وكاهي الطائرة تحط في المطار ونهاية الرحلة يلعن عنها من قبل الكابتن.. مساعد اللي ظل راقد حتى اول نداء للركاب عشان حزام الامان اضطرت فاتن انها توقظه عشان يربط الحزام.. قلبها ما طاوعها انها توقظه لانه كان تعبان وشكله يكسر القلب.. والحين بيظلون في الدرب ليمن يوصلون للبناية اللي فيها الشقة اللي اسـتأجروها.. ياريت بس لو يرقد.. يكون احسن له.. انتبهت للي تقوله في نفسها.. بس هذا مو عيب .. مهما كان ومهما صار هذا الريال اهو زوجها.. حبت ولا ماحبت..
من بعد ما خذوا اغراضهم توجهوا للبوابة عشان تاكسي.. ولقو لهم واحد وحطوا اغراضهم.. لكن فاتن اللي استعجبت من شكل راعي التكسي ظلت واقفة مكانها باستغراب.. انتبه لها مساعد وابتسم.. بالفعل.. شكل راعي التكسي كان غريب.. شعره حبوش ولابس قحفية ولحيته طويلة.. اكيد هذا اللي خلاها تستعجب.. لكن كل هذا ما كان يهم مساعد.. اللي همه اهي عيونها اللامعة الشفافة وهي تراقب هالامور.. يا محلاها..
جراح اللي كان الجو يثير الحماس فيه ما شال الابتسامة عن حلجه.. وظل يسولف ويا راعي التكسي اللي ما كان معترض.. وقعدت فاتن في الكرسي الوراني وكانت تنتظر جراح اللي المفروض انه يقعد معاها لكن الظروف عاكستها.. لان جراح قعد جدام مع السايق ومساعد فتح الباب اللي يمها وقعد بكل تملك.. والظاهر ان رايها ماكان مطلوب ومشت السيارة وهي تزم نفسها في زاوية بعيدة عن مساعد.. يعني مو كفاية على الطيارة وهني بعد؟؟ هزلت والله..
مساعد اللي كان ينتظر منها نفس واحد عشان يهد فيها لكن خيبت ظنونه وسكتت مكانها.. عطى السايق العنوان وعلى طول تحركو من عند بوابة المطار وراحو...
كان الدرب نفسه متعة لفاتن, الحياة ثانية هني.. وكانه عالم منفصل عن الخليج.. الاشجار منتشرة وكاهم يمشون فوق جسر مبني على بحيرة كبيرة,, كل هالامور نستها حتى نفسها وفتحت الدريشة وتمت تتمنظر في كل شي بفرح,, الهوا المنعش كان يخترق جدران رئتها ويبث الحياة فيها من جديد.. نست كل الآلام والاحزان بهذاك الوقت.. حتى انها نست مساعد اللي قاعد يمها ويتمنظر فيها.. كانت قاعدة وهي مسندة ذراعينها على الدريشة وويها يضربه الهوا بقوة وما كانت تبالي.. الابتسامة الراضية على ويهها تريح قلب المهموم مساعد.. وتم مبتسم طول الرحلة لانها كانت فرحانة ويمكن بعد مرتاحة جزئيا.. وهذا اهم شي او اكثر شي يتمناه مساعد في ظل هالظروف..
جراح اللي فتح له خط دولي عشان هالاسبوع ظل متحقرص مكانه ليمن يوصلون ويتصل في البيت.. ما يصدق شكثر توله على اهله وامه واخوانه.. ومساعد اللي كان كل شوي يراقب ساعته ينتظر اهو الثاني بفارغ الصبر انهم يوصلون ويشوف الشقة.. الا فاتن اللي كان الوقت يمضي منها واهي مو حاسة بعمرها.. ما همها وين بروحون ولا وين بيقعدون.. كفاية هالرحلة الحلوة اللي الظاهر انها ما راح تنتهي.. وياريتها ما تنتهي وترجع لارض الواقع.. ارض الالام والاحزان..
وما هي الا دقايق ووصلو الى المحطة.. البناية اللي الشقة موجوده فيها.. على طول مساعد دق تلفون لصاحبه اللي وكله في هذي االمهمة..
مساعد: الو.. جورج؟
جورج: خيي مساعد.. ولك يا اهلين وسهلين؟؟ شو وصلتو؟
مساعد: أي وصلنا جورج
جورج: حمد لله عالسلامة.. وينككوو هله بالايربورت..
