مناير بتفكير مسموع:... ايام؟؟ ترجع.. فرقى.. قريب راح.. دمع.. احباب.. الموج؟؟ شيقصد فيه؟؟ فراق صح لكن مع من؟؟؟؟
واول ما طرى على بالها من غير اي تفكير معين اهووو سفر اختها فاتن.. دق قلبها بعنف لدرجة انها مسدته بيدها.. ويات على بالها ذكراها هذاك اليوم الصبح وهي تشوف فاتن واقفة مع مشعل.. وازدادت مجاري الخوف في دمها.. وتمت تدور وتنبش اكثر...
لقت بعد قصاصة مكتوب عليها شي.. وبين هالاشياء خط مرسوم بدقة باللون الاحمر على سطر معين من الكلام..
<< ... نحن قوم.. ان احببنا .. متنا.. >>
سيطر الخوف عليها بطريقة غيـر معقولة في بالها.. وتمت تدور ولكن بتوتر عنيف بين الاشياء وتفتح الدرووج.. ويوم ما لقت شي راحت لعند الدرج الثاني وهي تدور فيه وما لقت الا صندووق فيه كبكات اقمصة ودشاديش.. ووسط هالدبابيس شافت سلسلة ذهبية فيها قلب ما عرفت شكله الا يوم سحبته.. كان على شكل ورقة قديمة فيها آية الكرسي.. وبدت ماكينة الذكريات تشتغل عندها.. اهي تذكر هالسلسلة بس وين ما تدري...
قطع فكرها صوووت رجولي متحدث من التفكير اكثر.. تجمدت فرائصها وخفتت حركتها من الاضطراب.. ولكن بديهيتها الكبيرة خلتها تجمع الاوراق و وتسحب بعضهم وتطويهم في جيب بانطلونها.. وتوها بتلتفت للباب الا ان شي شد عيونها للنظر.. شي كان مدسوس تحت مخدة السرير الوثيــر.. بهدوء راحت لعنده وسحبته.. واهتز جسمها يوم شافته.. وما طولت اكثر لان الصوت قرب منها اكثر واكثر.. خلاها سريعة الحركة لكن من غير انكار احتضار الروح من الخوف على المستقبل البعيد.. فتحت باب الشرفة اللي كان فيه درج يوصل للباب الرئيسي وطلعت منه ناسية فتحة بسيطة من الباب ... شردت بكل استطاعتها واهي تحس بالنار تتأجج فيها من الخوف والرعب.. دخلت البيت ومن غير اي كلمة توجهت لغرفتها.. سكرت الباب وقفلته وحطت يدها على صدرها وهي تحس انها ميتة لا محالة.. بعد اللي عرفته اهي ميتة..
دخل مشعل داره وهو مسرع صوووب السرير .. ما يصدق انه نسى صورة فاتن تحت المخدة من بعد ما كان يتأكد انه لازم يصطحبها وياه بكل مشوار من مشاويره.. قريبة من قلبه وبالضبط مع كل دقة من دقاته.. صاحبة مصاحبة.. مد يده لتحت المخدة... فما لقى شي.. مداها اكثر.. وتوتر قلبه .. وتم يدور اكثر واكثر واكثر.. لمن طاحت عيونه وهو رافعها على التيار الهوائي اللي كان يضرب الستارة ويلوحها في الهوا.. مثل العاشقة الهائمة.. تدور على مسكن وملجا لكن هيهات الهوا يتلاعب فيها مثل ما يتلاعب القرصان بالاسيرة.. مأرجحة بالهوا مطالبا اياها انها ترمي نفسها من غير الاأمل بالنجااة..
سحب يده من تحت المخدة ببطأ.. ابيض ويهه وقست نظرته.. راح عند الستارة بهدوء وهو يسحب الباب ويسكره.. ورفع عيونه مباشرة لبيت بو جراح.. نظراته اخترقت الجدران بعنف.. جالت وجالت بين الردهات والصالات لمن وصلت الى هذاك القلب اللي اهتز من الدق العنيف.. وكأن مناير بنفس الوقت حست لنظراته وسحبت روحها من الغرفة هربا منه.. وما شافت نفسها الا بغرفة خالد فجت الباب وراحت عند الستارة وكشفتها بجرأة وعدم خوف.. لبؤة تحمي عرينها من المخاطر.. وشافها بهذيج اللحظة مشعل ووسع فتحة الستارة.. وصار على مرأى منها..
رمت عليه من النظرات اللي تقدر ترميه.. سهام تخترق كبد السماء ولكن تظيع بغربة الفضاء وتضل دربها لقلب مشعل مميتة ايااه.. وظل هو بنظرته الباردة.. نظرة القرش وهو ينقض على فريسسته.. الا انها بعيدة المنال.. وبحركة تقدمية.. سكر الستاارة واختفى عن عيون مناير..
