ماذا يفيد إذا قضينا العمر أصنامًا يحاصرنا مكان؟! لم لا نقول أمام كل الناس ضلَّ الراهبان؟ لم لا نقول حبيبتي قد مات فينا.. العاشقان؟ فالعِطرُ عطركِ والمكان هو المكان لكنني.. ما عدت أشعر في ربوعكِ بالأمان شيء تكسر بيننا.. لا أنت أنت ولا الزمان هو الزمان!!
-قالت وفي عينيها ألمحُ ثورةً : صِف لي قطيفك أيُّها الولهان قلتُ : القطيفُ جمالها كجمالكِ سحرٌ وحسنٌ رائعٌ فتَّانُ البحرُ حاكى لون عينيكِ وفي عينيكِ بحرٌ ما لهُ شطآنُ والطلعُ في شجرِ النخيلِ كأنهُ ذهبٌ تلألأ والنخيلُ حِسانُ.
-قالت تُرائي! وغدت تُشكك في وفائي وإنتِمائي فلِمن ولائي؟! وكأنني أذنب إن أفصحتُ عن أهوائي، قالت ترائي .. كل الذي قد قلته محضُ إفتراءِ، فلِمن ولائي؟! والأرضُ أرضي ها هُنا .. حتى السماءُ سمائي! لا تسألي .. أوليس هذا يا حبيبتي منزلي؟ لا تسألي .. أولستُ من حرث التراب بمعولي؟ لا تسألي .. إن كُنتِ في شكٍ فشككِ قاتلي، لا تسألي .. فلقد أثرتِ بالشكوكِ تساؤلي.
-أَلِأنني أهوى القطيف أُلامُ؟! وكأنّ حُبها في الزمانِ حرامُ إن كان ذنبُ العاشقين هواهُمُ فعلى الهوى والعاشقين سلامُ.
سَ تتعلمًين كيف ْتتخليّن كُلّ مرةة عن ًشيءٍ منكّ
كيف تتركين خلفك كل مرة أحداً .. أو مبدأً .. أو ًحلمٍاً ..
نحن نأتي الحياة كمنْ ينقل أثاثه وأشيْاءه . .
محمّلين بالمبادئ مثقلين بالأحًلامْ .. محوّطين ًبالأهلْ والأصدقاءء . .
ثم كلمّا تقدمْ بنا السفر فقدنا ُشيئاً ، وتركناً خلفنا أحداً ،
ليبقْى لنا في النهاية مانعتقده الأهمّ . .
والذي أصبح كذلك ، لأنه تسلّق سلّم الأهمًيات ، بعدٍ مافقدنا ماكُان أهمّ منه !
عندما يشب حريق في بيت، ويدعوك أحدهم للصلاة والتضرع إلى الله...
ينبغي عليك أن تعلم أنها دعوة خائن،
لأن الإهتمام بغير إطفاء الحريق والانصراف عنه إلى عمل آخر هو الاستحمار، وإن كان عملا مقدساً."
-الدكتور علي شريعتي, النباهة والاستحمار.