مساعد يبتسم: ما تعرفني يا جورج مافيني صبر انا هني تحت عند بوابة البناية انت وينك؟؟
جورج يطل عليهم من دريشة الشقة: انا فوئك مباشرة بتشوفني.. هلووو هلوو
المينون يلوح بيده والتفت له مساعد وهو يضحك: أي اشوفك.. يالله عيل انزل خلنا نشيل اغراضنا
جورج: لك تكرم عينك.. هله راح اجي لكن..
سكر مساعد عن جورج الخبل وحس بالهوا البارد يلفح.. اكيد هذا شهر عشرة ..والشتا على الابواب مو بالخليج الحين الصيف على اوجه والرطوبة تكسر الظهر.. بس بعد.. ما يسوى هالهوا ذرة من ترابج يا كويت..
كانت فاتن واقفة وهي متكتفة والجنطه اللي حزامها طويل على ذراعها.. ما كان يبين عليها شي.. لا راضية ولا معترضة.. ساكته وهادئة وكان السفرة كلها ما تعنيها.. هذا الشي بدى يقزز مساعد ويخليه يقعد حياته.. قبل كان عاذرها الحين علامها ؟؟؟ والله هالبنات مايمشون الا بالطراقات.. مالت علي انا اللي مدلعها ومسوي لها حساب..
وصل جورج: خيي مسااعد..
مساعد يبتسم من غير نفس: هلا والله جورج...
من بعد الاستقبال: نورت اميركا استاز مساعد..
مساعد: بنورك.. (التفت مساعدلفاتن) هذي فاتن.. وهذاك جراح اخوها.. (يلتفت لفاتن) هذا جورج.. احد المتعاملين في مكتب الوزاري هني.. اهو اللي نظم لكم الإقامة هني..
جورج: ولو خيي مساعد.. اهلا وسهلا فيكن مدام..
جراح: هلا فيك.. زين وين الشقة؟
جورج: هوني لحزات بس..
تم جورج يكلم راعي التكسي عشان ينزل الاغراض لهم وانه بيزيدهم.. مساعد وياه وجراح لكن فاتن كانت تمشي بهدوء ناحية البناية اللي بصراحة اخذت كل صوابها.. كانت تبين مثل اللي في الافلام.. تمثل البيت الهادئ والمريح والعائلي.. تحرقت مكانها عشان تدخل وتشوف الشقة اللي يتكلمون عنها.. اكيد بتطلع احلى واحلى.. بس ياربي متى يخلصون قرقة ويا راعي التاكسي؟؟
وبوقت بدى من المستحيل حصوله في وسط الضحك والنكت بين مساعد وجراح على جورج وراعي التاكسي اخيرا تحركو المهابيل الثلاثة ناحية البناية.. طبعا فاتن تتقدمهم..
جورج: بس يا ستي دئيئة تا عطيكي المفاتيح..
سلمها جورج المفاتيح وعلى طول راحت فوق العتبات ووقفت عنده وحطت اول مفتاح في المجموعة وانفتح الباب.. ومن غير ما تدري ان الباب بعد ما يتسكر ينقفل راحت على طول فوق واهي في نشوة كبيرة.. طالعت المفتاح وشافت ان رقم الشقة b3-1
أي ان الشقة تصير في الطابق الثاني ثالث ممر الشقة رقم واحد.. راحت فاتن وفتحت الشقة ودخلتها...
تمت واقفة عند الباب فترة وهي تتحسس الجو بنفسها.. كان المكان يبين عليه انه كان مسكر.. لان ريحة الاثاث المحبوس عامة المكان كله.. لكن كل شي كان بيرفكت.. الاثاث متوزع بكل مكان.. والصالة كبيرة والمطبخ مفتوح على يسار الباب.. وعلى اليمين بابين يم بعض.. اكيد هذي الغرف.. توزعت نظرتها اكثر وشافت باب عند باب الشقة الرئيسي.. فتحته لقته ستوراج.. وكانه مثل الكبت عشان التعليق.. وفيه نوع من السلة عشان الجواتي والنعل.. سكرت الباب وراحت لعند المطبخ ومسحت على البار (منضد الطبخ) وهي تتحسس نعومته.. الشقة ما كان يبين عليها أي مظهر من الفخامة.. بالعكس.. كانت حميمة وهادئة ورومانسية شوي.. الاثاث كانت قطعه متنوعة من الماروني الى البيج الا وحدة عند الدريشة كان لونها ازرق ملكي وعليها تكيات بلون الابيض والماروني.. كله طبعا كان مخمل وبعضه شاموا.. والتنجيد كان قديم ولكن سميك.. ومرة وحده فزت مكانها على صوت.. تمت تتلفت واهي تحاول انها تلاقيه..وعرفت انه جرس الباب.. من يدقه؟؟؟ لا يكون بس..