بهذيــــح اللحظة. بنفس الوقت تلاقت سيارة جراح ويا امه وسماء بسيارة مساعد... وانطلقووو الجماعة الى داخل البيت... شلي ينتظرهم.. هذا اللي لازم بنعرفه يوم الاثنين ان شاء الله
الفصل الثاني
--------------------
الجماعة انقسمت الى نصفين.. نورة ومريم اللي ظنو انها بتكون قعدة بسيطة فرحوا يوم عرفوا ان سيدة المطبخ ام جراح نفسها راح تطبخ لهم شي ياكلونه على السريع.. لان الدخيليه معظمهم كانو في البيت.. وفوق كل هذا شيخهم مساعد الدخيلي.. اللي فاتن من شافته تطاير الشرر من عيونها لكنها حافظت على هدوئها.. والجماعة الثانية كانت في الصالة ( الا وهما الرياييل) ومساعد كان ماخذ راحته على عكس ما هي فاتن اللي تتقلب مكانها مثل الهايمة على ويهها.. لاهو شوق ولا هو من هالسوالف.. الا عصبية وقهر.. انها تتصل فيه طول اليوم وترسل له مسج وهو ابد لا معبر.. لكن اييها بالظهر ويقول لها ويخرط الي يبيه ويسكر التلفون.. هذي هي الحرب.. لكن.. ما راح تعصب ولا شي.. بتخليها حرب باردة.. وهو اللي بيندم عليها..
جراح.. اول ما شاف مريم ونورة قاعدين في البيت حس بالانشراح بصدره.. لكن ما عاق انقلب هالانشراح الى حاجة ملحة انه يكون مالك هالعايلة بينه وبين نفسه. ورغبته هذي اللي ما زال يؤجلها بدت مستحيلة الـتأجيل.. وقرر.. لا بل صمم انه ما ينهي هالليلة الا بحديث خاص مع أمه وفاتن..
كيف كان لي قلب – افصح لنفسه- اني اشوفها قاعدة في البيت.. وانا عارف ان رغبتها هذي ألح في نفسي.. كيف اني ماني عارف كيف اخليها فرحانة ومكمل الدنيا بعيونها وانا ادري.. وكل واحد يدري انه بيده فرحة البنت اللي حاطها بقلبه.. الصبر والابتعاد هو اللي يكدر الخواطر ويبعد المشاعر عن الطريج الصحيح.. لكن.. هذا الشي ما عاد مستمر.. مريم ما بتطلع هالشهر وما بترد الجامعة.. الا واسمي يلتف حوالي اصبعها.. وويهها يشعشع بجمال امتلاكي لها.. تحت إشراف أعز قدرة وأقواها.. ياربي.. يا حبيبي يا ربي.. وفقني بكل خطوة.. محـتاج للتوفيج ومن غيرك نطلب منه هالتوفيج..
زهب عشى الريــاييل وما رضت فاتن انها توديه بصمت وتجاهل لكلام امها..
ام جراح: يمة فاتن سحبي عشى ريلج وروحي له..
فاتن وهي مغتاضة من كلمه ريلج.. هذا ريل.. هذا لوح: يمة قولي لجراح والله مالي خلق شوفي ملابسي..
ام جراح تبتسم لبنتها وتضربها بدلال على جتفها: وييي انتي ويا كشختج.. شحليلج.. ولا عاد هالفار اللي حاطته على التي شرت (ميكي ماوس) يالله يمة روحي لريلج من زمان ماقعدتي وياه يالله عفية على الشاطرين..
ناظرت فاتن امها بطريقة تكسر الخاطر.. يعني انا ليش اروح له. حرمته وخلاص يعني لازم اطيعه ولازم اسوي له اللي يبيه.. مادري من الراقد عني صبح وليل.. ولمن اقول راقد ما اعني بالنوم اعني بالتجاهل.. خله على كيفه.. متى ما بغى يصحه من هالتجاهل.. يمكن راح يلقاني جدامه ولهانة عليه.. لكن اني الحق وراه من مكان لمكان.. مستــحيل..
مقدمة طويلة وعريضة .. هذا كان كلام فاتن.. يمكن ما كانت تسمع النداء الصارخ في نفسها انها تروح ووتجابله وتقعد وياه.. تدقق في زوجها .. وتناظره.. وتشوفه.. وترسمه في صفحات أيام مستقبلها الجميــل.. صج انه يسوي فيها كل هذا.. لكن بعد.. يظل جميل مستـقبلها وياه.. زوج مثل مساعد.. ما راح تلاقي..
دخل جراح من باب الديوانية اللي مطل على المطبخ وهو يسرع فيهم..
جراح: يمة وينه أكلكم الريال من متى قاعد؟
ام جراح: وانا كاني اقول لاختك مادري شفيها شتتحرطم عليه؟
جراح وهو يتحرك بسرعة لفاتن: فتون حملي الاكل ويلا روحي له انا بروح اغير هدومي كله تراب ووسخ..
فاتن وهي تقضم قطعة يزر.: .. انزين غير هدومك وانزل اخذ العشا
وقف في ويهها وهو يرميها بنظرة .. واخر شي همس لها:.. روحي له لا تنضربين اليوم..
