له اهي بعد بترفض.. اهو مو احسن منها بشي عشان تعامله غير..
-------------------------------