راحت عنده وضغطت على حبه نحاسية: yes?
الي ضرب الجرس كان مساعد لكن جراح الي تكلم: فتون الله يهداج بس سكرتي علينا الباب فتحيه الله يخليج.؟؟
انصدمت فاتن بينها وبين نفسها.. وبعدين ضحكت عليهم.. وراتح لعند الدريشة الوحيدة اللي في الصالة .. كانت وسيعة وكبيرة لكن هناك وحدة بس اللي تنفتح.. وفتحتها وشافتهم واقفين في الشارع ونادت على جراح
فاتن: جم تعطيني جراحو؟؟
جراح رفع راسه وشافها واقفة عند الدريشة وضحك: ههههههههههه يلا فتون فجي الباب ..
فاتن: جمممم تعطيني؟؟
مساعد كان ساكت وهو لابس النظارة ورافع راسه يناظرها..
جراح: طراقين ما تبين غيرهم.. من بعد اذن ريلج يعني..
مساعد بصوت واطي: حلالك
ضحك جراح وفاتن اللي ما سمعت طنقرت.. ما تدري شقال السخيف لجراحو لكن اكيد طنازة لان جراح ضحك من قلب.. السيابيل ..براويهم.. وراحت وضغطت الحبة اللي تحت حبه الصوت في الجرس والظاهر ان الباب انفتح.. لكن اهي ما اهتمت.. كملت عملية البحث في البيت والاستكشاف وفتحت باب الغرفة الاولى.. كانت حلوة بمعنى الكلمة.. حتى انها حبست انفاسها من اناقتها.. فيها مدفئة في الزاوية وكرسي ماروني عليه تكيات حمر طويل يطل على المدفئة وعلى الدريشة اللي جنها بلكون .. والسرير كان عريض ووسيع وكانه محفور من الارض.. وامبين من الغرفة انها لزوجين.. يعني حميمة و.. رومانسية شوي.. حتى ان اكو شموع وحوض لورد مجفف وشوية شغلات للديكور.. كرات ملونة .. وشراشف السرير الذهبية المحففة بساتان ماروني مبين اللون حلو وملكي..
لكن كل هذا وقف في جانب ومشاعر الخوف اللي اجتاحتها في جانب ثاني.. هذي غرفة زوجين .. يعني لها ولمساعد.. لكن انا واهو للحين ما تزوجنا يعني.. ما راح نسكن في هالدار مع بعض.. ليش انا خايفة ما فيها السالفة اي شي.. لكن… بعد جم شهر .. وتقريبا 4 شهور بضطر اني اسكن معاه في هالغرفة.. انا وهو..
قعدت فاتن على الكرسي وتنورتها الوسيعة اانفرشت على الكرسي العريض وعلى الارض بعد بمظهر عشوائي خلاها مثل الاميرات.. ولكن مشاعر الخوف اللي كانت على ويهها تاركة نقص في الكمال.. هذا اللي مر على بال مساعد يوم ظل واقف عند الباب يناظر من داخل.. انقبض قلبه وهو يشوفها قاعدة وكأنها تنتظر احد.. تنتظره يمكن؟؟؟
مساعد: عجبتج الدار؟؟
التفتت له فاتن وهي فاتحة ثمها ويدها قريبه منه: ها؟؟؟
جوابها كان يبين انها مو على الكرة الارضية وهذا ابعد فكرة انها يمكن تكون تنتظره: اقول عجبتج الدار؟
فاتن: اي.. بس.. الشقة مافيها إلا دارين..
مساعد وهو يرفع حواجبه: واذا؟؟؟ انا وجراح في دار وانتي بهذي اذا عجبتج؟
هزت فاتن راسها: اي عجبتني بس.. ما بضيج عليكم انتو الاثنين في غرفة وحدة
ابتسم مساعد: لا تظنين اني ياي من قصر مفروش بالذهب.. انا ولد الدخيلي ظقت النوم في دار مع لؤي ما تبيني استحمل جراح؟؟
لا اراديا ابتسمت فاتن من الراحة اللي سرت فيها ومن كلام مساعد اللي كان طابع النكته فيه.. وهذا الشي من الاكيد انه يسر مساعد لان فاتن لاول مرة من بعد المواقف الغير سارة اللي حصلت لهم تبتسم بمرح.. وهذي تعتبر اول خطوة.. نحو.. المستقبل..
----------