فاتن بنظرة تحدي: انتظرك .. يالله يالله... سو اللي قلت عليه..
جراح يطالعها برجا: فتوون خلينا نعشيهم ويروحون ابيكم في موضوع هام اليوم..
عقدت حواجبها وعرفت اهو شيبي يقول.. بس ماكو مانع في التجنن:.. اممم يا ترى ماهو هذا الموضوع المهم جدا..
جراح وهو شوي يقطع هدومه: فتووووون.. مو وقتج والله.. يلا روحي الحين انتي..
فاتن وهي تنزل عيونها.. فرحانة ولكن بتمثيل انها متظايقة:.. انزيــــن.. حشى.. الملك عندنا ولا أدري.. مساعد قال مساعد.. يالله بنروح له... (تأفأف.. ) يمة.. وينه الاكل..
ام جراح تناظر ولدها: عقلتها؟؟ قول الله يرزقك ببنت الحلال اللي تطيب خاطرك وخاطري..
بعد هالدعوة. رفع جراح يده للسماء وكأنه يطلب المطر: أميـــــــن.. يمة مرة ثانية ادعي..
ام جراح تبتسم:.. قول الله يرزقك ببنت الحلال اللي تطيب خاطرك وخاطري..
جراح بصوت رفيع شوي: آميـــــــــــــن.. ربي الدعوة من بيتنا مو بيت ام بدر...
ضحكت فاتن على أخوها.. وحملت الاكل.. اللي كان بسيط على كثـرته.. وطلعت من المطبخ وهي عارفة انها بأبهى حلاتها.. وابهى حلاتها معناته حلة أميــركا.. ملابس عادية وكلش مافيها من ببهرجة العرووس لمعرسها.. وهذا اللي اهي تفضله.. لانه لو تزوجها ما بيتزوجها عشان كشختها.. بيتزوجها عشان الجمال الروحي الي فيها.. وما كانت تدري ان جمالها الظاهري كان مسيــطر على الاجواء..
دخلت الديوانية..
ولقت أخوها عبد العزيــز قاعد ويا مســاعد.. يسولف له عن الكــورة وداش فيها حمــاس الأخ ومسـاعد, اللي كان مجابل الباب وكأنه ينتظر دخولها, يشاركه الحماس بحنان أبوي.. مسكت فاتن على قلبها أول ما شافته.. وحســت للحظات ان أبوها موجود معاهم في شخص مســاعد.. يالله.. للحين ما عادت تفهــم.. شلون ان هالأمان اللي تحسه سببـه مساعد وكأنه أبوها المرحوم.. كل هذا لانه أرفيج ابوي على صغر ســنه؟
أول ما دخلت عرفت مسـاعد مع انه ما شافها.. بس دقات قلبه اللي كانت اكبر جلجلة وفرحة بشوفتها خبرته عنها.. كانت بعيد وهي ترتب الأكل على الطــاولة.. وعزيــز اللي سوالفه ما خلصت كان الشخص الوحيد اللي تمنى وجوده مساعد لانه بسوالفه راح يخليه مشغول العين لا الفكر عن فاتن..
عبد العزيز بحماس:... وبعدين... يابها لك حسين علي بيليه.. وقولين ورى بعض لو تصدق.. (وقف وهو يمثل حركة القول) ما يابها من جدام مثل طلال يوسف.. لااااا.. . يابها لك على طرففففف.. يا سلام عليه .. (يشد على عيونه) كسر الشبك..
مساعد يبتسم له:... شقاااه ما كســره..
عبد العزيز وهو متجاهل الي قاله مساعد: اقول لك.. المباراة فظيعة..
ابتسمت فاتن لعبد العـزيز وهو يتكلم وتوها بتطلع. الا يطلع عبد العزيز من طرفها ويدفعها لعند الباب.. ضحكت عليه شوي.. وتوها بتطلع..
مساعد واقف وراها..: حيــاج.. تعشــي وياي..
وقفت شوي واهي تسترد نفســها.. من صجه الحين يتكلم.. يبيها تصفعه بالأكل..
التفتت له وهي مبتسمة:.... عافيــة عليك.. انا من زمان أكلت وشبعت... تفضل انت.. وسد يوعك... وجراح بييلك بعد شوي..
مساعد يمشي جم خطوة صوبها.. : انــزين قعدي وياي شوي.. (يعرف انها زعلانة) مو كفاية حاقرتني طول اليوم... قعدي شوي.. خليني على الاقل ارضى عليج..
نظرتها كانت نارية.. ومن شدة ناريتها ازدادت اضاءة المكان باللون الأصفر بعيون مساعد.. وحـس انها راح تنفجر عليــه اليوم.. مثلها مثل أيام اميركا ولكن بحلا ثاني.. يا ربي.. ليش ويهها يتلألأ مثل ليلة عيد كل ما اشوفها بهالأيام.. مستغرب حالها ولا ني عارف..