border=0>
         
 

العودة   منتديات كوفي كوب Coffee cup > المقهى الأداري ~ > .. خَارِجْ عَنْ القَانُون ~

.. خَارِجْ عَنْ القَانُون ~ لـِكُل جُرم عُقوبة ,, " للمُكـررْ / واللامرغوب "

وانه لقسم لو تعلمون عظيم

اَلحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ، فَاِنَّنَا نَتَكَلَّمُ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ عَنِ الْقَسَمِ فِي الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ بَعْضَ الْاَمْثِلَة، نَعَمْ

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-16-15, 12:23 PM
رحيق مختوم
كوفي جديد
رحيق مختوم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 8113
 تاريخ التسجيل : Apr 2013
 المشاركات : 46 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : رحيق مختوم has a little shameless behaviour in the past
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي وانه لقسم لو تعلمون عظيم




اَلحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ، فَاِنَّنَا نَتَكَلَّمُ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ عَنِ الْقَسَمِ فِي الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ بَعْضَ الْاَمْثِلَة، نَعَمْ اَخِي: وَالْقَسَمُ هُوَ الْحَلِفُ، وَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَقْسَمَ فِي الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ بِمَخْلُوقَاتٍ كَثِيرَةٍ؟ لِيَلْفِتَ انْتِبَاهَنَا اِلَى سِرِّ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى لِهَذِهِ الْاُمُورِ الْمُقْسَمِ عَلَيْهَا، فَاَقْسَمَ اللهُ تَعَالَى مَثَلاً بِالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ، وَاَقْسَمَ بِالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ، وَاَقْسَمَ بِالْوَقْتِ، وَبِالضُّحَى، وَاللَّيْلِ اِذَا سَجَى، وَاَقْسَمَ اَيْضاً بِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ مُعَلِّماً رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ اَحَقٌّ هُو، قُلْ اِي وَرَبِّي(نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَة اِي بِمَعْنَى نَعَمْ فِي لُغَةِ بَعْضِ الْقَبَائِلِ الْعَرَبِيَّة، فَاِذَا اَرَادَتْ اَنْ تَقُولَ نَعَمْ، فَاِنَّهَا تَقُولُ اِي، وَالْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ رَاعَى لَهَجَاتِ الْقَبَائِلِ الْعَرَبِيَّةِ، وَلِذَلِكَ عَلَّمَ رَسُولَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اِذَا اسْتَنْبَؤُوا وَاسْتَخْبَرُوا وَاسْتَعْلَمُوا مِنْهُ عَنِ الَّذِي يَدْعُوهُمْ اِلَيْهِ هَلْ هُوَ حَقٌّ؟ فَقُلْ{اِي وَرَبِّي اِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَااَنْتُمْ بِمُعْجِزِين(نَعَمْ اَخِي: وَفِي الْآَيَاتِ الَّتِي ذُكِرَتْ فِي اَوَاخِرِ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ، وَهِيَ تَحْتَاجُ مِنَّا فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ اِلَى تَفْسِير، وَكَلِمَةُ تَفْسِيرٍ لَيْسَتْ بِالْاَمْرِ الْهَيِّنِ؟ لِاَنَّ التَّفْسِيرَ يَحْتَاجُ اِلَى وَقْتٍ طَوِيلٍ، وَدِرَاسَةٍ عَمِيقًةٍ مُتَاَمِّلَة، وَلَايَكْفِي اَنْ نَمُرَّ عَلَيْهِ مُرُورَ الْكِرَامِ اِذَا احْتَاجَ الْمَقَام، نَعَمْ اَخِي: وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآَيَات{فَلَا اُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَاِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، اِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ، لَايَمَسُّهُ اِلَّا الْمُطَهَّرُونَ، تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين(نَعَمْ اَخِي{فَلَا اُقْسِمُ(وَكَلِمَةُ لَا فِي هَذِهِ الْآَيَةِ، هَلْ هِيَ لَا نَافِيَة؟ اَمْ لَاصِلَة جَاءَتْ لِتَاْكِيدِ الْمَعْنَى؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ هُنَا اِلَى رَاْيَيْن؟ اَلرَّاْيُ الْاَوَّلُ قَالَ عَنْ كَلِمَةِ لَا هُنَا: اَنَّهَا جَاءَتْ لِتَاْكِيدِ الْمَعْنَى، كَمَا تَقُولُ مَثَلاً اَخِي لَا وَاللهِ لَاَفْعَلَنَّ كَذَا، فَاَنْتَ هُنَا اَخِي حِينَمَا نَطَقْتَ بِلَا، لَاتُرِيدُ اَنْ تَنْفِيَ مَاسَتَفْعَلُهُ، وَاِنَّمَا تُرِيدُ اَنْ تُثْبِتَهُ وَتُؤَكِّدَ عَلَيْه، نَعَمْ اَخِي: وَكَاَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حِينَمَا يَقُولُ {لَااُقْسِمُ( اَيْ اُؤَكِّد، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الرَّاْيُ الثَّانِي، فَهُوَ رَاْيُ الَّذِينَ قَالُوا: اِنَّ لَا هُنَا نَافِيَة، اَيْ تَنْفِي وُقُوعَ الْحَدَثِ، وَنَقُولُ لَهُمْ لِمَاذَا؟ وَكَيْفَ يَتَّفِقُ ذَلِكَ وَيَسْتَقِيمُ فِي مَعْنَى الْآَيَة؟ قَالُوا: اَلْاَمْرُ لِوُضُوحِهِ لَايَحْتَاجُ اِلَى قَسَمٍ فِي مِصْدَاقِيَّةِ هَذَا الْقُرْآَن، وَلِذَلِكَ{فَلَااُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُوم(نَعَمْ اَخِي: اَللهُ تَعَالَى يُقْسِمُ بِمَاشَاءَ، وَاَمَّا نَحْنُ فَلَايَجُوزُ لَنَا اَنْ نَحْلِفَ اِلَّا بِاللهِ، اَوْ بِاسْمٍ مِنْ اَسْمَائِهِ، اَوْ بِصِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ، فَمَثَلاً حِينَمَا نَقُولُ وَاللهِ، تَااللهِ، بِااللهِ، فَهَذِهِ اَحْرُفُ الْقَسَمِ، وَهِيَ الْوَاوُ، وَالتَّاءُ، وَالْبَاء، نَعَمْ اَخِي: وَقَدْ تُحْذَفُ هَذِهِ الْاَحْرُفُ، فَنَقُولُ مَثَلاً: اَللهِ لَاَفْعَلَنَّ كَذَا، بِمَعْنَى وَاللهِ لَاَفْعَلَنَّ كَذَا، نَعَمْ اَخِي: رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ يُقْسِمُ بِمَاشَاءَ، وَاَمَّا نَحْنُ فَلَا نُقْسِمُ اِلَّا بِاللِه، اَوْ بِاسْمٍ مِنْ اَسْمَائِهِ: كَاَنْ تَقُولَ مَثَلاً وَالْحَكِيمِ الْخَبِيرِ لَاَفْعَلَنَّ كَذَا، نَعَمْ اَخِي: اَوْ بِصِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ : كَاَنْ تَقُولَ مَثَلاً وَعِزَّةِ اللهِ، وَحَيَاةِ اللهِ، وَقُدْرَةِ اللهِ، لَاَفْعَلَنَّ كَذَا، فَهَذِهِ الْعِزَّةُ، وَهَذِهِ الْقُدْرَةُ، وَهَذِهِ الْحَيَاةُ، هِيَ صِفَاتٌ مِنْ صِفَاتِ اللهِ، نَعَمْ اَخِي: اَلْعِزَّةُ هِيَ صِفَةٌ، وَاَمَّا الْعَزِيزُ فَهُوَ اسْمٌ مِنْ اَسْمَاءِ الله، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ يُقْسِمُ الْمُؤْمِنُ بِهَذِهِ الْاُمُور، نَعَمْ اَخِي: وَقَدْ بَعَثَ اِلَيَّ اَحَدُ الْاِخْوَةِ بِرِسَالَةٍ يَقُولُ فِيهَا: هَلْ يُسْتَحَبُّ الْقَسَمُ؟ اَمْ يُكْرَهُ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: حَسَبَ الْاَحْوَالِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْقَسَمَ قَدْ يَكُونُ وَاجِباً عَلَيْكَ، فَاِذَا طَلَبَ مِنْكَ الْقَاضِي اَنْ تُقْسِمَ، فَعَلَيْكَ اَنْ تُقْسِمَ، وَاِذَا لَمْ تُقْسِمْ، حَكَمَ عَلَيْكَ بِالنُّكُولِ؟ لِاَنَّ الَّذِي يَنْكُلُ(يَتَخَلَّفُ اَوْ يَرْفُضُ اَوْ يُضْرِبُ(عَنِ الْيَمِينِ، كَاَنَّهُ يَعْتَرِفُ عَلَى نَفْسِهِ، فَمِنْ اَجْلِ اَنْ تُبْعِدَ الشُّبْهَةَ عَنْكَ، وَاَلَّا تُوصَفَ بِشَيْءٍ اَوْ تُتَّهَمَ بِشَيْءٍ لَمْ تَفْعَلْهُ، هُنَا الْوَاجِبُ عَلَيْكَ اَنْ تُقْسِمَ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ اَخِي: كَذَلِكَ فِي الْاُمُورِ الْهَامَّةِ، فَحِينَمَا يُرِيدُ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنْ يُؤَكِّدَ حَقِيقَةً مِنَ الْحَقَائِقِ، فَاِنَّهُ يُؤَكِّدُهَا بِاُسْلُوبِ الْقَسَمِ، فَمَثَلاً[وَاللهِ لَايُؤْمِنُ! وَاللهِ لَايُؤْمِنُ! وَاللهِ لَايُؤْمِن!(فَهُنَا اَخِي جَاءَ التَّاْكِيدُ بِاُسْلُوبَيْنِ، اَوَّلاً بِاُسْلُوبِ الْقَسَم، ثَانِياً بِاُسْلُوبِ التَّكْرَار، فَكَرَّرَ الْقَسَمَ هُنَا ثَلَاثَ مَرَّات، نَعَمْ اَخِي: فَالْقَسَمُ بِحَدِّ ذَاتِهِ يُفِيدُ التَّاْكِيدَ وَلَوْ لَمْ يُكَرِّرْهُ، وَلَكِنْ جَاءَ التَّكْرَارُ؟ لِيُفِيدَ مَزِيداً مِنَ التَّاْكِيدِ عَلَى هَذَا الْقَسَمِ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَلْفِتَ انْتِبَاهَكَ اَخِي اِلَى هَذَا الْاَمْرِ الْهَامِّ الَّذِي يَجِبُ اَنْ يَتَنَبَّهَ اِلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ وَاَلَّا يَغِيبَ عَنْ فِكْرِهِمْ اَبَداً[وَاللهِ لَايُؤْمِنُ! وَاللهِ لَايُؤْمِنُ! وَاللهِ لَايُؤْمِن! قِيلَ مَنْ يَارَسُولَ الله؟ قَالَ الَّذِي لَايَاْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَه(وَيَعْنِي بِذَلِكَ الَّذِي يُؤْذِي جَارَهُ، وَالْبَوَائِقُ هِيَ الشُّرُورُ وَمِنْهَا الْاَصْوَاتُ الْمُزْعِجَة، نَعَمْ اَخِي: مُجَرَّدُ الْاَصْوَاتِ الْمُزْعِجَةِ الَّتِي تُزْعِجُ بِهَا جَارَكَ، اَنْتَ عِنْدَ ذَلِكَ اِيمَانُكَ فِي خَطَرٍ عَظِيم[وَاللِه لَايُؤْمِنُ! وَاللِه لَايُؤْمِنُ! وَاللِه لَايُؤْمِن! قِيلَ مَنْ يَارَسُولَ الله؟ قَالَ مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ(نَعَمْ اَخِي: وَقَدْ كَانَتِ الْاَمَانَةُ وَالصِّدْقُ تَعْمَلُ عَمَلَهَا فِيمَا مَضَى، فَاِذَا كَانَ اِنْسَانٌ مَا جَائِعاً فِعْلاً وَحَقِيقَةً، كَانَ يَاْتِي وَيَسْاَل، وَكَانُوا لَايَسْاَلُونَ اِلَّا اِذَا كَانُوا مُحْتَاجِينَ فِعْلاً، فَاِذَا لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً، لَمْ يَسْاَلْ كَالشَّحَّادِينَ الَّذِينَ يَسْاَلُونَ فِي اَيَّامِنَا وَقَدِ اتَّخَذُوا مِنَ الشَّحَادَةِ وَالتَّسَوُّلِ بَاباً مِنْ اَبْوَابِ الرِّزْقِ؟ لِلِاسْتِيلَاءِ عَلَى اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِل، وَلِذَلِكَ جَاءَ بَعْضُ الْجِيرَانِ اِلَى بَعْضِ الصَّالِحِينَ، فَطَلَبَ مِنْهُ اِعَانَةً، وَقَالَ وَاَنَا مُنْذُ ثَلَاثَةِ اَيَّامٍ بِحَاجَةٍ اِلَى ذَلِكَ، فَمَا كَانَ مِنْ هَذَا الْاِنْسَانِ الصَّالِحِ اِلَّا اَنْ اَخْرَجَ وَاَعْطَاهُ مَاطَلَبَ وَاَخَذَ يَبْكِي وَيَبْكِي وَيَبْكِي! فَقَالَتْ لَهُ امْرَاَتُهُ لِمَاذَا تَبْكِي وَقَدْ اَعْطَيْتَهُ؟ فَقَالَ يَااَمَةَ اللهِ ثَلَاثَةُ اَيَّامٍ تَمْضِي وَجَارِي بِحَاجَةٍ وَاَنَا لَااَشْعُرُ بِهِ، نَعَمْ اَخِي: هَذَا هُوَ الْمُجْتَمَعُ الْاِنْسَانِيُّ الْمُسْلِمُ الْعَظِيم، نَعَمْ اَخِي: فَالرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يُقْسِمُ اِذَا كَانَ الْاَمْرُ هَامّاً، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اَنْ تَاْتِيَ وَتَقُولَ مَثَلاً اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ لَآَكُلَنَّ الْيَوْمَ كَذَا، فَالرَّسُولُ بَعِيدٌ عَنْ هَذِهِ التَّفَاهَاتِ، بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايُعَرِّضُ اسْمَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِاَمْرٍ هَزِيلٍ اَوْ ضَعِيفٍ اَوْ اَمْرٍ سَخِيف؟ لِاَنَّكَ اَخِي حِينَمَا تُقْسِمُ بِاللهِ، يَجِبُ اَنْ تَسْتَحْضِرَ فِي مُصَوِّرَتِكَ اَوْ مُخَيِّلَتِكَ عَظَمَةَ مَنْ تُقْسِمُ بِهِ، نَعَمْ اَخِي: تَرَاهُ وَتَسْمَعُهُ يَقُولُ بِالْفَمِ الْمَلْآَنِ! اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ! وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ غَيْرُهُ! عَلَى اُمُورٍ تَافِهَةٍ لَاتُقَدِّمُ وَلَاتُؤَخِّرُ! فَمَابَالُكَ اَخِي اِذَا كَانَتْ كَاذِبَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اِذَا كَانَتْ كَاذِبَةً، فَهَذَا هُوَ الْيَمِينُ الْغَمُوسُ الَّذِي يَغْمُسُ صَاحِبَهُ فِي الْاِثْمِ، ثُمَّ يَغْمِسُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَخَاصَّةً عَلَى الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ اَعَاذَنَا اللهُ تَعَالَى( اِلَّا مَنْ تَابَ نَصُوحاً مِنَ التَّوْبَةِ، وَرَدَّ الْحُقُوقَ اِلَى اَصْحَابِهَا( نَعَمْ اَخِي فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ وَلَوْ كُنْتَ صَادِقاً حَقّاً، لَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَنْ تُقْسِمَ اَوْ تَحْلِفَ، فَمَابَالُكَ اِذَا حَلَفْتَ كَاذِباً؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: هَذِهِ مِنَ الْكَبَائِرِ بِدَلِيل[ثَلَاثَةٌ لَايَنْظُرُ اللهُ اِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ! وَلَايُكَلِّمُهُمْ! وَلَايُزَكِّيهِمْ!(نَعَمْ اَخِي: مَاذَا بَقِيَ لِهَؤُلَاءِ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ لِمَنْ لَمْ يَتُبْ مِنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ نَعَمْ اَخِي: وَالْاَدْهَى وَالْاَمَرُّ هُوَ الْآَتِي[وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم( نَعَمْ اَخِي: وَمِنْ هَؤُلَاءِ رَجُلٌ اَقَامَ سِلْعَتَهُ بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَالَ وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ غَيْرُهُ قَدْ اُعْطِيتُ بِهَا كَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ الْمُشْتَرِي وَهُوَ لَمْ يُعْطَ بِهَا ذَلِك(نَعَمْ اَخِي لِمَاذَا بَعْدَ الْعَصْرِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لِاَنَّ اللَّيْلَ يَكَادُ اَنْ يَقْتَرِبَ، وَيُرِيدُ اَنْ يَذْهَبَ اِلَى زَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِهِ؟ لِيَاْخُذَ مَعَهُمْ قِسْطاً مِنَ الرَّاحَةِ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَكُنْ فِي اَيَّامِهِمْ كَمَا فِي اَيَّامِنَا وَسَائِلُ جَذْبٍ وَاِغْرَاءٍ وَطَرِيقَةُ عَرْضٍ رَائِعَةٍ لِجَلْبِ الزَّبَائِنِ الْمُشْتَرِينَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُنْفِقَ الْبَائِعُ مَاعِنْدَهُ مِنَ السِّلَعِ، فَكَانُوا لَايَجِدُونَ الِاَّ الْيَمِينَ الصَّادِقَةَ اَوِ الْكَاذِبَةَ الْغَمُوسَ! مِنْ اَجْلِ اَنْ يُنْفِقُوا مَاعِنْدَهُمْ مِنَ السِّلَعِ وَيَبِيعُوهَا بِاَسْرَعِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ قَبْلَ اَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ، وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء: نَعَمْ رُبَّمَا يَكُونُ بَيْعُكُمْ رَابِحاً فِي الظَّاهِرِ، لَكِنَّ الْيَمِينَ الَّتِي تَحْلِفُونَهَا صَادِقَةً اَوْ كَاذِبَةً مُنْفِقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح، نَعَمْ اَخِي الْبَائِع: مِنَ الْجَائِزِ اَنْ تَخْدَعَ النَّاسَ وَتَبِيعَهُمْ مَاشِئْتَ بِهَذِهِ الْيَمِينِ الْفَاجِرَةِ، لَكِنْ هَلْ سَتُفْلِتُ مِنْ قَبْضَةِ اللهِ عَاجِلاً اَوْ آَجِلاً؟ نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ الْخِدَاعُ فِي الْبَيْعِ لَايَجُوزُ شَرْعاً حَتَّى وَلَوْ كَانَ بِذِكْرِ الله! تَرَاهُ يَاْخُذُ ثَوْباً مِنَ الْقُمَاشِ لِيَعْرِضَهُ اَمَامَ النَّاسِ! وَلَايَمَلُّ مِنْ ذِكْرِ اللهِ وَلَا الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ بِقَوْلِهِ يَاجَمَالِ النَّبِي فِي هَذَا الثَّوْبِ مِنَ الْقِمَاشِ فِي خِيَاطَتِهِ وَزَرْكَشَتِهِ وَتَصْمِيمِهِ! مَاشَاءَ اللهُ كَانَ! لَا اِلَهَ اِلَّا الله! نَعَمْ اَخِي: فَيَاْتِي بِمِثْلِ هَذِهِ الْاَذْكَارِ! لِيَخْدَعَ الْمُشْتَرِي، وَكُلُّ هَذِهِ اَسَالِيبُ مَاكِرَةٌ؟ لِاَنَهُ اسْتَعْمَلَ مَاهُوَ رَاقٍ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ وَذِكْرِ اللهِ فِيمَا هُوَ دَنِيءٌ وَكَذِبٌ وَالْعَيَاذُ بِاللِه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ اَخِي: فَهَؤُلَاءِ اَيْمَانُهُمُ الْغَمُوسُ تُورِدُ بِهِمْ اِلَى نَارِ جَهَنَّم، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الْاَمْرُ الْهَامُّ فَيَجُوزُ الْحَلِفُ عَلَيْهِ، وَالْاَفْضَلُ اَلَّا تُعَوِّدَ لِسَانَكَ عَلَى ذَلِك، نَعَمْ اَخِي: يَاْتِي بَعْضُ النَّاسِ لِيَحْكِيَ لَكَ قِصَّةً بَسِيطَةً وَاَنْتَ لَاتُنْكِرُ عَلَيْهِ بَلْ تَسْتَمِعُ لَهُ مَصَدِّقاً وَلَسْتَ بِحَاجَةٍ وَلَيْسَ هُوَ بِحَاجَةٍ اَيْضاً اِلَى اَنْ يُصَادِقَ اَوْ يُؤَكِّدَ عَلَى كَلَامِهِ بِالْيَمِينِ، وَمَعَ ذَلِكَ لَاتَسْمَعُ مِنْهُ اِلَّا اُقْسِمُ بِاللهِ كَذَا! وَاللهِ الْعَظِيمِ كَذَا! فَيُقْسِمُ عَشْرَةَ اَيْمَانٍ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يَطْلُبْ مِنْهُ اَحَدٌ يَمِيناً عَلَيْهِ وَلَيْسَ بِحَاجَةٍ اِلَى التَّاْكِيدِ! فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى ضَعْفِ الْاِيمَانِ عِنْدَ هَذَا الْاِنْسَان، وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَلَاتُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِين(وَلَمْ يَقُلْ سَبْحَانَهُ حَالِف؟ بَلْ قَالَ حَلَّاف! وَهُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَهُمَا، نَعَمْ اَخِي: وَالْحَالِفُ هُوَ الَّذِي يَحْلِفُ عَلَى اُمُورٍ مُهِمَّةٍ، وَاَمَّا الْحَلَّافُ فَهُوَ بِمَعْنَى اَنَّهُ كَثِيرُ الْحَلِفِ عَلَى الْمُهِمِّ وَغَيْرِ الْمُهِمّ{مَهِين(لِمَاذَا مَهِين؟ لِاَنَّهُ لَايَشْعُرُ بِالثِّقَةِ بِنَفْسِهِ، وَلِذَلِكَ هُوَ يُرِيدُ اَنْ يَسْتُرَ هَذَا الضَّعْفَ بِالْاَيْمَانِ الْكَاذِبَة، نَعَمْ اَخِي: وَحَتَّى وَ لَوْ كَانَتْ صَادِقَة، فَاِذَا لَمْ تَكُنْ لِاَمْرٍ هَامٍّ، فَلَايَجُوزُ ذَلِكَ شَرْعاً، نَعَمْ اَخِي: وَنَاْتِي الْآَنَ اِلَى تَفْسِيرِ اَوَاخِرِ سُورَةِ الْوَاقِعَة، وَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ يُقْسِمُ بِظَوَاهِرَ كَوْنِيَّةٍ لِمَاذَا؟ حَتَّى نَلْتَفِتَ اِلَى مَافِيهَا مِنْ اَسْرَار، نَعَمْ اَخِي: وَلَقَدْ بَرَعَ الْمُسْلِمُونَ فِي عِلْمِ الْفَلَكِ وَالتَّنْجِيمِ، وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ بِالتَّنْجِيمِ الَّذِي بَرَعُوا فِيهِ اَبْرَاجَ الْحَظِّ وَالطَّالِعِ الْمَعْرُوفَةِ فِي اَيَّامِنَا، فَهَذَا لَايَجُوزُ شَرْعاً، وَاِنَّمَا التَّنْجِيمُ هُوَ عِلْمُ النُّجُومِ وَعِلْمُ الْفَلَك، فَبَرَعُوا فِيهَا وَلَاسِيَّمَا فِي عَصْرِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّة، فَبَرَعُوا فِي هَذِهِ الْعُلُومِ، وَاَمَّا الْآَنَ فَالْمُسْلِمُونَ نَامُوا وَغَيْرُهُمُ اسْتَيْقَظَ، وَاَصْبَحَ الْقُرْآَنُ عِنْدَ هَؤُلَاءِ لِلْبَرَكَةِ فَقَطْ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُسَهِّلَ اللهُ لَهُمْ اَمْرَهُمْ كَمَا يَزْعُمُون، وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ: اَللهُ يُسَهِّلُ لَكُمْ اُمُورَكُمْ نَعَمْ؟ لَكِنْ بِاتِّبَاعِهِ، وَلَيْسَ بِتِلَاوَتِهِ فَقَطْ ، نَعَمْ اَخِي{فَلَااُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُوم(وَالْمَوَاقِعُ جَمْعُ مَوْقِع، وَالْمَوْقِعُ هُوَ مَوْقِعُ الْمَنْزِلِ اَوْ مَوْقِعُ الْمَنَازِلِ الَّتِي تَسِيرُ فِيهِ النُّجُوم{فَلَااُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُوم(وَقَرَاَ حَمْزَةُ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَالْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُمْ{فَلَااُقْسِمُ بِمَوْقِعِ النُّجُوم(بِالْمُفْرَدِ بَدَلَ الْجَمْعِ، نَعَمْ اَخِي: وَقِرَاءَةُ مَوْقِع، وَالْقِرَاءَةُ الْاُخْرَى مَوَاقِع، كِلَاهُمَا قِرَاءَتَانَ صَحِيحَتَانِ مَشْهُورَتَانِ مُتَوَاتِرَتَان، نَعَمْ اَخِي: وَمِنْ حَيْثُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ تَصِحُّ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ اَيْضاً، فَحِينَمَا نَدْعُو لِاثْنَيْنِ اَوْ ثَلَاثَةِ اَمْوَاتٍ فِيصَلَاتِنَا عَلَى جَنَازَتِهِمْ دَفْعَةً وَاحِدَةً بِقَوْلِنَا اَللَّهُمَّ اَبْدِلْهُمْ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِمْ، فالْمَعْنَى هُنَا اَيْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ اجْعَلْ لَهُ يَارَبُّ دَاراً، نَعَمْ اَخِي: وَمِنَ الْجَائِزِ اَنْ نَقُولَ اَيْضاً: اَللَّهُمَّ اَبْدِلْهُمْ دِيَاراً خَيْراً مِنْ دِيَارِهِمْ بِالنَّظَرِ اِلَى الْمَجْمُوع، نَعَمْ اَخِي: بِالنَّظَرِ اِلَى الْجِنْسِ اَيْضاً كُلُّ وَاحِدٍ لَهُ دَارٌ خَاصَّةٌ بِهِ{فَلَااُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَاِنَّهُ(اُنْظُرْ اَخِي اِلَى التَّاْكِيدِ فِي كَلِمَةِ اِنَّهُ، فَاِنَّ تُفِيدُ التَّاْكِيدَ فِي الْقَسَم(وَاِنَّهُ لَقَسَمٌ(وَاللَّامُ اَيْضاً اَخِي فِي كَلِمَةِ لَقَسَمٌ تُفِيدُ التَّاْكِيد{وَاِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيم( يَالَطِيف! اُنْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الْاُسْلُوبِ الْقُرْآَنِيِّ الْعَجِيبِ، وَاِلَى هَذِهِ التَّوْكِيدَاتِ الْبَلَاغِيَّة، نَعَمْ اَخِي: اَبْلَغُ النَّاسِ وَاَفْصَحُهُمْ! رُبَّمَا يَحْتَاجُ اِلَى اَنْ يَكْتُبَ صَفْحَةً كَامِلَةً! لِيَجْلِبَ اَمْثَالَ هَذِهِ التَّاْكِيدَات! فَانْظُرْ اَخِي اِلَى الْقُرْآَنِ وَكَيْفَ جَلَبَهَا بِآَيَةٍ مُوجَزَةٍ وَآَيَاتٍ قَصِيرَةِ الْفَوَاصِل{فَلَااُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَاِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيم(نَعمْ اَخِي: اَلْقَسَمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ شَيْءٌ عَظِيمٌ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ النُّجُومَ فِيهَا فَوَائِدُ، وَكُلُّ مَافِي الْكَوْنِ فَوَائِدُهُ تَعُودُ اِلَى مَنْ اَخِي؟ وَاَقُولُ لَكَ اِلَى الْاِنْسَان، وَقَدْ يَسْتَعْمِلُ الْاِنْسَانُ الشَّيْءَ وَيَسْتَفِيدُ مِنْهُ وَهُوَ لَايَعْلَمُ بِجُزْئِيَّاتِهِ، نَعَمْ اَخِي: وَنَحْنُ نَسْتَفِيدُ مِنَ النُّجُومِ، وَمِنَ الْجَائِزِ اَنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَايَعْلَمُ مَاهِيَّةَ النُّجُومِ وَطَبِيعَتَهَا، وَنَحْنُ اَيْضاً نَسْتَفِيدُ مِنَ الْمَاءِ، وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ لَايَعْلَمُ اَنَّ الْمَاءَ يَتَكَوَّنُ مِنْ ذَرَّتَيْنِ مِنَ الْهِدْرُوجِين وَذَرَّةٍ مِنَ الْاُوكْسِجِين وَمَعَ ذَلِكَ نَشْرَبُهُ وَنَسْتَفِيدُ مِنْهُ، نَعَمْ اَخِي: وَنَحْنُ اَيْضاً نَسْتَعْمِلُ الرَّادْيُو، وَنَسْتَعْمِلُ التِّلْفَازَ، لَكِنْ لَانَفْهَمُ جُزْئِيَّاتِ الرَّادْيُو وَالتِّلْفِزْيُونِ اَوِ الْهَاتِفِ الثَّابِتِ اَوِ الْمَحْمُول، نَعَمْ اَخِي: فَالْاِنْسَانُ قَدْ يَنْتَفِعُ بِالشَّيْءِ دُونَ الْعِلْمِ بِجُزْئِيَّاتِهِ وَهَذَا مِنْ فَضْلِ اللهِ تَعَالَى عَلَيْنَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّنَا مَعَ النَّاسِ سَنَقَعُ فِي حَرَجٍ شَدِيدٍ اِذَا لَمْ نَسْتَطِعِ اسْتِعْمَالَ الرَّادْيُو وَالتِّلْفَازِ وَالْهَاتِفِ اِلَّا اِذَا دَرَسْنَا مِمَّا تَتَرَكَّبُ وَمِمَّا تَتَاَلَّفُ وَكَيْفِيَّةَ الْاِرْسَالِ وَالِاسْتِقْبَالِ وَكَيْفِيَّةَ الْبَثِّ مِنَ الْاِذَاعَةِ اِلَيْهَا عَبْرَ الْهَوَاءِ مُبَاشَرَةً، وَاِلَّا فَلَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْ هَذِهِ الْاَشْيَاءِ اِلَّا الْقِلَّةُ الْمُخْتَصُّونَ بِهَا، نَعَمْ اَخِي: فَاَنْتَ مِنْ نِعَمِ اللهِ تَعَالَى عَلَيْكَ تَسْتَفِيدُ مِنْ شَيْءٍ، وَمَعَ ذَلِكَ لَاتَعْرِفُ جُزْئِيَّاتِ هَذَا الشَّيْء{فَلَااُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَاِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيم(نَعَمْ اَخِي: وَالْاَصْلُ فِي هَذِهِ الْآَيَةِ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَاِنَّهُ لَقَسَمٌ عَظِيم(فَجَاءَ سُبْحَانَهُ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ{لَوْ تَعْلَمُونَ(فَمَاذَا تُسَمَّى هَذِهِ الْجُمْلَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اِنَّهَا جُمْلَةٌ اعْتِرَاضِيَّةٌ اعْتَرَضَتْ بَيْنَ شَيْئَيْنِ مُتَلَازِمَيْنِ، وَهُمَا كَلِمَةُ لَقَسَمٌ، وَكَلِمَةُ عَظِيمٍ، لِمَاذَا؟ لِاَهَمِّيَّةِ الْاَمْرِ، وَالْمَعْنَى: اَنْتُمْ بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ تَعْلَمُوا وَاَنْ تُدْرِكُوا قَدْرَ طَاقَتِكُمْ سِرَّ خَلْقِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي هَذَا الْكَوْنِ، وَلِذَلِكَ{وَاِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيم( وَطَبْعاً هُوَ عَظِيمٌ، وَلِذَلِكَ اَخِي الَّذِينَ قَالُوا اِنَّ لَا تُفِيدُ التَّاْكِيدَ وَلَيْسَتْ نَافِيَةً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {لَااُقْسِمُ(قَالُوا؟ لِاَنَّهُ قَسَمٌ اَقْسَمَهُ اللهُ تَعَالَى وَحَصَلَ فِعْلاً مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَسَماً مُؤَكَّداً بِهَذِهِ الظَّوَاهِرِ الْكَوْنِيَّة، نَعَمْ اَخِي: اَحْيَاناً تَرَى الْكَلِمَةَ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ لَايَكُونُ لَهَا مَعْنىً وَاحِدٌ وَاِنَّمَا تَاْتِي بِعِدَّةِ مَعَانِي وَهَذَا مَايُسَمَّى بِالْمُشْتَرَكِ اللَّفْظِيِّ، بِمَعْنَى اَنَّ لَفْظاً وَاحِداً يَشْتَرِكُ فِي عِدَّةِ مَعَانِي، وَلِذَلِكَ اَخِي: اِذَا اَرَدْتَّ اَنْ تَعْرِفَ مَعْنَى كَلِمَةِ نَجْمٍ، فَاَوَّلُ مَايَنْصَرِفُ ذِهْنُكَ اَخِي، يَنْصَرِفُ فَوْراً اِلَى نُجُومِ السَّمَاء، لَكِنِ اعْلَمْ اَخِي: اَنَّ النَّجْمَ كَذَلِكَ يُطْلَقُ عَلَى النَّبَاتِ الَّذِي يَنْجُمُ مِنَ الْاَرْضِ وَلَاسَاقَ لَهُ وَلَاجِذْعَ مِثْلَ نَبَاتِ الْهَنْدُوبِي الْمَعْرُوف وَالْخِبَّيْزِي الْمَعْرُوف، فَهَذِهِ الْهِنِدْبِي وَالْخِبَّيْزِي تُسَمَّى نُجُوماً؟ لِاَنَّهَا تَنْجُمُ(تَنْبُتُ وَتَخْرُجُ( مِنَ الْاَرْضِ وَلَاسَاقَ وَلَاجِذْعَ لَهَا، نَعَمْ اَخِي: وَحِينَمَا يَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ(فَالنَّجْمُ هُنَا يُطْلَقُ عَلَى نَجْمِ السَّمَاءِ، وَيُطْلَقُ اَيْضاً بِمَعْنىً آَخَرَ عَلَى مَايَنْجُمُ(يَنْتُجُ اَوْ يَخْرُجُ( مِنَ الْاَرْضِ مِنْ نَبَاتٍ، وَكِلَا الْمَعْنَيَيْنِ صَحِيحَان(بِمَعْنَى اَنَّ الْكُلَّ يَخْضَعُ لِقَوَانِينَ وَنَوَامِيسَ وَضَعَهَا اللهُ تَعَالَى فِي هَذَا الْكَوْن، نَعَمْ اَخِي: وَقَدْ يُطْلَقُ النَّجْمُ عَلَى الْجُزْءِ مِنَ الْقُرْآَن ِ،فَنَقُولُ مَثَلاً: نَزَلَ الْقُرْآَنُ مُنَجَّماً اَيْ مُفَرَّقاً، بِمَعْنَى اَنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ دَفْعَةً وَاحِدَةً، تَشْبِيهاً لِلْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ بِالنُّجُومِ الْمُتَنَاثِرَةِ فِي السَّمَاءِ، وَالَّتِي تُضِيءُ اللَّيْلَ اِذَا كَانَتِ السَّمَاءُ صَحْواً وَاِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ غُبَارٌ وَلَااِشْعَاعَاتٌ كَمَا فِي اَيَّامِنَا، نَعَمْ اَخِي: وَقَدْ كَانَ النَّاسُ فِيمَا مَضَى فِي اَيَّام زَمَان، يَنْظُرُونَ اِلَى النُّجُومِ، وَيَرَوْنَهَا ظَاهِرَةً وَاضِحَةً مُتَلَاْلِئَةً فِي عَنَانِ السَّمَاء، وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا، فَهَلْ اَصْبَحَتْ اَبْصَارُنَا ضَعِيفَةً بَعْدَ اَنْ كَبِرْنَا وَلَمْ نَعُدْ نَرَى هَذِهِ النُّجُومَ جَيِّداً؟ هَلْ اَصْبَحَ الَّذِينَ يَضَعُونَ نَظَّارَاتٍ طِبِّيَّةً اَوْ مُقَرِّبَةً اَوْ مُبَعِّدَةً لَايَرَوْنَهَا جَيِّداً! لَا يَااَخِي نَحْنُ لَانَرَاهَا جَيِّداً؟ بِسَبَبِ التَّجَارِبِ الَّتِي تَحْدُثُ وَالْغَازَاتِ الَّتِي حَجَبَتْ عَنَّا رُؤْيَةَ هَذِهِ النُّجُوم، نَعَمْ اَخِي: وَقَدْ كُنَّا فِيمَا مَضَى قَبْلَ اَنْ تَحْدُثَ هَذِهِ التَّجَارِبُ، نَجْلِسُ فِي الصَّيْفِ، وَنَرَى النُّجُومَ تَتَرَاقَصُ فِي السَّمَاءِ الزَّرْقَاء، نَعَمْ اَخِي: تَشْبِيهُ الْقُرْآَنِ بِالنُّجُومِ، فِيهِ رَفْعٌ لِشَاْنِ هَذَا الْقُرْآَن ِالْعَظِيمِ الَّذِي يَتَلَاْلَاُ فِي ظُلُمَاتِ الْجَاهِلِيَّةِ؟ لِيُبَدِّدَهَا، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْقُرْآَنُ نَجْماً، نَعَمْ اَخِي: حَتَّى النَّاسُ الْمَشْهُورُونَ مِنَ الرَّاقِصِينَ وَالْمُغَنِّينَ فَيُسَمُّونَهُمْ اَيْضاً نُجُوم! وَاَمَّا نَحْنُ فَنُسَمِّي الْعُلَمَاءَ وَنَقُولُ عَنْهُمْ اَنَّهُمْ نُجُومٌ فِي كُلِّ اَنْوَاعِ الْعُلُومِ الَّتِي يُفِيدُونَ الْمُجْتَمَعَ مِنْهَا، فَهَؤُلَاءِ نُجُوم، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ يُقَالُ فُلَانٌ اَفَلَ نَجْمُهُ، بِمَعْنَى غَابَ وَرَاحَتْ وَذَهَبَتْ اَيَّامُهُ، نَعَمْ اَخِي: وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ كَلِمَةَ نَجْمٍ، تُسْتَعْمَلُ لِعِدَّةِ مَعَانِي، نَعَمْ اَخِي: فَحِينَمَا اسْتَعْمَلَ سُبْحَانَهُ مَوَاقِعَ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ، ذَكَرَ الْقُرْآَنَ الْكَرِيمَ، فَاَقْسَمَ بِالنُّجُومِ، فَمَاهُوَ الْمُقْسَمُ عَلَيْهِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: هُوَ الْقُرْآَنُ، وَلِذَلِكَ حَصَلَ تَنَاسُبٌ بَيْنَ الْقَسْمِ وَ بَيْنَ الْمُقْسَمِ عَلَيْهِ، بِمَعْنَى اَنَّ الْقَسَمَ جَاءَ مُنَاسِباً لِلْمُقْسَمِ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَلَااُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَاِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيم، اِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيم(نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ قُرْآَن فِي الْآَيَةِ الْكَرِيمَة، هِيَ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى مَقْرُوء، اَيْ يُقْرَاُ اِلَى قِيَامِ السَّاعَة، وَلِذَلِكَ اَخِي تَرَى اَنَّهُ كُلَّمَا تَقَدَّمَ الزَّمَنُ، شَاعَتْ تِلَاوَةُ الْقُرْآَنِ اَكْثَرَ فَاَكْثَرَ رَغْماً عَنْ كُلِّ مَنْ يُحَارِبُهُ، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ تَرَى فِي اَيَّامِنَا كُلَّ الْجَبَهَاتِ اَوْ اَكْثَرَهَا مُتَّجِهَةً لِمُحَارَبَةِ الْقُرْآَن ِالْكَرِيمِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّكَ تَرَى فِي الرَّادْيُو اِذَاعَاتٍ خَاصَّةً لِلْقُرْآَن ِ،وَفِي التِّلْفَازِ اِذَاعَاتٍ خَاصَّةً مُرَافِقَةً اَيْضاً لِلْبَثِّ الْمَرْئِيّ، وَفِي الْاِنْتِرْنِتِّ اَيْضاً وَالْيُوتْيُوب، وَهُنَاكَ اَيْضاً تَسْجِيلَاتٌ صَوْتِيَّةٌ، وَكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَحْفُوظَاتِ رَغْمَ اَنَّهُ يُحَارَبُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ رَبَّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، يُرِيدُ اَنْ يَتَحَدَّى هَؤُلَاءِ جَمِيعاً بِقَوْلِهِ{اِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ، وَاِنَّا لَهُ لَحَافِظُون(نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ اِذَا رَاَيْتَ خَفِيفَ الْعَقْلِ يَجْمَعُ مِنَ الْمَصَاحِفِ وَيُحْرِقُهَا اَوْ يَدُوسُ عَلَيْهَا، فَاعْلَمْ اَنَّهُ سَتُطْبَعُ مَلَايِينُ مِنَ الْمَصَاحِفِ عِوَضاً عَمَّا اَحْرَقَهُ اَوْ دَاسَ عَلَيْهِ، وَلِذَلِكَ اَخِي: اُنْظُرْ اِلَى عَظَمَةِ هَذَا الْقُرْآَنِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ كَلَامُ اللهِ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ الَّذِي اَرَادَ لِكَلَامِهِ اَنْ يَبْقَى ثَابِتاً اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، وَلِذَلِكَ{اِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيم( نَعَمْ اَخِي: وَالْكَرِيمُ هُوَ الَّذِي لَاحَدَّ لِعَطَائِهِ، وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنْ تَكُونَ اَخِي كَرِيماً يَوْماً ثُمَّ تُصْبِحَ بَخِيلاً فِي يَوْمٍ آَخَر، لَا يَااَخِي فَمَنْ يَتَّصِفُ بِالْكَرَمِ يَبْقَى كَرِيماً، فَمَابَالُكَ اَخِي بِالْكَرِيمِ الَّذِي هُوَ الله، وَمَابَالُكَ بِالْقُرْآَنِ الَّذِي اَكْرَمَنَا اللهُ تَعَالَى بِهِ، نَعَمْ اَخِي: رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، اَكْرَمَنَا بِالْقُرْآَنِ، وَلِذَلِكَ عَطَاءُ الْقُرْآَنِ لَايَكُونُ لِزَمَنٍ مُعَيَّنٍ فَحَسْبُ، وَاِنَّمَا صَالِحٌ عَطَاؤُهُ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَان، وَمَعَ ذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ اِذَا ذَكَرْتَ الْقُرْآَنَ اَوِ الْاِسْلَامَ عَلَى مَسْمَعٍ مِنْ سُفَهَاءِ النَّاسِ، فَاِنَّهُمْ يَنْهَقُونَ كَالْحَمِيرِ بِقَوْلِهِمْ! هَلْ تُرِيدُ اَنْ تُرْجِعَنَا اِلَى اَيَّام زَمَان! وَاِلَى اَيَّامِ النَّاقَةِ وَالْجَمَل! وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء! وَمَنْ قَالَ لَكُمْ اَنَّ الْقُرْآَنَ الْكَرِيمَ جَاءَ مِنْ اَجْلِ النَّاقَةِ وَالْجَمَلِ فَقَطْ؟ نَعَمْ نَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّهُ حِينَمَا نَزَلَ الْقُرْآَنُ، كَانَ هُنَاكَ جَمَلٌ، وَكَانَتْ هُنَاكَ نَاقَةٌ، وَلَكِنَّ مُعْجِزَتَهُ اَنَّ عَطَاءَهُ يَبْقَى مُسْتَمِرّاً اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، وَلَيْسَ مَقْصُوراً عَلَى مَاتُغْمِضُونَ فِيهِ اَعْيُنَكُمْ مِنَ النَّاقَةِ وَالْجَمَلِ وَرُبَّمَا بِازْدِرَاءٍ وَقِحٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{اَفَلَا يَنْظُرُونَ اِلَى الْاِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ(وَلَيْسَ مَقْصُوراً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ، وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءَ يُشِيعُونَ بَيْنَ النَّاسِ اَنَّ الْقُرْآَنَ يُرِيدُ اَنْ يُرْجِعَنَا مَعَ عَقَارِبِ السَّاعَةِ اِلَى الْوَرَاءِ لِنَرْكَبَ عَلَى النَّاقَةِ وَالْجَمَلِ وَنَاْبَى الرُّكُوبَ فِي السَّيَّارَةِ وَنَضْطَّهِدَ الْمَرْاَةَ وَنَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا مِنَ التَّخَلُّفِ وَالرَّجْعِيَّةِ اللَّاحَضَارِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَكُلُّ هَذِهِ الْاَرَاجِيفِ يُخَوِّفُونُ بِهَا غَيْرَ الْمُسْلِمِينَ وَيُحَذِّرُونَهُمْ مِنَ الْاِسْلَامِ وَاَنَّ الْاِسْلَامَ مَاجَاءَ اِلَّا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَضْطَّهِدَهُمْ! وَكُلُّ هَذَا كَذِبٌ وَبُهْتَانٌ عَظِيمٌ وَافْتِرَاءٌ عَلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْقُرْآَنَ جَاءَ لِيُعِزَّ وَيُكْرِمَ ابْنَ آَدَمَ سَوَاءً كَانَ مُسْلِماً اَوْ غَيْرَ مُسْلِم، وَلِذَلِكَ اَخِي: هَلْ قَالَ اللهُ سَبْحَانَهُ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا الْمُسْلِمِينَ فَقَطْ؟ اَمْ قَالَ {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَم(مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ مِنَ الْيَهُودِ وَالْمَسِيحِيِّينَ وَالْمَجُوسِ وَالْبُوذِيِّينَ وَالسِّيخ اِلَى آَخِرِ مَاهُنَالِكَ مِنْ اَنْوَاعٍ مُتَعَدِّدَة، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْقُرْآَنَ مَاجَاءَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُهِينَ اَحَداً اَبَداً اِلَّا مَنْ يُرِيدُ اَنْ يُحَارِبَهُ، وَهَذِهِ هِيَ سَمَاحَةُ الْاِسْلَامِ مُجْتَمِعَةٌ مَعَ قُوَّتِهِ، وَلَايُمْكِنُ اَنْ يَاْتِيَ الْقُرْآَنُ بِالْمَحَبَّةِ وَالْمُسَامَحَةِ مِنْ دُونِ الْقُوَّةِ عَلَى اَعْدَائِهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْقَلْبَ الضَّعِيفَ اِذَا اَرَادَ اَنْ يُحِبَّ وَيُسَامِحَ ، فَاِنَّهُ لاَيَسْتَطِيعُ اَنْ يَصْمُدَ طَوِيلاً اَمَامَ هَذَا الْحُبِّ وَالتَّسَامُحِ، وَقَدْ يَتَوَقَّفُ عَنْ خَفَقَانِ الْحُبِّ وَالْمُسَامَحَةِ فِي اَيِّ لَحْظَة، وَلِذَلِكَ لَايُمْكِنُ لِلْاِسْلَامِ اِذَا كَانَ ضَعِيفاً اَنْ يَسْتَمِرَّ فِي هَذَا الْحُبِّ وَالتَّسَامُحِ الَّذِي يَتَشَدَّقُ بِهِ الْخَنَازِيرُ الصُّلْبَانُ الْخَوَنَةُ زَاعِمِينَ اَنَّهُمْ اَكْثَرُ تَسَامُحاً مِنَ الْمُسْلِمِين! فَاِذَا كَانُوا فِعْلاً اَكْثَرَ تَسَامُحاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ! فَلِمَاذَا يَمْنَعُونَ اَصْحَابَ الْقُلُوبِ الضَّعِيفَةِ! وَلِمَاذَا يُحَذِّرُونَهُمْ مِنْ خَطَرٍ كَبِيرٍ عَلَى حَيَاتِهِمْ وَعَلَى قُلُوبِهِمُ الضَّعِيفَةِ مِنْ عَدَمِ تَحَمُّلِهَا لِمُمَارَسَةِ الْحُبِّ الْمُتَسَامِحِ الْاَحْمَقِ الْاَرْعَنِ الْاَعْمَى الَّذِي يُرِيدُونَهُ لِلْبَشَرِيَّةِ بِرَحْمَتِهِمْ لِلْمُجْرِمِ وَتَجَاهُلِهِمْ لِلضَّحِيَّة! نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{فِي كِتَابٍ مَكْنُون( وَالْمَكْنُونُ هُوَ الْمَحْفُوظ ، وَالْكِتَابُ الْمَكْنُونُ قَدْ يَكُونُ هُوَ اللَّوْحَ الْمَحْفُوظَ فِي السَّمَاءِ فِي عَالَمِ الْغَيْب، نَعَمْ اَخِي: وَقَدْ يَكُونُ الْكِتَابُ الْمَكْنُونُ هُوَ مَانُسَمِّيهِ بِالْمُصْحَفِ الَّذِي يَحْفَظُ الْقُرْآَنَ بَيْنَ دَفَّتَيْهِ وَيَحْفَظُهُ اللهُ سَبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنَ التَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيل، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الِاسْتِعْمَارَ الْبَرِيطَانِيَّ فِي الْهِنْدِ وَبَاكِسْتَانَ، طَبَعَ الْمَصَاحِفَ! فَجَاؤُوا اِلَى آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ الْقُرْآَنِ، وَانْتَزَعُوا مِنْهَا حَرْفَ الْجَرِّ وَضَمِيرَهُ الْمُتَّصِلَ وَهِيَ كَلِمَةُ مِنْكُمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَطِيعُوا اللهَ وَاَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاُولِي الْاَمْرِ مِنْكُمْ(فَحَذَفُوا كَلِمَةَ مِنْكُمْ لِمَاذَا؟ حَتَّى يَتَوَهَّمَ الْمُسْلِمُونَ اَنَّهُ حَتَّى وَلَوْ كَانَ وَلِيُّ الْاَمْرِ بَرِيطَانِيّاً فَيَجِبُ عَلَيْكُمْ طَاعَتُهُ اَيُّهَا الْمُسْلِمُون، نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ هَلْ نَجَحُوا فِي ذَلِك؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لَا لَمْ يَنْجَحُوا، بَلْ فَوْراً ظَهَرَ ذَلِكَ عَلَى حَقِيقَتِهِ، وَلِذَلِكَ{اِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ(مَحْفُوظٍ{لَايَمَسُّهُ اِلَّا الْمُطَهَّرُون(نَعَمْ اَخِي: فَمَنْ هُمُ الْمُطَهَّرُونَ هَؤُلَاء؟ نَعَمْ اَخِي: اَقُولُ لَكَ اَوَّلاً اِنَّ الْقُرْآَنَ لَمْ يَقُلْ لَايَمَسُّهُ اِلَّا الْمُتَطَهِّرُونَ، وَاِنَّمَا قَالَ{الْمُطَهَّرُون(فَحِينَمَا يَكُونُ الْاِنْسَانُ مُطَهَّراً فَهُوَ بِمَعْنَى اَنَّ تَطْهِيرَهُ لَيْسَ ذَاتِيّاً بَلْ غَيْرُهُ هُوَ الَّذِي طَهَّرَهُ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الْمُتَطَهِّرُ فَهُوَ الَّذِي طَهَّرَ نَفْسَهُ، وَلِذَلِكَ جُلُّ الْعُلَمَاءِ(مُعْظَمُهُمْ( عَلَى اَنَّ الْمُطَهَّرِينَ هُنَا فِي الْآَيَةِ هُمُ الْمَلَائِكَة؟ لِاَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يَدَّعُونَ اَنَّ الْقُرْآَنَ الْكَرِيمَ نَزَلَ بِهِ الشَّيَاطِين{وَمَاتَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ، اِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُون(وَهَذَا مَاسَنَعْرِفُهُ اِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى فِي مُشَارَكَةٍ قَادِمَةٍ، وَاَمَّا الْآَنَ فَنَسْتَكْمِلُ الشَّرْحَ لِرِسَالَةِ الْعَلَّامَةِ ابْنِ قُدَامَةَ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا :كُلُّ مَاجَاءَ فِي الْقُرْآَنِ، وَصَحَّ عَنِ الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، مِنْ صِفَاتِ الرَّحْمَنِ، وَجَبَ الْاِيمَانُ بِهِ وَتَلَقِّيهِ بِالتَّسْلِيمِ وَالْقَبُولِ، وَتَرْكِ التَّعَرُّضِ لَهُ بِالرَّدِّ وَالتَّاْوِيلِ وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيل، وَمَااَشْكَلَ مِنْ ذَلِكَ وَجَبَ اِثْبَاتُهُ لَفْظاً وَتَرْكُ التَّعَرُّضِ لِمَعْنَاه، وَنَرُدُّ عِلْمَهُ اِلَى قَائِلِهِ، وَنَجْعَلُ عُهْدَتَهُ عَلَى نَاقِلِهِ؟ اتِّبَاعاً لِطَرِيقِ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ الَّذِينَ اَثْنَى اللهُ عَلَيْهِمْ فِي كِتَابِهِ الْمُبِينِ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا(وَقَالَ فِي ذَمِّ مُبْتَغِي التَّاْوِيلِ الْمُتَشَابِهِ تَمْثِيلُهُ{فَاَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَاْوِيلِهِ، وَمَايَعْلَمُ تَاْوِيلَهُ اِلَّا الله( فَجَعَلَ ابْتِغَاءَ التَّاْوِيلِ عَلَامَةَ الزَّيْغِ وَقَرَنَهُ بِابْتِغَاءِ الْفِتْنَةِ فِي الذَّمِّ، ثُمَّ حَجَبَهُمْ عَمَّا اَمِلُوهُ، وَقَطَعَ اَطْمَاعَهُمْ عَمَّا قَصَدُوهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَايَعْلَمُ تَاْوِيلَهُ اِلَّا الله( نَعَمْ اَخِي: اِنْتَهَى كَلَامُ الْمَقْدِسِيِّ رَحِمَهُ الله، وَفِيهِ بَيَان لِلْاَصْلِ الْاَوَّلِ اَلَا وَهُوَ اَنَّ اَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، تَمَيَّزُوا عَنْ غَيْرِهِمْ بِالتَّسْلِيمِ لِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنَ الْقُرْآَنِ الْعَظِيمِ وَمِنْ سُنَّتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، فَسُنَّةُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَحْيٌ، وَالْقُرْآَنُ كَلَامُ اللهِ جَلَّ وَعَلَا، فَمَااَتَانَا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَجَبَ اعْتِقَادُهُ، وَالتَّسْلِيمُ لَهُ، وَتَصْدِيقُهُ فِي الْاَخْبَارِ، وَاتِّبَاعُهُ فِي اَمْرِهِ وَالنَّهْيِ وَالْاَحْكَام، نَعَمْ اَخِي: وَهَاهُنَا ذَكَرَ الْمُؤَلِّفُ اَنَّ مَااَشْكَلَ مِنْ نُصُوصٍ وَجَبَ الْاِيمَانُ بِهِ لَفْظاً وَتَرْكُ التَّعَرُّض ِلِمَعْنَاهُ؟ وَهَذَا لِاَنَّ اَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ قَالُوا: اِنَّ النُّصُوصَ نُصُوصَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَاضِحَةٌ بَيِّنَة؟ لِاَنَّ اللَهَ تَعَالَى اَنْزَلَ كِتَابَهُ وَجَعَلَهُ وَاضِحاً بَيِّناً بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين، وَجَعَلَهُ مُحْكَماً كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{اَلِفْ لَامْ رَاء، كِتَابٌ اُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِير( فَجَعَلَ جَلَّ وَعَلَا كِتَابَهُ كُلَّهُ مُحْكَماً، نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ مُحْكَماً بِمَعْنَى بَيِّناً وَاضِحاً لَايَسْتَبْهِمُ مَعْنَاهُ وَلَايَغْمُضُ مَادَلَّ عَلَيْهِ عَلَى النَّاس، نَعَمْ اخي: كَذَلِكَ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ اَنَّ كِتَابَهُ مُتَشَابِهٌ فَقَالَ عَزَّ وَجَلّ {اَللهُ نَزَّلَ اَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً(فَجَعَلَهُ كُلَّهُ مُتَشَابِهاً! وَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَفِي آَيَةِ آَلَ عِمْرَانَ، جَعَلَ جَلَّ وَعَلَا{مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ اُمُّ الْكِتَابِ وَاُخَرُ مُتَشَابِهَات(وَهَذَا يَعْنِي اَنَّهُ مِنْهُ مَاهُوَ وَاضِحٌ بَيِّنٌ، وَمِنْهُ مَاهُوَ مُتَشَابِهٌ مُشْتَبِه يَلْتَبِسُ اَوْ يَخْتَلِطُ مَعْنَاهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ، اَوْ لَايَفْهَمُونَهُ نِهَائِيّاً، اَوْ يَفْهَمُونَهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ! وَلَكِنَّهُمْ يَخْضَعُونَ لِاَهْوَائِهِمْ! وَ{يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ{وَجَحَدُوا بِهَا(بِآَيَاتِهِ{ ظُلْماً وَعُلُوّاً، وَاسْتَيْقَنَتْهَا اَنْفُسُهُمْ( ثُمَّ يَزْعُمُونَ اَنَّ لِلْقُرْآَنِ مَفْهُوماً بَاطِنِيّاً وَمَفْهُوماً آَخَرَ ظَاهِرِيّاً؟ لِيُخْضِعُوا الْقُرْآَنَ بِالنَّتِيجَةِ لِاَهْوَائِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: فَكَيْفَ نَجْمَعُ بَيْنَ هَذِهِ الْآَيَاتِ الثَّلَاثِ الَّتِي يَرَاهَا الْجَاهِلُ مُتَنَاقِضَة؟ وَالْجَوَابُ اَنَّ الْمُؤَلِّفَ الْمَقْدِسِيَّ ذَكَرَ الْخُلَاصَةَ فِي هَذِهِ الْمَسْاَلَةِ، لَكِنْ تَحْتَاجُ اِلَى اِيضَاح، وَنَقُولُ فِي اِيضَاحِهَا: اِنَّ الْقُرْآَنَ مُحْكَمٌ كُلُّهُ، وَمُتَشَابِهٌ كُلُّهُ، وَمِنْهُ مُحْكَمٌ، وَمِنْهُ مُتَشَابِه، نَعَمْ اَخِي: وَالْاِحْكَامُ بِمَعْنَى الْوُضُوحِ وَالْبَيَان، وَهُوَ كُلُّهُ وَاضِحٌ بَيِّنٌ عَلَى جِنْسِ الْاُمَّةِ، وَقَدْ لَايَكُونُ وَاضِحاً بَيِّناً عَلَى كُلِّ اَحَدٍ اَوْ لِكُلِّ اَحَدٍ، وَلَكِنَّهُ وَاضِحٌ بَيِّنٌ لِجِنْسِ الْاُمَّةِ، وَلِذَلِكَ وَصَفَهُ بِاَنَّهُ مُتَشَابِهٌ بِقَوْلِهِ {اَللهُ نَزَّلَ اَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً(اَيْ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً، فَهَذَا اَمْرٌ وَهَذَا اَمْرٌ، وَهَذَا نَهْيٌ وَهَذَا نَهْيٌ، وَهَذَا خَبَرٌ وَهَذَا خَبَرٌ، وَهَذَا وَصْفٌ لِلْجَنَّةِ وَذَاكَ وَصْفٌ لِلْجَنَّةِ، وَهَذِهِ قِصَّةٌ لِنَبِيٍّ مِنَ الْاَنْبِيَاءِ وَهَذِهِ قِصَّةٌ لِلنَّبِيِّ نَفْسِهِ، وَهَكَذَا فَبَعْضُهُ يُشْبِهُ بَعْضاً، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الْقِسْمُ الثَّالِثُ، فَهُوَ مَاذُكِرَ فِي آَيَةِ آَلَ عِمْرَانَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَات(وَالْمَعْنَى اَنَّ بَعْضَهُ مُحْكَمٌ وَاضِحُ الْمَعْنَى بَيِّنُ الدَّلَالَةِ، وَبَعْضُهُ لَيْسَ كَذَلِكَ فَهُوَ مُشْتَبِهُ الْمَعْنَى وَمُشْتَبِهُ الدَّلَالَة، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الْمُشْتَبِهُ الْمَعْنَى وَالْمُشْتَبِهُ الدَّلَالَةِ، لَايُوجَدُ فِي الْقُرْآَنِ وَلَا فِي السُّنَّةِ عِنْدَ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ بِمَعْنَى التَّشَابُهِ الْمُطْلَقِ، بِمَعْنَى اَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى{وَاُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ( يُعْنَى بِهِ التَّشَابُهُ النِّسْبِيُّ الْاِضَافِيُّ، بِمَعْنَى اَنَّهُ يَشْتَبِهُ عَلَى بَعْضِ النَّاسِ دُونَ بَعْض، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا التَّشَابُهُ الْمُطْلَقُ بِحَيْثُ يُقَالُ هَذِهِ الْآَيَةُ مِنَ الْمُتَشَابِهِ اَوْ يُقَال{اَلِفْ لَام مِّيم هَذَا مِنَ الْمُتَشَابِهِ وَلَااَحَدَ يَعْلَمُ مَعْنَاهُ، فَهَذَا الْقَوْلُ خَاطِىءٌ غَيْرُ صَحِيحٍ وَلَايَقُولُ بِهِ اَهْلُ السُّنَّة، بَلْ اَهْلُ السُّنَّةِ يَقُولُونَ اَنَّهُ يُمْكِنُ اَنْ تُوجَدَ آَيَاتٌ تَشْتَبِهُ عَلَى بَعْضِ اَهْلِ الْعِلْمِ فَلَايُعْلَمُ مَعْنَاهَا مِنْ جِهَةِ هَذَا الْمُطَالِعِ الَّذِي يُطَالِعُهَا لَكِنْ لَيْسَ مِنْ جِهَةِ الْاُمَّةِ اَجْمَع، وَاِنَّمَا يَعْلَمُ بَعْضُ اَهْلِ الْعِلْمِ مَعْنَاهَا وَالْبَعْضُ الْآَخَرُ لَايَعْلَمُ الْمَعْنَى، وَلِهَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ حِينَمَا تَلَا هَذِهِ الْآَيَةَ قَال: اَنَا مِمَّنْ يَعْلَمُونَ تَاْوِيلَهَا، نَعَمْ اَخِي: فَحِينَمَا يُقَالُ هَذِهِ الْآَيَةُ مِنَ الْمُتَشَابِهِ، فَلَايُوجَدُ التَّشَابُهُ الْمُطْلَقُ الْمَحْجُوبُ عَنْ جَمِيعِ الْاُمَّةِ حَيْثُ لَايَعْلَمُ اَحَدٌ مَعْنَاه، بَلْ لَابُدَّ اَنْ يُوجَدَ فِي الْاُمَّةِ مَنْ يَعْلَمُ مَعْنَى كُلِّ نَصٍّ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْقُرْآَنَ نَزَلَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ لِيَهْتَدِيَ بِهِ النَّاسُ لَا لِيُعَمَّى بِهِ عَلَيْهِمْ وَكَذَلِكَ السُّنَّةُ الشَّرِيفَة، نَعَمْ اَخِي: فَلَايُوجَدُ نَصٌّ قُرْآَنِيٌّ اَوْ نَبَوِيٌّ يَسْتَبْهِمُ اَوْ يَخْفَى عَلَى جَمِيعِ اَهْلِ الْعِلْمِ اَوِ الْاُمَّة، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الْقَوْلُ وَهُوَ اَنَّهُ هُنَاكَ مَايَسْتَبْهِمُ عَلَى الْجَمِيعِ وَلَايَفْهَمُ مَعْنَاهُ الْجَمِيعُ هَذَا اِنَّمَا هُوَ قَوْلُ اَهْلِ الْبِدَع، نَعَمْ اَخِي: فَالْمُؤَلِّفُ الْعَلَّامَةُ ابْنُ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيُّ، قَسَّمَ النَّاسَ فِي غُمُوضِ الْمُتَشَابِهِ عَلَيْهِمْ اِلَى قِسْمَيْنِ بِاعْتِبَارِ بَعْضِ النَّاسِ لَابِاعْتِبَارِ الْجَمِيع فَقَال: اَلنُّصُوصُ نَتَلَقَّاهَا بِالتَّسْلِيمِ وَالِاعْتِقَادِ مِنْ غَيْرِ اَنْ نَرُدَّهَا اَوْ نُشَبِّهَ بِهَا اَوْ نُمَثِّل وَهَذَا فِي الْقِسْمِ الْاَوَّلِ وَهُوَ الْآَيَاتُ الْمُحْكَمَاتُ الْوَاضِحَات، نَعَمْ اَخِي فَمَا اشْتَبَهَ عَلَيْكَ وَجَبَ الْاِيمَانُ بِهِ لَفْظاً كَمَا يَقُولُ الْمُؤَلِّف، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا اللَّفْظُ الَّذِي ذَكَرَهُ فِي قَوْلِهِ وَجَبَ الْاِيمَانُ بِهِ لَفْظاً مِمَّا انْتُقِدَ عَلَى الْاِمَامِ مُوَفَّقِ الدِّينِ ابْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيّ، فَاِنَّهُ فِي هَذِهِ الْعَقِيدَةِ الْمُوجَزَةِ، اِنْتُقِدَتْ عَلَيْهِ ثَلَاثُ مَسَائِلَ وَهَذِهِ اَوَّلُهَا وَهِيَ قَوْلُهُ وَجَبَ الْاِيمَانُ بِهِ لَفْظاً، نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ يُمْكِنُ اَنْ يُخَرَّجَ كَلَامُهُ وَاَنْ نَحْمِلَ كَلَامَهُ عَلَى مَحْمَلٍ صَحِيح، وَكَانَ الْاَوْلَى بِهِ اَنْ يَقُولَ اَنَّ الْوَاجِبَ اَنْ نُؤْمِنَ بِهِ لَفْظاً وَمَعْنىً لَكِنْ اِذَا جَهِلْنَا الْمَعْنَى فَاِنَّنَا نُؤْمِنُ بِالْمَعْنَى عَلَى مُرَادِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا اَوْ عَلَى مُرَادِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَيَاْتِينَا مِنْ كَلِمَةِ الْاِمَامِ الشَّافِعِيِّ اَنَّهُ قَالَ آَمَنْتُ بِاللهِ وَبِمَا جَاءَ عَنِ اللهِ عَلَى مُرَادِ اللهِ وَآَمَنْتُ بِرَسُولِ اللهِ وَبِمَا جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَى مُرَادِ رَسُولِ الله، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الْاِيمَانُ فِي حَالِ جَهِلْتَ الْمَعْنَى، فَاِذَا جَهِلْتَ الْمَعْنَى فَاِنَّكَ تُؤْمِنُ بِاللَّفْظِ وَالْمَعْنَى، لَكِنَّ الْمَعْنَى عَلَى مُرَادِ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ، نَعَمْ اَخِي: وَوَجْهُ الِانْتِقَادِ الَّذِي انْتُقِدَ بِهِ الْاِمَامُ ابْنُ قُدَامَةَ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ، اَنَّهُ لَمْ يَفْطَنْ وَلَمْ يَنْتَبِهْ اِلَى اَنَّهُ يَجِبُ الْاِيمَانُ بِاللَّفْظِ وَالْمَعْنَى مِعاً، وَاَمَّا الْاِيمَانُ بِلَفْظٍ مُجَرَّدٍ عَنِ الْمَعْنَى، فَهَذَا هُوَ قَوْلُ اَهْلِ الْبِدَعِ الَّذِينَ يَقُولُونَ نَحْنُ نُؤْمِنُ بِاَلْفَاظِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ دُونَ اِيمَانٍ بِمَعَانِيهَا لِاَنَّ مَعَانِيَهَا قَدْ تَخْتَلِفُ! وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ مِنْ اَهْلِ الْبِدَعِ: كَلَامُكُمْ غَيْرُ صَحِيحٍ! بَلْ مَعَانِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ هِيَ عَلَى الْمَعْنَى الْعَرَبِيّ، فَالْقُرْآَنُ نَزَلَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ، وَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تَكَلَّمَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ، وَلِهَذَا وَجَبَ عَلَى النَّاسِ اَنْ يُؤْمِنُوا بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى مَاتَقْتَضِيهِ لُغَةُ الْعَرَبِ، وَعَلَى مَايَدُلُّ عَلَيْهِ اللِّسَانُ الْعَرَبِيُّ، وَهَذَا اَصْلٌ مِنَ الْاُصُول، لَكِنْ اَخِي اِذَا اشْتَبَهَ عَلَيْكَ الْمَعْنَى، فَمَثَلاً كَلِمَة فِي الْقُرْآَن ِمَاعَلِمْتَ مَعْنَاهَا، اَوْ حَدِيثاً اِمَّا فِي الصِّفَاتِ اَوْ فِي الْغَيْبِيَّاتِ لَمْ تَعْلَمْ مَعْنَاهُ، فَيَجِبُ عَلَيْنَا هُنَا اَخِي اَنْ نَقُولَ: نُؤْمِنُ بِهِ لَفْظاً وَمَعْنىً، بِمَعْنَى اَنَّ مَعْنَاهُ مَفْهُومٌ وَلَوْ لَمْ تَفْهَمْهُ(كَالدَّوَاءِ الْمَوُجُودِ لِمَرَضٍ مَا فِي مَكَانٍ مَا وَلَوْ لَمْ تَكْتَشِفْهُ( لَكِنْ عَلَى مُرَادِ اللهِ تَعَالَى وَمُرَادِ رَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا هُوَ الَّذِي جَاءَ فِي الْآَيَةِ حَيْثُ قَالَ تَعَالَى{فَاَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَاْوِيلِهِ، وَمَا يَعْلَمُ تَاْوِيلَهُ اِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا(نَعَمْ اَخِي فَهُنَا قَالَ{وَمَايَعْلَمُ تَاْوِيلَهُ اِلَّا الله(فَمَاذَا يُعْنَى بِهَذَا التَّاْوِيل؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اِذَا قُلْنَا اِنَّ كُلَّ آَيَةٍ لَابُدَّ اَنْ نَعْلَمَ مَعْنَاهَا، وَكُلَّ حَدِيثٍ لَابُدَّ اَنْ يُوجَدَ فِي الْاُمَّةِ مَنْ يَعْلَمُ مَعْنَاه، فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى اِذاً{وَمَايَعْلَمُ تَاْوِيلَهُ اِلَّا الله( وَالْجَوَابُ اَنَّ مَااَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى عَلَى قِسْمَيْنِ: اِمَّا اَنْ يَكُونَ اَخْبَاراً، وَاِمَّا اَنْ يَكُونَ اَحْكَاماً، نَعَمْ اَخِي: وَتَاْوِيلُ الْاَخْبَارِ يَكُونُ بِوُقُوعِهَا، وَاَمَّا تَاْوِيلُ الْاَحْكَامِ مِنَ الْاَمْرِ وَالنَّهْيِ فَيَكُونُ بِاِيقَاعِهَا وَمَايَنْتُجُ مِنْ تَجَاوُبِ النَّاسِ مَعَ اِيقَاعِهَا، نَعَمْ اَخِي فَقَوْلُهُ تَعَالَى هُنَا{وَمَايَعْلَمُ تَاْوِيلَهُ اِلَّا الله(يَعْنِي اَنَّ تِلْكَ الْاَخْبَارَ مَايَعْلَم تَاْوِيلَهَا اِلَّا الله؟ لِاَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ الَّذِي يَعْلَمُ حَقِيقَةَ مَاتَؤُولُ اِلَيْهِ، اَوْ يَعْلَمُ مَاتَؤُولُ اِلَيْهِ حَقِيقَةُ تِلْكَ الْاَلْفَاظِ وَتِلْكَ الْآَيَات، وَذَلِكَ اَنَّ التَّاْوِيلَ فِي الْقُرْآَن ِاَتَى بِمَعْنَيَيْنِ لَاثَالِثَ لَهُمَا، اَلْاَوَّلُ وَهُوَ التَّاْوِيلُ بِمَعْنَى مَاتَؤُولُ اِلَيْهِ حَقِيقَةُ الشَّيْءِ وَهَذَا كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {هَلْ يَنْظُرُونَ اِلَّا تَاْوِيلَه(يَعْنِي مَاتَؤُولُ اِلَيْهِ حَقِيقَةُ اَخْبَارِهِ وَاَحْكَامِهِ{يَوْمَ يَاْتِي تَاْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ(اَلْآَيَة(نَعَمْ اَخِي فَحَقِيقَةُ الْاَخْبَارِ مِنَ الصِّفَاتِ وَالْغَيْبِيَّاتِ تَؤُولُ(تُؤَدِّي( اِلَى ظُهُورِهَا، كَذَلِكَ حَقِيقَةُ الْاَحْكَامِ تَؤُولُ اِلَى ظُهُورِ اَثَرِ مَنْ تَمَسَّكَ بِهَا وَامْتَثَلَهَا اَوْ عَصَاهَا وَخَالَفَهَا وَهَذَا هُوَ الْمَعْنَى الْاَوَّل، وَاَمَّا الْمَعْنَى الثَّانِي فَهُوَ فَرْعٌ عَنْ هَذَا التَّاْوِيلِ وَهُوَ بِمَعْنَى التَّفْسِير بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ اَحَدِ صَاحِبَيْ يُوسُفَ فِي السِّجْنِ{قَالَ اَنَا اُنَبِّئُكُمْ بِتَاْوِيلِهِ فَاَرْسِلُون(فَكَلِمَةُ بِتَاْوِيلِهِ هُنَا بِمَعْنَى تَفْسِيرِ الرُّؤْيَا وَهَذَا مُرْتَبِطٌ بِالْمَعْنَى الْاَوَّلِ وَهُوَ الْحَقِيقَةُ الَّتِي تَؤُولُ اِلَيْهَا الرُّؤْيَا الْمُشَاهَدَة فِي الْوَاقِع، نَعَمْ اَخِي: فَقَوْلُهُ تَعَالَى {وَمَايَعْلَمُ تَاْوِيلَهُ اِلَّا الله(لَيْسَ هُوَ التَّاْوِيلُ الْحَادِثُ الَّذِي يَقُولُهُ بَعْضُ اَهْلِ الْاُصُولِ وَهُوَ صَرْفُ اللَّفْظِ عَنْ ظَاهِرِهِ الْمُتَبَادَرِ مِنْهُ اِلَى غَيْرِهِ بِسَبَبِ مُرَجِّحٍ اَوْ قَرِينَةٍ تَدُلُّ عَلَيْهِ، وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ لَا: هَذَا اِنَّمَا هُوَ اصْطِلَاحٌ حَادِث، وَاَمَّا التَّاْوِيلُ فِي الْقُرْآَنِ وَالسُّنَّةِ فَلَهُ مَعْنَيَانِ لَاغَيْر، نَعَمْ اَخِي فَقَوْلُهُ هُنَا{وَمَايَعْلَمُ تَاْوِيلَهُ اِلَّا الله(فَاِذَا كَانَ هَذَا الْعِلْمُ فِي آَيَاتِ الصِّفَاتِ وَوَقَفْنَا عَلَى هَذِهِ الْآَيَة، فَاِنَّنَا نُرِيدُ بِالتَّاْوِيلِ هُنَا مَاتَؤُولُ اِلَيْهِ حَقِيقَةُ الْاَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَهِيَ الْكَيْفِيَّة، بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَعْلَمُ الْكَيْفِيَّةَ وَهِيَ الْحَقِيقَةُ الَّتِي تَؤُولُ اِلَيْهَا آَيَاتُ الْاَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَالْاَحَادِيثُ الَّتِي فِيهَا الْاَسْمَاءُ وَالصِّفَاتُ لَايَعْلَمُهَا وَلَايَعْلَمُ كَيْفِيَّةَ اتِّصَافِ اللهِ بِهَا اِلَّا اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اِذَا اُرِيدَ بِالتَّاْوِيلِ مَعْنَى التَّفْسِيرِ لَا الْكَيْفِيَّة، فَاِنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ، يَعْلَمُونَ هَذَا التَّفْسِير، وَلِهَذَا فَاِنَّ طَائِفَةً مِنْ اَهْلِ الْعِلْمِ مِنَ السَّلَفِ يَرَوْنَ الْوَقْفَ عَلَى كَلِمَةِ الْعِلْمِ وَيَقُولُون{وَمَايَعْلَمُ تَاْوِيلَهُ اِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ(وَيَقِفُونَ هُنَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ يَعْلَمُونَ الْمَعْنَى، لَكِنْ لَايَعْلَمُونَ الْكَيْفِيَّة، نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا كَانَ الِاشْتِبَاهُ وَاقِعاً فِي الْمَعْنَى، كَانَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِمَّنْ يَعْلَمُون، وَاَمَّا اِذَا كَانَ الِاشْتِبَاهُ وَقَعَ فِي الْكَيْفِيَّةِ، فَيَكُونُ الْعِلْمُ هُنَا مَقْصُوراً عَلَى رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ سُبْحَانَهُ، وَهَذَا هُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَايَعْلَمُ تَاْوِيلَهُ اِلَّا الله( نَعَمْ اَخِي: وَلِهَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اَنَا مِمَّنْ يَعْلَمُ تَاْوِيلَهُ (اِذَا كَانِ الِاشْتِبَاهُ وَاقِعاً فِي الْمَعْنَى لَا فِي الْكَيْفِيَّة، وَنَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ وَاللهُ وَرَسُولُهُ اَعْلَم، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ، اَسْتَغْفِرُكَ وَاَتُوبُ اِلَيْك، وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ غصون، وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين



الموضوع الأصلي: وانه لقسم لو تعلمون عظيم || الكاتب: رحيق مختوم || المصدر: منتديات كوفي كوب

كلمات البحث

جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ، واجبات ، ملخصات ، ملازم ، أسئلة ، جامعة ، كوفي كوب





,hki grsl g, jugl,k u/dl





رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:50 PM.

أقسام المنتدى

الترحيب بأعضاء منتديات كوفي كوب الجدد @ المقهى الأداري ~ @ ,,مُـلْتٍـَقَـى ـآلْمُـٍشْرٍفِـيِـنْ ~ @ المقهى العام ~ @ .. خَارِجْ عَنْ القَانُون ~ @ صحيفة كوفي كوب الألكترونية Newspaper Coffee cup @ المـقهى الأسلامي ~ @ أناشيد - ترانيم @ المقهى الأدبي ~ @ خفقات ورق @ قافية شاعر @ المقهى التقني ~ @ H A R D disĸ @ .. мsи ~ @ .. طموح المتعلم ~ @ جنة الرحمن @ لكـٍ وله Cάfe ~ @ .. يُحْكَـى أَنـْ ~! @ المقهى الترفيهي ~ @ .. زاويه للتمرد ~ @ Cάfe gaℓℓeяy ~ .. @ .. شَغَبْ / لاَ " مُحْتَسـبْ ~" @ .. إِيتَكِيتْ /أُنثــــى ~ @ .. المُقْتَرحَاتْ والشَكَــاوي ~ @ Cάfe sport ~ @ المقهى الرياضي Sports cafe @ الرياضة العالمية World Sports @ .. عزيزنا العميلْ ~ @ المقهى الرمضاني @ الحوار والنقاش الجاد @ مساحه بلا قيود @ .. بَرِسْتِيْج رَجُل ~ @ مقهى مالذ و طاب @ ..أخبارنا ~ @ مقهى الركن الهادئ Corner Cafe Pacific @ ~ Cάr,s Cάfe @ .. بُقْعـة ضَـــوءْ ~ @ مقهى اليوم الوطني @ Cόғғee cυp ~ @ Coffee cup للسفر والسياحه ~ @ الرياضة الخليجية والعربية Gulf and Arab sports @ مقهى الصحة العامة Public Health Café @ دورة كأس الخليج @ ..Mms..°؛ @ ..Sms..°؛ @ الجنادرية @ المقهى التعليمي ~ @ أخبار التعليم @ تحاضير المعلمين والمعلمات @ دورة الفوتوشوب الأولى adobe photoshop @ فعاليات ومسابقات الكوفيين @ مقهى رِيشـَة مُبْدِعْ ~ @ حقيبة المصممـ @ معرض تصاميمك @ مدرسة الفوتوشوب والأمج ردي ...! |~ @ كأس القارات @ طلب الإعلان في منتديات كوفي كوب @ صادوه @ كشكول كوفي @ دوري أبطال الخليج (خليجي 27 للأندية) @ دوري أبطال اوروبا SHAMPIONS LEAGUE @ بطولة كأس العالم للشباب @ تطويــر الــــذات ~ @ اللغة الانجليزية English Lnaguage @ قهوة الأعضاء @ يوميات أعضاء الكوفي كوب @ Windows Live Messenger @ بلاك بيري BlackBerry @ آي فون- آيباد - آيبود Ipod - Iphone - Ipad @ العضوية الماسية @ كأس الأمم الأفريقية @ المواضيع المميزة @ الدورة الماسنجرية الأولى @ الأحاديث الضعيفة والروايات المكذوبة @ كأس العالم world cup @ أدوات المطبخ Kitchenware @ الأطباق الرئيسية Main Dishes @ الحلويات sweets @ المعجنات pastry house @ المقبلات والسلطات والشوربات Soups& Appetizers & Salad @ المشروبات الساخنه والبارده Hot & Cold Beverages @ طبخ بيد أعضاء كوفي كوب Cooking Made by Coffee Cup Member @ Coffee Girls @ فاشن وأزياء Fashion @ مكياج وعطورات Makup - Perfumes @ إكسسوارات Accessories @ العناية بالبشرة والشعر والجسم Skin - Body - Hair Care @ الأمومة والطفولة Childhood and Motherhood @ فلسفة بنات Philosophy OF Woman @ مقهى مالذ و طاب @ كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية @ بطولة النخبة الدولية - أبها @ مقهى الركن الهادئ Corner Cafe Pacific @ فعاليات ومسابقات الكوفي الرمضانية @ ختم القرآن @ تهاني الألفيات @ الديكورات Decoration @ الأثاث المنزلي Furniture @ الأكسسوارات المنزلية Home Accessorys @ الإضاءة Lighting @ الحدائق المنزلية Home Landscaping @ دورات المياه والمسابح Swimmig Pools - W.S -Baths @ تنظيم المنزل Outdoor Decorstion @ كأس العالم للأندية Club World Cup @ اعْتِرَافَاتِ كُوْفٍـــيُـ / ـــهِ @ كأس آسيا - Asian Cup @ أرشيف قسم ملتقى المشرفين @ دورة وسائط كوفي كوب Cycle modes Coffee cup @ دوري أبطال آسيا 2011 @ الروايات بخط الأعضاء @ الروايات الطويلة @ هذيان ورق @ كأس الخليج للناشئين @ نبض الحروف @ الدورات والدروس الحصرية على الكوفي كوب @ دورة الألعاب الرياضية الخليجية الأولى - بحرين 11 - BAHRAIN 11 @ يوتيوب كوفي كوب You Tube coffee cup @ جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل - جامعة الدمام سابقاً - التعليم عن بعد @ ذوي الاحتياجات الخاصه Special Education @ بطولة أمم أوروبا 2012 EURO @ التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم @ كأس العرب لكرة القدم - السعودية 2012 ARAB CUP @ المقهى الرمضاني @ أجوبة مسابقة الكوفي كوب الرمضانية @ كأس الاتحاد العربي للأندية 2012/2013 @ ASK ME @ أرشيف مواضيع اليوم الوطني @ التعليم عن بعد والتعليم الألكتروني - جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل - جامعة الدمام سابقاً @ تخصص إدارة أعمال @ المستوى الأول @ تخصص علم إجتماع و دراسات إسلامية @ المستوى الأول - المستوى الثاني @ المستوى الثالث @ المستوى الخامس @ المستوى الثالث - المستوى الرابع @ المستوى الخامس - المستوى االسادس @ تجمعنا @ المستوى السابع @ المستوى السابع - المستوى الثامن @ تجمعنا @ 1 @ الإستفسارات و الإستشارات لتسجيل الطلاب الجدد في جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل - جامعة الدمام سابقاً @ الإعلانات الدينية @ المستوى الثاني @ المستوى الرابع @ المستوى السادس @ المستوى الثامن @ أخبار التقديم والتسجيل والقبول في الجامعات والكليات والمعاهد @ الدورات والدروس الحصرية على الكوفي كوب @ منتدى الوظائف والدورات التدريبية @ منتدى الوظائف الشاغرة @ منتدى الدورات التدريبية @ برامج التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لمرحلة الدبلوم جامعة الملك فيصل @ جامعة الملك فيصل - برامج التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لمرحلة الدبلوم @ تخصص الإدارة العامة @ تخصص التسويق والمبيعات @ تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الأول - تخصص الادارة العامة @ المستوى الأول - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الأول - تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الثاني - تخصص الادارة العامة @ المستوى الثاني - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الثاني- تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الثالث - تخصص الادارة العامة @ المستوى الثالث - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الثالث - تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الرابع - تخصص الادارة العامة @ المستوى الرابع - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الرابع - تخصص المصرفية والتأمين @ مواقع التواصل الإجتماعي @ تويتر Twitter @ سناب شات Snabchat @ انستغرام Instagram @ فيسبوك facebook @ يوتيوب You Tube @ واتس أب Whats App @ تيك توك Tik Tok @ ثريدز THREADS @



جميع المواضيع والآراء تمثّل وجهة نظر كاتبها فقط ولا تمثّل منتديات كوفي كوب بأي شكل من الأشكال ما لم يوضّح غير ذلك
 
   

Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0