border=0>
         
 

العودة   منتديات كوفي كوب Coffee cup > المقهى الأداري ~ > .. خَارِجْ عَنْ القَانُون ~

.. خَارِجْ عَنْ القَانُون ~ لـِكُل جُرم عُقوبة ,, " للمُكـررْ / واللامرغوب "

ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا

اَلْحَمْدُ لَكَ يَارَبّ؟ لَيْسَ لَنَا سِوَاك نَحْمَدُكَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ؟ فَاكْشِفِ الْكَرْبَ عَنَّا يَااَلله؟ نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُه؟ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ اَنْفُسِنَا وَسَيِّآتِ اَعْمَالِنَا؟ وَنُوصِي اَنْفُسَنَا جَمِيعاً بِتَقْوَى

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-18-14, 11:36 PM
رحيق مختوم
كوفي جديد
رحيق مختوم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 8113
 تاريخ التسجيل : Apr 2013
 المشاركات : 46 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : رحيق مختوم has a little shameless behaviour in the past
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا



اَلْحَمْدُ لَكَ يَارَبّ؟ لَيْسَ لَنَا سِوَاك نَحْمَدُكَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ؟ فَاكْشِفِ الْكَرْبَ عَنَّا يَااَلله؟ نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُه؟ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ اَنْفُسِنَا وَسَيِّآتِ اَعْمَالِنَا؟ وَنُوصِي اَنْفُسَنَا جَمِيعاً بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ وَطَاعَتِه؟ وَنُحَذّرُهَا مِنْ مُخَالَفَتِهِ وَعِصْيَانِ اَوَامِرِه؟ لَهُ الْعُتْبَى حَتَّى يَرْضَى وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِه؟ وَنَبْدَاُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر؟ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير؟ رَبَّنَا لَاتَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا اِنَّكَ اَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم؟ وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين؟ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ؟ قَائِدُ الْاُمَّةِ وَهَادِيهَا اِلَى الْحَقِّ وَاِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيم؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمْ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الْكَرِيمِ؟ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ؟ وَعَلَى اَصْحَابِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِينِ؟ وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ؟ وَسَلّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله؟ وَطَنُنَا الْعَزِيز؟ وَطَنُنَا الْحَبِيب؟ وَطَنُنَا الَّذِي تَعَوَّدْنَا اَنْ نَعِيشَ فِيهِ اِخْوَةً مُتَحَابِّين؟ عَكَّرَ صَفْوَهُ عِصَابَاتٌ مُرْتَزَقَةٌ مُجْرِمَة؟ وَهَذِهِ الْعِصَابَاتُ اِذَا اَقْسَمْتُ بِاللهِ اَكُونُ صَادِقَة؟ اَنَّهَا لَاتَنْتَمِي اِلَى شَعْبِنَا اَبَداً؟ لِاَنَّ الشَّعْبَ السُّورِيَّ؟ تَعَوَّدَ اَنْ يَعِيشَ عِيشَةَ الْاِخَاءِ؟ وَاَلَّا يَرَى الدِّمَاءَ تُرَاق؟ فَبِاَيِّ آيَاتٍ كَرِيمَةٍ نَسْتَفْتِحُ مُشَارَكَتَنَا هَذِهِ؟ لَقَدْ رَاَيْتُ اَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ مِنْ اَوَائِلِ سُورَةِ الْقَصَصِ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى؟ اَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؟ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم{طَا سِي~~~~~مِّي~~~~~مْ{طَسِمِ؟ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِين؟ نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَاِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون؟ اِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْاَرْضِ وَجَعَلَ اَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ؟ يُذَبِّحُ اَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ؟ اِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِين؟ وَنُرِيدُ اَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ اَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين؟ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْاَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَاكَانُوا يَحْذَرُون(نَعَمْ اَخِي؟ هُنَا شَخْصِيَّتَان؟ اَلشَّخْصِيَّةُ الْاُولَى هِيَ شَخْصِيَّةُ فِرْعَوْنَ الَّذِي يُمَثّلُ الْمَلِكَ الْمُتَاَلّهَ فِي الْاَرْضِ عَلَى رَعِيَّتِهِ؟ ثُمَّ الشَّخْصِيَّةُ الثَّانِيَةُ وَهِيَ شَخْصِيَّةُ هَامَانَ الَّتِي تُمَثّلُ الْحَاشِيَةَ السُّوءَ الضَّالَّةَ الْمُضِلَّةَ الَّتِي تُزَيِّنُ لِفِرْعَوْنَ سُوءَ عَمَلِه؟ وَاَمَّا الشَّخْصِيَّةُ الثَّالِثَةُ فَفِي اَوَاخِرِ سُورَةِ الْقَصَص{اِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ؟ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا اِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ اُولِي الْقُوَّة؟ اِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَاتَفْرَحْ اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْفَرِحِين؟ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ؟ وَلَاتَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا؟ وَاَحْسِنْ كَمَا اَحْسَنَ اللهُ اِلَيْكَ؟ وَلَاتَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْاَرْضِ؟ اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْمُفْسِدِين؟ قَالَ اِنَّمَا اُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي؟ اَوَلَمْ يَعْلَمْ اَنَّ اللهَ قَدْ اَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ اَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَاَكْثَرُ جَمْعاً؟ وَلَايُسْاَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُون{فَيَارَبّ اِجْعَلْ بَاْسَكَ عَلَى الْقَوْمِ الْمُجْرِمِين؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَمَاذَا فَعَلَ فِرْعَوْن{اِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْاَرْضِ(اِسْتَعْلَى وَرَفَعَ نَفْسَهُ فَوْقَ قَدْرِهَا؟ نَعَمْ لَقَدْ عَلَا عَلَى بَنِي اِسْرَائِيلَ الْمُسْتَضْعَفِين؟ وَعَلَا عَلَى رَعِيَّتِهِ؟ بَلْ عَلَا عَلَى رَبِّهِ؟ فَمَاذَا قَالَ فِرْعَوْن{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَااَيُّهَا الْمَلَاُ مَاعَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ اِلَهٍ غَيْرِي(قَاتَلَكَ الله؟ هَلْ اَنْتَ الْاِلَهُ الْاَوْحَدُ يَافِرْعَوْنُ النَّجِسُ الْوَغْدُ الْحَقِير؟ لَابُدَّ اَنْ يُخْزِيَكَ الله{اَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْاَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي؟ اَفَلَا تُبْصِرُون؟ اَمْ (بَلْ {اَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ(مُوسَى{وَلَايَكَادُ يُبِين(اَخْزَاكَ اللهُ يَافِرْعَوْن؟ هَلْ مُوسَى هُوَ الْمَهِين؟ بَلْ اَنْتَ الْمَهِين اَيُّهَا السَّافِلُ الْمُنْحَطُّ الْقَذِر؟ وَاَمَّا مُوسَى فَهُوَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ؟ وَهُوَ رَسُولُ اللهِ الَّذِي قَالَ لَهُ رَبُّهُ{وَاَلْقِ مَافِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَاصَنَعُوا؟ اِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ؟ وَلَايُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ اَتَى(نَعَمْ اَخِي ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ؟ هَلْ وَقَفَ فِرْعَوْنُ عِنْدَ هَذَا الْحَدّ؟ بَلْ اِنَّهُ ارْتَفَعَ اَكْثَرَ فَاَكْثَرَ حَتَّى تَصَاعَدَ فِي ادِّعَاءِ الْاُلُوهِيَّةِ؟ حَتَّى قَالَ قَوْلَتَهُ الْمُنْكَرَةَ الْفَاجِرَةَ الْاَثِيمَةَ اللَّئِيمَةَ الَّتِي حَدَّثَ عَنْهَا الْقُرْآنُ الْكَرِيم{وَهَلْ اَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى؟ اِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوَى؟ اِذْهَبْ اِلَى فِرْعَوْنَ اِنَّهُ طَغَى؟ فَقُلْ هَلْ لَكَ اِلَى اَنْ تَزَكَّى؟ وَاَهْدِيَكَ اِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى؟ فَاَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى(مَاذَا قَالَ مُوسَى لِفِرْعَوْن؟ قَالَ لَهُ اِتَّقِ الله؟ اُعْبُدِ اللهَ وَحْدَهُ؟ فَاَنْتَ لَسْتَ اِلَهاً؟ فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِرْعَوْن{فَكَذَّبَ وَعَصَى؟ ثُمَّ اَدْبَرَ يَسْعَى؟ فَحَشَرَ فَنَادَى؟ فَقَالَ اَنَا رَبُّكُمُ الْاَعْلَى(فَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَة{فَاَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْاُولَى؟ اِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى(فَخُذْ يَارَبّ كُلَّ جُبَّارٍ مُتَكَبِّر؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة{اِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْاَرْضِ وَجَعَلَ اَهْلَهَا شِيَعاً(نَعَمْ اَخِي فِي الْمَدَارِسِ كَانَ اَصْحَابُ التَّبَعِيَّةِ لِلِاسْتِعْمَارِ وَاَذْنَابُهُ يُدَرِّسُونَنَا؟ اَنَّ الِاسْتِعْمَارَ شِعَارُهُ فَرِّقْ تَسُدْ؟ وَفِعْلاً فَاِنَّ فِرْعَوْنَ اَعْطَى دُرُوساً لِمَنْ سَيَاْتِي بَعْدَهُ مِمَّنْ يُمَاثِلُهُ؟ نَعَمَ{جَعَلَ اَهْلَهَا شِيَعاً(طَوَائِف؟ ثُمَّ اَوْغَرَ صَدْرَ كُلِّ طَائِفَةٍ عَلَى الطَّائِفَةِ الْاُخْرَى؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَنَحْنُ فِي سُورِيَّا؟ كُلُّنَا شَعْبٌ وَاحِدٌ؟ مَهْمَا اخْتَلَفَتْ مَشَارِبُنَا وَ مَذَاهِبُنَا وَاَدْيَانُنَا؟ فَكُلُّنَا شَعْبٌ وَاحِد؟ وَكُلُّنَا اُمَّةٌ وَاحِدَة؟ وَاَيُّ اِنْسَانٍ يُرِيدُ اَنْ يُثِيرَهَا طَائِفِيَّةً حَمْقَاءَ رَعْنَاءَ؟ فَاِنَّمَا يُمَثّلُ شَخْصِيَّةَ فِرْعَوْنَ بِذَاتِهِ حِينَمَا{جَعَلَ اَهْلَهَا شِيَعاً(لِمَاذَا؟ لِيُلْهِيَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ عَنْ ظُلْمِهِ وَفَسَادِهِ؟ حَتَّى لَايَهُزُّوا مُلْكَهُ وَعَرْشَهُ وَكَيَانَه؟ وَلَكِنْ اَيْنَ اللهُ مِنْ حِسَابَاتِ هَؤُلَاءِ وَاَمْثَالِهِمْ مِنَ الْقَيَاصِرَةِ وَالْاَكَاسِرَةِ وَالْاَبَاطِرَةِ وَالْمُقَوْقِسَةِ وَالْمُلُوكِ وَزُعَمَاءِ الْعَالَم؟ اَيْنَ كَانَ اللهُ مَلِكُ الْمُلُوكِ فِي حِسَابَاتِ فِرْعَوْنَ حِينَمَا كَانَ{يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ {يُقَتِّلُ اَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ{اِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِنَ الْمُسْرِفِين(فَكَانَ يَتَفَنَّنُ فِي تَعْذِيبِ النَّاسِ وَخَاصَّةً بَعْدَ اَنْ رَاَى مَنَاماً اَزْعَجَهُ؟ فَاسْتَشَارَ الْكَهَنَةَ فِي تَفْسِيرِهِ؟ فَطَالَعُوا كُتُبَهُمْ وَقَالُوا لَهُ سَيَظْهَرُ رَجُلٌ يَاْتِيكَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَعَلَى يَدَيْهِ يَكُونُ زَوَالُ مُلْكِكَ وَاُلُوهِيَّتِك؟ فَمَاذَا فَعَلَ الطَّاغِيَة؟ اَمَرَ بِقَتْلِ وَذَبْحِ الْاَبْنَاءِ مِنْ بَنِي اِسْرَائِيل؟ نَعَمْ لَقَدْ كَادَ لَهُمْ؟ وَكَانَ يَكِيدُ لَهُمْ كَيْداً خَطِيراً جِدّاً؟ وَلَكِنْ اَيْنَ كَانَ كَيْدُ اللهِ فِي حِسَابَاتِكَ يَافِرْعَوْن؟ اَيْنَ كَانَ كَيْدُ اللهِ فِي حِسَابَاتِكُمْ يَامَنْ تَسْكُتُونَ سُكُوتاً مُخْزِياً عَلَى مَايَحْصَلُ مِنْ ظُلْمٍ وَفَسَادٍ وَقَتْلٍ وَاِجْرَامٍ وَلَاتُحَرِّكُونَ سَاكِناً مِنْ اَجْلِ نُصْرَةِ الْاَبْرِيَاءِ الْمَظْلُومِينَ مِنْ اِخْوَانِكُمْ ضِدَّ الظَّالِمِينَ وَلَوْ كَانُوا مِنْ اَصْحَابِ مُحَمَّد؟ نَعَمْ لَقَدِ اسْتَنْفَرَ اللهُ الْكَوْنَ كُلَّهُ مِنْ اَجْلِ يَهُودِيٍّ مَظْلُومٍ لَيْسَ مِنْ اَصْحَابِ مُحَمَّد وَلَا مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّد؟ وَلَكِنَّهُ مُتَّهَمٌ ظُلْماً وَعُدْوَاناً بِتُهْمَةِ السَّرِقَةِ مِنْ اَصْحَابِ مُحَمَّد؟ وَاَمَّا اَنْتُمْ فَلَا تُحَرِّكُونَ سَاكِناً لِنُصْرَةِ اَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَلَوْ كَانُوا مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّد؟ فَتَبّاً لِزُعَمَاءِ الْعَرَبِ وَالْمُسْلِمِينَ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ لَايُبَالُون بِمُحَمَّدٍ وَلَا اَصْحَابِ مُحَمَّدٍ وَلَادِينِ مُحَمَّد؟ لِاَنَّهُمْ لاَيُدَافِعُونَ عَنْ اَحَدٍ مِنَ الْمَظْلُومِينَ مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّد وَلَايَنْصُرُونَهُمْ؟ بَلْ يَخْذُلُونَهُمْ وَيَخْذُلُونَ دِينَ مُحَمَّدٍ بِخُذْلَانِهِمْ لِمَنْ يَدِينُ بِدِينِ مُحَمَّد{اِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً؟ وَاَكِيدُ كَيْدَا؟ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ اَمْهِلْهُمْ رُوَيْدَا( نَعَمْ فَهَؤُلَاءِ وَاِنْ لَمْ يَكْفُرُوا بِدِينِ مُحَمَّد؟ وَلَكِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاَكْبَرِ نِعْمَةٍ اَنْعَمَهَا الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ عَلَيْنَا؟ اَلَا وَهِيَ نِعْمَةُ الْاُخُوَّةِ الْاِيمَانِيَّةِ؟ حِينَمَا خَذَلُوا اِخْوَانَهُمْ؟ بَلْ خَذَلُوا الْاِيمَانَ الَّذِي يَجْمَعُهُمْ؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَلَكِنَّ اللهَ رَعَا مُوسَى بِعِنَايَتِهِ وَصُنْعِهِ عَلَى عَيْنَيْهِ بَدَلِيل{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي(وَمَنْ يُصْنَعُ عَلَى عَيْنِ اللهِ فَاَيُّ عَيْنٍ تَسْتَطِيعُ اَنْ تُؤْذِيَهُ اِذَا كَانَتْ عَيْنُ اللهِ هِيَ الرَّاعِيَة؟ نَعَمْ اَصْدَرَ فِرْعَوْنُ اَوَامِرَهُ بِذَبْحِ اَبْنَاءِ بَنِي اِسْرَائِيلَ بِالسَّكَاكِينِ اَوْ بِوَاسِطَةِ الْخَنْقِ؟ فَكَانَ بَعْضُ جُنُودِهِ لَاتُطَاوِعُهُمْ قُلُوبُهُمْ عَلَى ذَبْحِ الْاَطْفَالِ حَدِيثِي الْوِلَادَةِ بِالسَّكَاكِينِ؟ فَيُضْطَّرُّونَ اِلَى خَنْقِهِمْ بِاَيْدِيهِمْ؟ اَوْ بِالْوَسَائِدِ وَالْاَغْطِيَةِ الَّتِي تَقْطَعُ الْهَوَاءَ عَنْهُمْ تَحْتَ تَهْدِيدِ السِّلَاحِ وَالْقَتْلِ مِنْ اَسْيَادِهِمْ مِنَ الْجُنُودِ وَالدَّرَكِ اِنْ لَمْ يَفْعَلُوا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ فِرْعَوْنَ؟ اَصْدَرَ اَمْراً اِلَى الْقَابِلَاتِ؟ اَنَّ كُلَّ امْرَاَةٍ اِسْرَائِيلِيَّةٍ تَلِدُ؟ يَجِبُ اَنْ يَكُونَ هُنَاكَ دَرَكِيٌّ مِنْ دَرَكِ فِرْعَوْنَ اَوْ شُرْطِيٌّ مِنْ شَرِطَةِ فِرْعَوْنَ يُشْرِفُ عَلَى وِلَادَتِهَا؟ فَاِذَا كَانَ الْمَوْلُودُ ذَكَراً؟ قَتَلُوه؟ وَاِذَا كَانَ اُنْثَى؟ اِسْتَحْيَوْهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا الْعِصَابَاتُ الْاِرْهَابِيَّةُ الْمُسَلَّحَةُ الْمُرْتَزَقَةُ الْمُنْدَسَّة؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ؟ اَنَّهَا لَاتَمُتُّ اِلَى السُّورِيِّينَ بِصِلَةٍ اَبَداً؟ نَعَمْ هَذِهِ الْعِصَابَاتُ الَّتِي دَخَلَتْ بِلَادَ سُورِيَّا؟ فَعَلَتْ اَكْثَرَ مِمَّا فَعَلَ فْرِعَوْن؟ نَعَمْ هَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيُّونَ الْمُنْدَسُّونَ مَاذَا فَعَلُوا؟ ذَبَحُوا؟ وَحَرَقُوا؟ وَاعْتَدَوْا عَلَى اَعْرَاضِ النِّسَاءِ؟ وَفَعَلُوا الْاَفَاعِيلَ وَالْمُنْكَرَات؟ فَيَارَبّ؟ يَامَنْ اَهْلَكْتَ فِرْعَوْنَ الْقَدِيم؟ اَهْلِكِ هَؤُلَاءِ الْفَرَاعِنَةَ الْجُدُدَ؟ وَانْتَقِمْ مِنْ هَذِهِ الْعِصَابَاتِ الْفِرْعَوْنِيَّةِ الْجَدِيدَةِ الْمُعَاصِرَةِ وَاَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير؟ وَاَنْتَ الْمُنْتَقِمُ الْجَبَّار؟ وَاَنْتَ شَدِيدُ الْعِقَاب؟ فَمَا سَمِعْنَا فِي آبَائِنَا الْاَوَّلِينَ؟ اَنَّ فِرْعَوْنَ اَفْرَغَ قَارُورَاتِ الْبِنْزِينِ عَلَى النَّاسِ وَحَرَقَهُمْ اَحْيَاء؟ مَاسَمِعْنَا بِهَذَا اَبَداً؟ بَلْ تَفَوَّقَ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمُونَ عَلَى فِرْعَوْن؟ بَلْ عَلَى الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فِي حِقْدِهِمْ وَطَائِفِيَّتِهِمْ وَاِجْرَامِهِمُ الَّذِي سَتَسْمَعُ بِهِ الْاَجْيَالُ الْقَادِمَةُ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ اِلَى اَنْ تَقُومَ السَّاعَة؟ وَلَامُسْتَقْبَلَ آمِناً اَبَداً لِهَذِهِ الْاَقَلّيَّاتِ الْمُجْرِمَة الَّتِي رُبَّمَا لَنْ يَنْقَطِعَ مُسَلْسَلُ الِانْتِقَامِ مِنْهَا كَمَا انْقَطَعَ فِي عَهْدِ رُسُولِ اللهِ عِنْدَ فَتْحِ مَكَّةَ؟ طَالَمَا اَنَّهَا رَاضِيَةٌ بِهَذَا الْاِجْرَامِ الْفَظِيعِ وَلَاتُحَرِّكُ سَاكِناً مِنْ اَجْلِ رَدْعِ اَبْنَائِهَا عَنْهُ؟ بَلْ تَحْتَجُّ بِحُجَّةٍ هِيَ اَقْبَحُ مِنْ ذَنْبٍ؟ بِاَنَّهَا لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَضْبِطَهُمْ وَلَا اَنْ تُوقِفَهُمْ عِنْدَ حَدِّهِمْ؟ وَنَقُولُ لِهَذِهِ الْاَقَلّيَاتِ الْمُجْرِمَةِ اللَّعِينَةِ؟ وَكَذَلِكَ الْاَكْثَرِيَّاتِ اَيْضاً لَنْ تَسْتَطِيعَ اَنْ تَضْبِطَ اَبْنَاءَهَا لِيُوَاصِلُوا حَمْلَةَ الِانْتِقَامِ الشَّرِسَةِ ضِدَّكُمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ مَنْ كَانَ بَيْتُهُ مَصْنُوعاً مِنَ الزُّجَاجِ الضَّعِيفِ الَّذِي لَايَسْتَطِيعُ الْمُقَاوَمَةَ لِفَتْرَةٍ طَوِيلَة؟ لَايَنْبَغِي لَهُ اَنْ يَرْمِيَ النَّاسَ بِالْحِجَارَة؟ وَيَالَيْتَهُ يَرْمِيهِمْ بِالْحِجَارَة؟ بَلْ بِالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ الْكِيمَاوِيَّةِ؟ لِتَزِيدَ الْفَاتُورَةُ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ يُؤَيِّدُهُ انْتِقَاماً وَتَنْكِيلاً فِي الدُّنْيَا؟ وَعَذَاباً غَرَاماً فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ فِي الْآخِرَة؟ نَعَمْ يَامَنْ تُؤْمِنُونَ بِتَنَاسُخِ الْاَرْوَاحِ؟ وَلَاتُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَمَا يَنْتَظِرُكُمْ فِيهَا مِنْ عَذَابٍ اَلِيمٍ مُوجِعٍ مُهِينٍ مُخْزِي اَبَدِي؟ نَعَمْ لَقَدْ اَعْمَى اللهُ قُلُوبَكُمْ عَنِ الْآخِرَةِ؟ لِيَاْتِيَ عَذَابُهَا عَلَيْكُمْ لَا عَلَى الْبَالِ وَلَا عَلَى الْخَاطِرِ قَائِلِين{يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا؟ بَلْ كُنَّا ظَالِمِين؟ اِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ؟ حَصَبُ جَهَنَّمَ اَنْتُمْ لَهَا وَارِدُون{وَاِنْ مِنْكُمْ اِلَّا وَارِدُهَا؟ كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيَّا؟ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا؟ وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيَّا(نَعَمْ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَهُمْ آلُ الْبَيْتِ الَّذِينَ عَبَدْتُّمُوهُمْ مِنْ دُونِ الله؟ وَاَمَّا الَّذِينَ عَبَدُوهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ؟ فَاِنَّهُمْ سَيَحْتَرِقوُنَ فِي جَهَنَّمَ{وَهُمْ يَصْطَرِخوُنَ فِيهَا؟رَبَّنَا اَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ؟ فَاِنْ عُدْنَا فَاِنَّا ظَالِمُون(يَاعَلِي؟ شِيعْتَكْ فِي خَطَرْ يَاعَلِي؟ شِيعْتَكْ تَحْتَرِقُ فِي الْجَحِيمِ يَاعَلِي؟ يَافَاطِمَةُ يَابِنْتَ اَسَد؟ يَامَنْ جَاءَتْ تَحْمِلُ لَاهُوتَ الْاَبَد؟ اَنْقِذِينَا مِنْ جَحِيمِ جَهَّنَمَ الَّذِي سَنَحْتَرِقُ فِيهِ اِلَى الْاَبَد؟ فَيَاْتِيهِمُ الْجَوَابُ مِنْ رَبِّ عَلِي وَفَاطِمَة{قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَاتُكَلّمُون{اَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَايَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِير؟ فَذُوقُوا؟ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِير( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ هَذَا هُوَ فِرْعَوْنُ الَّذِي يُمَثُّلُ شَخْصِيَّاتٍ فِرْعَوْنِيَّةً جَدِيدَةً جَاءَتْ بَعْدَهُ مُتَعَدِّدَةً؟ اِلَى اَنْ وَصَلُوا اِلَى زَمَانِنَا الْمُعَاصِر؟ وَاَمَّا هَامَانُ؟ فَكَانَ وَزِيرَ سَوْءٍ؟ وَكَانَ مِنْ حَاشِيَةِ السُّوءِ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ آيَاتِ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَاَكْثَرُهُمْ فَاسِقُون؟ وَمَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ؟ جَاءَ وَفْدٌ قَادِمٌ مِنْ بِلَادٍ بَعِيدَةٍ لِزِيَارَةِ فِرْعَوْنَ؟ فَجَاءَ هَامَانُ رَئِيسُ الْوُزَرَاءِ وَالْحَاشِيَةِ الْقَبِيحَةِ السُّوء وَقَالَ لِفِرْعَوْن؟ اَلْوَفْدُ يَنْتَظِرُكَ؟ فَاخْرُجْ لِمُلَاقَاتِهِ؟ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِهَامَان؟ اَنْظِرْنِي؟ فَاِنِّي اَخْلُقُ عُجُولاً؟ فَقَالَ هَامَانُ؟ بَلْ اَنْتَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَخْلُقَ ذُبَابَة؟ هَلْ تَرِيدُ اَنْ تَضْحَكَ عَلَيَّ؟ اَعَلَى هَامَانَ يَافِرْعَوْن؟ فَاِذَا اسْتَطَعْتَ اَنْ تَضْحَكَ عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً وَتَسْتَخِفَّ بِعُقُولِهِمْ؟ فَاَنَا اَعْرِفُ سِرَّكَ؟ بَلْ اَنْتَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَخْلُقَ نَمْلَة؟ اَنْتَ وَاحِدٌ مِنَ الْبَشَرِ؟ تَاْكُلُ كَمَا يَاْكُلُونَ؟ وَتَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُونَ؟ وَتَبُولُ كَمَا يَبُولُونَ؟ وَتَتَغَوَّطُ كَمَا يَتَغَوَّطُونَ؟ فَكَيْفَ تَكُونُ اِلَهَا؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَاَمَّا الشَّخْصِيَّةُ الثَّالِثَةُ؟ فَهِيَ شَخْصِيَّةُ قَارُونَ الَّذِي كَانَ يُمَثّلُ الطُّغْيَانَ الْمَادِّيَّ وَالطُّغْيَانَ الْمَالِيَّ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْمُنْحَرِفَةِ الَّتِي يَقُولُ لَكَ صَاحِبُ الْمَالِ فِيهَا اَنَا اَسْتَطِيعُ اَنْ اَفْعَلَ كُلَّ شَيْءٍ بِفَضْلِ الْمَالِ الَّذِي مَلَكْتُهُ بِفَضْلِ تَعَبِي وَشَقَائِي وَعَرَقِ جَبِينِي وَحِيلَتِي وَدَهَائِي وَعِلْمِي بِالطُّرُقِ النَّاجِحَةِ الْمُرْبِحَةِ فِي تَحْصِيلِهِ مِنْ حَلَالٍ اَوْ حَرَام؟ بَلْ لَايُوجَدُ فِي قَامُوسِ حَيَاتِي مَاهُوَ حَرَامٌ اَبَداً؟ بَلْ هُوَ كُلُّهُ حَلَالٌ عَلَى الشَّاطِر؟ ؟نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْمُنْحَرِفَةِ؟ صَاحِبُ الْمَالِ يَشْتَرِي الذّمَمَ؟ وَيَشْتَرِي كُلَّ شَيْء؟ نَعَمْ وَيَشْتَرِي قُضَاةَ السُّوءِ؟ وَلَكِنْ كُلُّ شَيْءٍ لَهُ حَدّ؟ وَكُلُّ شَيْءٍ لَهُ نَهِايَةٌ اِلَّا الله؟ وَلَابُدَّ مِنْ وُقُوعِ الْعُقُوبَة؟ وَهُنَا اُوَجِّهُ نِدَائِي لَيْسَ لِكُلِّ التُّجَّار؟ وَاِنَّمَا لِلَّذِينَ يَحْتَكِرُونَ السِّلَعَ رَجَاءَ اَنْ تَرْتَفِعَ اَسْعَارُهَا؟ فَاَنْتُمْ مَعَ مَنْ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ اِسْتَمِعُوا اِلَى مَايَقُولُهُ الله{اِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِين(وَالرَّسُولُ عليه الصلاة والسلام مَاذَا يَقُول[اَلْمُحْتَكِرُ خَاطِىء( وَكَلِمَةُ خَاطِئِين؟ جَمْعٌ مُفْرَدُهُ خَاطِىء؟ وَالْمَعْنَى هُوَ مَايَلِي؟ يَامَنْ تَحْتَكِرُ السِّلَع؟ اَيُّهَا الْاَنَانِيّ؟ يَامَنْ لَيْسَ عِنْدَكَ ذَرَّةٌ مِنْ اِيمَانٍ وَلَا مِنْ اِنْسَانِيَّة؟ هَلْ مِنْ اَجْلِ رَجَاءِ اَنْ تَرْبَحَ رَبْحاً مَادِّيّاً حَرَاماً تُضَيِّقُ عَلَى النَّاس؟ اَمَا عَلِمْتَ اَنَّ مَنْ ضَيَّقَ عَلَى النَّاسِ؟ ضَيَّقَ اللهُ عَلَيْهِ؟ وَمَنْ عَذَّبَ النَّاسَ؟ عَذَّبَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بِاَشَدِّ مِمَّا عَذَّبَهُمْ وَبِاَضْعَافٍ مُضَاعَفَة؟ لِمَاذَا تَحْتَكِرُ عَلَى النَّاسِ اَقْوَاتَهُمْ وَحَاجَاتِهِمْ وَلُقْمَةَ عَيْشِهِمْ وَضَرُورِيَّاتِهِمْ وَاَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ الِاحْتِكَارَ جَرِيمَةٌ كُبْرَى؟ اَلْوَيْلُ ثُمَّ الْوَيْلُ ثُمَّ الْوَيْلُ مِنَ اللهِ لِمَنْ يَسْعَى فِي غَلَاءِ السِّلَعِ وَيَتَحَكَّمُ بِالْاَسْعَارِ وَخَاصَّةً فِي شَهْرِ رَمَضَان؟ وَيْلٌ لِمَنْ يَحْتَكِر[مَنِ احْتَكَرَ طَعَاماً اَوْ أيَّ شَيْءٍ آخَرَ يَحْتَاجُهُ الْمُجْتَمَعُ حَاجَةً مَاسَّةً؟ ضَرَبَهُ اللهُ بِالْجُذَامِ وَالْاِفْلَاس(وَالْجُذَامُ هُوَ الْمَرَضُ الْخَطِيرُ الَّذِي لَايُعْرَفُ لَهُ دَوَاء؟ بَلْ وَاَفْلَسَهُ اللهُ اَيْضاً وَحَرَمَهُ مِنَ الصِّحَّةِ وَالْبَرَكَةِ فِي اَمْوَالِهِ الَّتِي سَيَمْحَقُهَا لَهُ مَحْقاً؟ وَرُبَّمَا حَرَمَهُ اِيَّاهَا جَمِيعاً فِي لَمْحِ الْبَصَرِ كَمَا فَعَلَ بِقَارُونَ حِينَمَا خَسَفَ بِهِ وَبِدَارِهِ وَبِاَمْوَالِهِ وَكُنُوزِهِ الْاَرْضَ؟ وَمَامِنْ ذَنْبٍ يُعَجِّلُ اللهُ بِالْعُقُوبَةِ عَلَيْهِ كَمَا يُعَجِّلُ فِي الِاحْتِكَارِ وَ قَطِيعَةِ الْاَرْحَامِ وَعُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ؟ بِدَلِيلِ الْغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ؟ حِينَمَا عَاجَلَ اللهُ بِعُقُوبَتِهِ حَتَّى مِنْ قَبْلِ اَنْ يَبْلُغَ الْعُقُوق؟ بَلْ لِمُجَرَّدِ الْخَوْفِ مِنَ الْعُقُوقِ وَقَطِيعَةِ الْاَرْحَامِ اَمَرَ اللهُ بِقَتْلِهِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ اَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ؟ فَخَشِينَا اَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْرَا؟ فَاَرَادَ رَبُّكَ اَنْ يُبْدِلَهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَاَقْرَبَ رُحْمَا(أيْ بِوَلَدٍ بَارٍّ اَقْرَبَ مِنْهُ صِلَةً لِاَرْحَامِهِمَا وَلَايُرْهِقُهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْرَا؟ بَلْ يَخْفِضُ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ؟ ثُمَّ يَقُولُ{رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرَا( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَلَقَدْ كَانَ وَالِدِي رَحِمَهُ اللهُ؟ يُحَدِّثُنِي اَنَّهُ فِي اَيَّامِ الِاحْتِلَالِ الْفَرَنْسِيِّ لِسُورِيّا؟ حَصَلَتْ اَزْمَةُ حُبُوب؟ فَمَاذَا فَعَلَ بَعْضُ التُّجَّار؟ وَضَعُوا هَذِهِ الْحُبُوبَ فِي مَخَازِنَ؟ طَمَعاً فِي اَنْ تَرْتَفِعَ اَسْعَارُهَا؟ وَكَانَ النَّاسُ بِحَاجَةٍ اِلَيْهَا؟ فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْاَسْعَارُ؟ فَرِحُوا كَثِيراً؟ وَسُرُّوا سُرُوراً شَدِيداً لَامَثِيلَ لَهُ؟ فَاَرَادُوا اِخْرَاجَ هَذِهِ الْحُبُوبِ؟ لِيَبِيعُوهَا بِاَسْعَارٍ مُرْتَفِعَةٍ؟ تُحَقّقُ لَهُمْ اَرْبَاحاً هَائِلَةً مِنَ الْحَرَام؟ فَفَتَحُوا مَخَازِنَهُمْ؟ فَاِذَا بِالْحُبُوبِ كُلّهَا قَدْ اَكَلَهَا السُّوس{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ؟ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين(فَمَاذَا قَالَ اللهُ تَعَالَى لِقَارُون؟ وَمَاذَا قَالَ لَهُ قَوْمُهُ الْمُؤْمِنُون{اِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ(بِسَبَبِ الْمَال{وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا اِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ اُولِي الْقُوَّة(وَكَانَتْ هَذِهِ الْمَفَاتِيحُ لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَحْمِلَهَا الرِّجَالُ الشِّدَادُ الْاَقْوِيَاءُ مِنْ قُوَّةِ ثِقْلِهَا وَوَزْنِهَا وَمِنْ كَثْرَةِ الْاَمْوَالِ الْهَائِلَةِ الْمَخْزُونَةِ وَرَاءَ اَقْفَالِهَا الْكُبْرَى؟ وَقِيلَ اِنَّ اَرْبَعِينَ مِنَ الرِّجَالِ لَمْ يَكُونُوا يَسْتَطِيعُونَ حَمْلَ هَذِهِ الْمَفَاتِيحِ الَّتِي كَانَ قَارُونُ يَفْتَحُ بِهَا خَزَائِنَه{اِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ(الْمُؤْمِنُونَ{لَاتَفْرَحْ اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْفَرِحِين(لَاتَبْطَرْ؟ لَاتَتَجَبَّرْ؟ لَاتَتَكَبَّرْ؟ لَاتَتَعَالَ عَلَى النَّاسِ بِسَبَبِ الْمَالِ الَّذِي عِنْدَك{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَة(اِعْطِفْ عَلَى نَفْسِكَ وَارْاَفْ بِهَا لَكِنْ بِاعْتِدَالٍ وَبِدُونِ تَرَفٍ؟ وَلَاتَنْسَ حُقُوقَ الْآخَرِين؟ وَلَايَكُنْ هَمُّكَ الدُّنْيَا وَحْدَهَا؟ بَلْ فَكِّرْ دَائِماً فِي آخِرَتِكَ الْبَاقِيَة؟ وَاَنَّكَ ضَيْفٌ سَتَرْحَلُ قَرِيباً عَنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَة؟ وَفَكِّرْ فِي نَصِيبِكَ الْاَكْبَرِ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ فِي الْآخِرَة{وَمَاعِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَاَبْقَى{وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْاُولَى؟ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى(لَكِنْ مَعَ ذَلِكَ{لَاتَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا( وَابْتَهِلْ اِلَى اللهِ بِالدُّعَاءِ دَائِماً بِقَوْلِكَ{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةُ؟ وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً؟ وَقِنَا عَذَابَ النَّار(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الدُّنْيَا هِيَ الْمَزْرَعَةُ الَّتِي سَتَحْصُدُ مِنْهَا وَرْداً مِنْ اَعْمَالِكَ الصَّالِحَةِ؟ اَوْ شَوْكاً مِنَ الطَّالِحَةِ الْخَبِيثَةِ فِي الْآخِرَةِ؟ اَوْ وَرْداً مَلِيئاً بِالْاَشْوَاكِ مَثَلُهُ كَمَثَلِ قَوْمٍ{آخَرِينَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ؟ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً؟ عَسَى اللهُ اَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيم(وَمَعَ ذَلِكَ فَعَلَيْكَ اَنْ تَتَعَامَلَ مَعَ هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى اَنَّهَا وَسِيلَةٌ وَلَيْسَتْ غَايَة؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تَتَعَامَلَ مِنْ خِلَالِ الدُّنْيَا الْوَسِيلَةِ مَعَ الْآخِرَةِ عَلَى اَنَّهَا غَايَتُكَ الْكُبْرَى؟ وَاِيَّاكَ اَنْ تَسْتَمِعَ اِلَى مَايَقُولُهُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مِنْ حَمْقَى الْمُتَصَوِّفَةِ الْاَغْبِيَاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ رِيَاءً اَمَامَ النَّاسِ اَنَّهُمْ طَلَّقُوا الدُّنْيَا؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء وَحَتَّى وَلَوْ طَلَّقْتُمُ الدُّنْيَا؟ فَاِنَّ اللهَ يَاْمُرُكُمْ اَنْ يَكُونَ طَلَاقُهَا بِاِحْسَان؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَوْ تَسْرِيحٌ بِاِحْسَان(وَحَتَّى وَلَوْ كُنْتُمْ كَمَا تَزْعُمُونَ كَذِباً وَزُوراً وَبُهْتَاناً اَيَّهَا الْمُرْتَزَقَة مِنَ الْمُتَصَوِّفَة؟ يَامَنْ يَسِيلُ لُعَابُكُمْ عَلَى الدُّنْيَا اَكْثَرَ مِنْ لُعَابِ الْكَلْبِ؟ ثُمَّ تَزْعُمُونَ اَنَّكُمْ تَكْرَهُونَ الدَّنْيَا؟ وَنَقُولُ لَكُمْ حَتَّى وَلَوْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِي كُرْهِكُمْ لِلدُّنْيَا؟ فَاِنَّ اللهَ يَاْمُرُكُمْ اَنْ تَصْنَعُوا الْمَعْرُوفَ مَعَ مَنْ تُحِبُّونَ وَمَعَ مَنْ تَكْرَهُونَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا؟ بِدَلِيلِ اَنَّهُ هُوَ اَيْضاً سُبْحَانَهُ يَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ مَعَ مَنْ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَعَ مَنْ يَكْرَهُ اَيْضاً مِنَ الْكَافِرِين{وَيَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ(مِنْهُمْ جَمِيعاً{بِغَيْرِ حِسَاب(وَبِدَلِيلِ اَنَّ اللهَ اَمَرَكَ اَيُّهَا الْمُتَصَوِّفُ؟ اَنْ تَصْنَعَ الْمَعْرُوفَ مَعَ زَوْجَتِكَ؟ وَاَلَّا تَظْلِمَهَا حَتَّى وَلَوْ كَرِهْتَهَا بِدَلِيلِ{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ؟ فَاِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ؟ فَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيرَا{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ(وَبِدَلِيلِ اَنَّ اللهَ اَيْضاً اَمَرَكَ اَنْ تَصْنَعَ المَعْرُوفَ مَعَ وَالِدَيْكَ وَاَرْحَامِكَ وَعَشِيرَتِكَ حَتَّى وَلَوْ كَرِهْتَهُمْ جَمِيعاً؟ بَلْ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا جَمِيعاً مِنْ اَعْدَاءِ اللهِ بِدَلِيل{لَاتَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ اَوْ اَبْنَاءَهُمْ اَوْ اِخْوَانَهُمْ اَوْعَشِيرَتَهُمْ؟ اُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْاِيمَانَ؟ وَاَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ؟ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَار(وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ اَمَرَكَ اَنْ تَصْنَعَ الْمَعْرُوفَ مَعَ وَالِدَيْكَ وَمَعَهُمْ وَلَوْ كَانُوا مِنْ اَعْدَاءِ الله بِدَلِيل{وَاِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى اَنْ تُشْرِكَ بِي مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا؟ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفَا(نَعَمْ اَيُّهَا الْمُتَصَوِّفُ الْاَبْلَه؟ وَهَلْ يَقْتَصِرُ الْمَعْرُوفُ عَلَى زَوْجَتِكَ وَوَالِدَيْكَ وَاَرْحَامِكَ وَعَشِيرَتِكَ فَقَطْ؟ اَمْ لَابُدَّ اَنْ تَصْنَعَ الْمَعْرُوفَ مَعَ الْكَافِرِ اَيْضاً وَلَوْ كَانَ عَدُوّاً؟ بَلْ اَثْنَى اللهُ عَلَى مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَاَسِيرَا(بَلْ اَمَرَكَ سُبْحَانَهُ بِاَكْثَرَ مِنْ هَذَا؟ اَنْ تَحْفَظَ كَرَامَةَ عَدُوِّكَ اَيْضاً؟ وَاَلَّا تَخْدِشَ مَشَاعِرَهُ وَاَحَاسِيسَهُ وَلَوْ بِكَلِمَةٍ مُنْكَرَةٍ مِنْ مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ(وَمِنْهَا اِطْعَامُكُمْ لِلْاَسِيرِ{بِالْمَنِّ(عَلَيْهِ{وَالْاَذ َى(لَهُ؟ بَلْ قُولُوا{اِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَانُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَاشُكُورَا( فَاَيْنَ عِمَارَتُكُمْ لِهَذِهِ الْاَرْض؟ اَيْنَ الْاَمْوَالُ الْحَرَامُ الَّتِي تَكْسَبُونَهَا مِنَ الضَّحِكِ عَلَى عُقُولِ النَّاسِ وَالِاسْتِخْفَافِ بِهَا؟ لِمَاذَا يَامُتَصَوِّفَةَ السُّوءِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ لَاتَعْمُرُونَ بِهَا هَذِهِ الدُّنْيَا وَهَذِهِ الْاَرْضَ الَّتِي جَعَلَكُمُ اللهُ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهَا وَمُؤْتَمَنِينَ عَلَيْهَا؟ نَعَمْ يَا قَارُونَ التَّصَوُّفِ الْمَقِيت{اَحْسِنْ(اِلَى النَّاسِ{ كَمَا اَحْسَنَ اللهُ اِلَيْكَ{وَهَلْ جَزَاءُ الْاِحْسَانِ اِلَّا الْاِحْسَان{وَلَاتَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْاَرْضِ (لَايَكُنْ مَالُكَ سَبَباً لِاِفْسَادِ ضَمِيرِكَ وَضَمَائِرِ النَّاسِ{اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْمُفْسِدِين(فَمَاذَا كَانَ جَوَابُ قَارُونِ مُوسَى؟ نَعَمْ اَخِي كَانَ جَوَابُهُ جَوَابَ الْمَطْمُوسِ عَلَى قَلْبِهِ وَسَمْعِهِ وَبَصَرِه؟ نَعَمْ كَانَ جَوَابُهُ جَوَابَ الَّذِي عَمِيَتْ بَصِيرَتُهُ؟ فَمَا هُوَ هَذَا الْجَوَاب؟ اَنْكَرَ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْهِ؟ وَاَسْنَدَهَا اِلَى نَفْسِهِ قَائِلاً{اِنَّمَا اُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي(نَعَمْ هَذَا الْمَالُ جَنَيْتُهُ بِتَعَبِي؟ وَحَصَلْتُ عَلَيْهِ بِاجْتِهَادِي؟ وَلَافَضْلَ لِلْفُقَرَاءِ وَلَا لِرَبِّ الْفُقَرَاءِ فِي حُصُولِي عَلَيْهِ؟ وَلَنْ اَلْتَفِتَ اِلَى مَنْ يَقُولُ لِي مِنْكُمْ تَصَدَّقْ وَزَكِّ وَطَهِّرْ مَالَكَ الْمَخْلُوطَ بِالْحَرَامِ عَلَيْكَ مِنْ حُقُوقِ الْفُقَرَاء؟ وَلَنْ اَسْتَمِعَ اِلَى مَنْ يَقُولُ اَنْفِقْ بِلَالَا وَلَاتَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ اِقَلَالَا؟ وَلَنْ اُبَالِيَ بِدُعَاءِ الْمَلَائِكَةِ عَلَيَّ فِي قَوْلِهَا اَللَّهُمَّ اَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً وَاَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً؟ بَلْ سَاُعْطِيهِ آذَاناً صَمَّاءَ؟ فَمَاذَا كَانَ جَوَابُ الله؟ اِنْتَبِهُوا اَيُّهَا النَّاس؟ اِنْتَبِهُوا يَامَنْ يَغُرُّكُمُ الْمَال{اَوَلَمْ يَعْلَمْ اَنَّ اللهَ قَدْ اَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ اَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَاَكْثَرُ جَمْعاً ؟وَلَايُسْاَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُون(اَلَمْ يَتَّعِظْ وَيَعْتَبِرْ بِمَا فَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ عَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ اِبْرَاهِيمَ وَقَوْمِ لُوطٍ وَالْاُمَمِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهُ حِينَمَا طَغَتْ وَتَجَبَّرَتْ وَبَغَتْ وَاَفْسَدَتْ فِي الْاَرْض؟ فَيَارَبّ كَمَا اَهْلَكْتَ قَارُونَ؟ وَكَمَا اَهْلَكْتَ فِرْعَوْنَ؟ وَكَمَا اَهْلَكْتَ هَامَانَ؟ اَهْلِكْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَبْغُونَ الْفَسَادَ فِي الْاَرْضِ{وَلَايُسْاَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُون(اِلَّا فِي الْآخِرَة؟ وَاَمَّا فِي الدُّنْيَا؟ فَاِنَّهُمْ يَاْتِيهِمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَفَجْاَةً مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُون؟ بَلْ قَدْ يُهْلِكُ اللهُ الصَّالِحَ وَالطَّالِحَ فِي مُجْتَمِعِهِمُ الْاِجْرَامِيِّ بِسَبَبِ سُكُوتِ الصَّالِحِينَ الْمُخْزِي عَلَى اِجْرَامِهِمْ فَيُخْزِي اللهُ الْجَمِيعَ بِعَذَابٍ اَلِيمٍ فِي الدُّنْيَا وَلَوْ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يُنَجِّي الصَّالِحِينَ مِنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ النَّجَاةَ الْحَقِيقَيَّةَ لَاتَكُونُ فِي الدُّنْيَا؟ وَلَوْ نَجَا الصَّالِحُونَ مِنْ عَذَابِ اللهِ في الدنيا فَاِنَّهُمْ لَنْ يَنْجُوا جَمِيعاً مِنَ الْمَوْتِ اِذَا انْتَهَى اَجَلُهُمْ؟ وَاِنَّمَا النَّجَاةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَالْخُلُودُ فِي الْجَنَّةِ بِلَامَوْت هِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَاُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَاز(وَاَمَّا مَنْ زُحْزِحَ عَنِ الْجَنَّةِ وَاُدْخِلَ النَّارَ عَافَانَا اللهُ وَاِيَّاكُمْ؟ فَخُلُودٌ فِي النَّارِ بِلَامَوْتٌ اَيْضاً؟ وَاِنَّمَا هُوَ عَذَابٌ اَلِيمٌ مُهِينٌ لَايَتَوَقَّفُ؟ وَلِذَلِكَ{لَايُساَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُون(بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ لَايُبَالِي بِاِجْرَامِهِمْ وَلَابِذُنُوبِهِمْ وَلَابِاِهْلَاكِهِ لَهُمْ؟ لِاَنَّهُمْ هُمْ اَيْضاً كَانُوا لَايُبَالُونَ بِجَلَالِ اللهِ وَعَظَمَتِهِ عَلَى اَرْضِهِ الَّتِي يُحَارِبُونَهُ فِيهَا؟ وَقَدْ خَلَقَهَا سُبْحَانَهُ صُالِحَةً مِنْ اَجْلِ اَنْ يُحَافِظُوا عَلَى صَلَاحِهَا وَيَزِيدُوهَا اِصْلَاحاً وَعَمَاراً وَبِنَاءً اِذَا اقْتَضَى الْاَمْرُ؟ لَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يُفْسِدُوا فِيهَا{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ؟ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَمَا اُوتِيَ قَارُونُ؟ اِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيم؟ قَالَ الَّذِينَ اُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَايُلَقَّاهَا اِلَّا الصَّابِرُون؟ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْاَرْض( نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا النَّاسُ الَّذِينَ كَانُوا حَوْلَهُ يَتَمَلَّقُونَهُ وَيُنَافِقُونَ لَهُ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُنْعِمَ عَلَيْهِمْ بِالْمَالِ؟ فَمَاذَا فَعَلَ هَؤُلَاء؟ هَلِ اسْتَطَاعُوا اِنْقَاذَهُ مِمَّا حَلَّ بِهِ مِنْ هَذَا الْخَسْفِ الَّذِي اغْتَالَهُ مِنْ تَحْتِهِ وَالَّذِي نَعُوذُ بِاللهِ دَائِماً مِنْ شَرِّهِ فِي اَذْكَارِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاء(فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَاكَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِين( نَعَمْ اَخِي هُنَا فِي الدُّنْيَا؟ وَهُنَالِكَ اَيْضاً فِي الْآخِرَة؟ اَلْكُلُّ سَيَتَخَلَّى عَنْ نُصْرَةِ الْآخَرِ وَاِنْقَاذِهِ مِنْ حَرِيقِ الْجَحِيم؟ وَكَمْ اَنْتَ مِسْكِينٌ اَيُّهَا الْاِنْسَان؟ كَمْ اَنْتَ مِسْكِينٌ يَامَنْ تَظْلِمُ النَّاس؟ كَمْ اَنْتَ مِسْكِينٌ يَامَنْ تَقْتُلُ النِّسَاءَ وَتَعْتَدِي عَلَى الْاَعْرَاض؟ كَمْ اَنْتَ مِسْكِينٌ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ اَغْشَمُ وَاَحْمَقُ وَاَغْبَى اِنْسَان؟ فَكَيْفَ تَظُنُّ اَنَّكَ سَتُفْلِتُ مِنْ قَبْضَةِ اللهِ وَلَوْ اَكَلَ الدُّودُ جَمِيعَ جَسَدِكَ فِي الْقَبْرِ؟ لَكِنَّهُ هَلْ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَاْكُلَ شَيْئاً مِنْ رُوحِكَ الَّتِي يُسَلّطُ اللهُ عَلَيْهَا مِنْ فُنُونِ الْعَذَابِ الْمُخْزِي فِي الصَّبَاحِ وَفِي الْمَسَاءِ؟ فَيَارَبّ اَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَاتِ الِاْجْرَامِيَّةَ الْمُرْتَزَقَةَ الَّتِي تَعْتَدِي عَلَى الْاَعْرَاضِ وَتُدَمِّرُ اقْتِصَادَ الْبِلَادِ وَتُدَنِّسُ الْبِلَادَ وَتُنَجِّسُهَا بِشِرْكِيَّاتِهَا النَّجِسَةِ وَالَّتِي حَوَّلَتْ كُلَّ شَيْءٍ فِي وَطَنِنَا الْعَزِيزِ اِلَى مَاْسَاةٍ لَامَثِيلَ لَهَا؟ فَمَنْ لَنَا سِوَاكَ يَااَلله؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ هَكَذَا كَانَتْ نِهَايَةُ قَارُون؟ اَللَّهُمَّ اَلْحِقْ بِهِ مَنْ عَلَى شَاكِلَتِهِ فِي اَيَّامِنَا يَارَبّ{وَاَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْاَمْسِ يَقُولُونَ؟ وَيْكَاَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِر؟ لَوْلَا اَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا؟ وَيْكَاَنَّهُ لَايُفْلِحُ الْكَافِرُون؟ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَايُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْاَرْضِ وَلَافَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ(فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا نِهَايَةُ فِرْعَوْنَ؟ فَكَانَتْ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي اِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ؟ فَاَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْوَا(نَعَمْ اَخِي؟ مُوسَى وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ؟ اَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ؟ بِمَعْنَى لَاحَقُوهُمْ لِيَقْتُلُوهُمْ{بَغْياً وَعَدْواً(ظُلْماً وَعُدْوَاناً{حَتَّى اِذَا اَدْرَكَهُ الْغَرَقُ( نَعَمْ كَانَ فِرْعَوْنُ فِيمَا مَضَى يَقُولُ لِلنَّاسِ{اَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْاَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي؟ اَفَلَا تُبْصِرُون(وَنَقُولُ لِفِرْعَوْن؟ وَاَمَّا الْيَوْمَ فَسَيُهْلِكُكَ اللهُ بِهَذِهِ الْاَنْهَارِ جَاعِلاً اِيَّاهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِكَ وَمِنْ فَوْقِكَ اَيْضاً؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ فَاَهْلَكَهُ اللهُ تَعَالَى بِالْمَاء؟ نَعَمْ اَخِي؟ قَارُونُ ضَرَبَ بِرِجْلَيْهِ الْاَرْضَ تَكَبُّراً وَتَجَبُّراً{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ(مُتَكَبِّراً وَمُتَجَبِّراً؟ فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ اَنَّ الْاَرْضَ الَّتِي تَكَبَّرَ وَتَجَبَّرَ عَلَيْهَا؟ هِيَ الَّتِي خَسَفَتْ بِهِ وَابْتَلَعَتْهُ؟ وَاَمَّا فِرْعَوْنُ الَّذِي كَانَ يَتَكَبَّرُ بِمُلْكِهِ وَبِمَا يَمْلِكُهُ مِنْ هَذِهِ الْاَنْهَارِ الَّتِي تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِ؟ فَهِيَ الَّتِي اَغْرَقَتْهُ؟ بَلْ كَادَتْ اَنْ تَبْتَلِعَهُ لَوْلَا اَنْ قَالَ{آمَنْتُ اَنَّهُ لَا اِلَهَ اِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو اِسْرَائِيلَ وَاَنَا مِنَ الْمُسْلِمِين(فَهَلْ نَفَعَهُ هَذَا الْاِيمَان؟ هَلْ نَفَعَهُ هَذَا الْاِيمَانُ يَامَنْ لَاتَذْكُرُونَ اللهَ عِنْدَ السُّرُورِ وَالرَّخَاءِ وَالنَّعِيمِ؟ وَلَاتَذْكُرُونَهُ اِلَّا فِي الشِّدَّة؟ وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ؟ اَنَّنَا اَصْبَحْنَا نَخْشَى عَلَيْكُمْ كَثِيراً؟ اَلَّا يَنْفَعَكُمْ هَذَا الْاِيمَانُ كَمَا لَمْ يَنْفَعْ فِرْعَوْنَ مِنْ قَبْلُ وَقَدْ ذَكَرَ اللهَ عِنْدَ الشِّدَّةِ كَمَا تَذْكُرُونَهُ اَنْتُمْ اَيْضاً؟ وَكَاَنَّ اللهَ فِي قُلُوبِكُمْ لَايَسْتَحِقُّ اَنْ نَتَذَكَّرَهُ وَلَا اَنْ نَذْكُرَهُ وَلَا اَنْ نَعْبُدَهُ وَلَا اَنْ نَتَضَرَّعَ اِلَيْهِ بِالدُّعَاءِ اِلَّا عِنْدَ الشِّدَّة؟ فَاُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ هَذَا النَّعِيمِ الَّذِي يُنْسِيكُمُ الْمُنْعِمَ الْمُتَفَضِّلَ سُبْحَانَهُ دَائِماً عِنْدَ الرَّخَاء؟ فَلَا هَوَى لَكُمْ فِي عِبَادَةِ اللهِ اِلَّا عِنْدَ الشِّدَّةِ وَالْمَصَائِبِ وَالْاَحْزَانِ فِي الْبَرِّ اَوِ الْوُقُوعِ مَحْصُورِينَ فِي اَمْوَاجِ الْبَحْرِ الْمُتَلَاطِمَةِ؟ نَعَمْ يَامَنْ تَعْبُدُونَ هَوَى الشَّيْطَانِ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَتَنْسَوْنَ اللهَ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَ السَّرَّاءِ وَالْاَفْرَاحِ وَلاَتَتَذَكَّرُونَهُ اِلَّا عِنْدَ الضَّرَّاءِ وَالْفَوَاجِع؟ هَلْ تُكَافِئُونَ اللهَ عِنْدَ الرَّخَاءِ (بِعِبَادَةِ عَدُوِّهِ وَعَدُوِّكُمُ الشَّيْطَان)عَلَى مَااَنْجَاكُمْ حِينَمَا كُنْتُمْ بِاَمَسِّ الْحَاجَةِ لَهُ عِنْدَ الشِّدَّة{اُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ(اَيُّهَا الْجَاحِدُونَ الْاَنَانِيُّونَ الِاسْتِغْلَالِيُّون؟ فَكَمَا اَنَّ مَنْ لَايَشْكُرِ النَّاسَ لَايَشْكُرِ اللهَ؟ كَذَلِكَ اَيْضاً مَنْ لَايَشْكُرُ اللهَ لَايَشْكُرُ النَّاسَ اِلَّا فِي سَبِيلِ تَحْقِيقِ مَصْلَحَةٍ دُنْيَوِيَّةِ شَيْطَانِيَّة؟ نَعَمْ{آمَنْتُ اَنَّهُ لَا اِلَهَ اِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو اِسْرَائِيلَ وَاَنَا مِنَ الْمُسْلِمِين(فَرَدَّ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِقَوْلِهِ{آَ~~~~~~لْآَنَ{آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِين(فَاتَ الْاَوَانُ وَلَمْ يَعُدْ يَنْفَعُكَ الْاِيمَانُ؟ وَلَكِنْ سَيَكُونُ جَسَدُكَ عِبْرَةً لِكُلِّ مَنْ يَتَاَلَّهُ فِي هَذِهِ الْاَرْض؟ نَعَمْ وَلِكُلِّ مَنْ يَزْعُمُ اَنَّهُ يَتَّصِفُ بِصِفَاتِ الْاُلُوهِيَّةِ اَوْ يَصِفُهُمْ بِهَا كَذِباً وَافْتِرَاءً وَزُوراً وَبُهْتَاناً حَتَّى وَلَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيسَى وَمُحَمَّداً وَمَرْيَمَ وَفَاطِمَةَ وَالْاَئِمَّةَ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّة؟ فَمَاذَا فَعَلَ اللهُ تَعَالَى بِفِرْعَوْن{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَة( نَعَمْ سَتَتَقَاذَفُكَ اَمْوَاجُ الْبَحْرِ اِلَى الشَّاطِىءِ لِيَرَاكَ النَّاسُ مَيِّتاً صَغِيراً صَاغِراً ذَلِيلاً حَقِيراً عَلَى شَاطِىءِ الْبَحْرِ كَالْجِيفَةِ الْفَطِيسَةِ الْمُنْتِنَة{لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَة؟ وَاِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُون( نَعَمْ اَخِي اِذَا ذَهَبْتَ الْآنَ اِلَى مِصْرَ؟ فَهُنَاكَ فِي مَيْدَانِ التَّحْرِيرِ؟ مُتْحَفاً تَرَاهُ مَازَالَ اِلَى الْآنَ يَحْتَفِظُ بِجُثَّةِ فِرْعَوْنَ مُحَنَّطاً فِي قَفَصٍ زُجَاجِيّ؟ نَعَمْ اَخِي هَكَذَا كَانَتْ نِهَايَةُ هَذَا الْاِلَهِ الْمُزَيَّفِ الَّذِي{حَشَرَ فَنَادَى؟ فَقَالَ اَنَا رَبُّكُمُ الْاَعْلَى؟ فَاَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْاُولَى؟ اِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى(وَمَااَكْثَرَ الْآلِهَةَ الْمُزَيَّفَةَ فِي اَيَّامِنَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَذَلِكَ النُّمْرُودُ الَّذِي ادَّعَى الْاُلُوهِيَّةَ فِي زَمَنِ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ اِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَكَانَ يَفْتَخِرُ بِذَكَائِهِ وَبِتَدْبِيرِهِ؟ فَاَرْسَلَ اللهُ اِلَيْهِ بَعُوضَةً؟ لَمْ يَجِدْ سَبِيلاً اِلَى تَدْبِيرِهَا؟ فَدَخَلَتْ مِنْ مِنْخَرَيْهِ؟ وَوَصَلَتْ اِلَى دِمَاغِهِ؟ فَكَانَ اَحَبَّ النَّاسِ اِلَيْهِ مَنْ يَضْرِبُهُ بِالْاَحْذِيَةِ عَلَى رَاْسِهِ لِيُخْرِجَ هَذِهِ الْبَعُوضَةَ دُونَ جَدْوَى{وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُون(فَاِلَى مَتَى سَنَبْقَى غَافِلِينَ عَنِ اللهِ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ فَلا الضَّعِيفُ يَنْبَغِي لَهُ اَنْ يَغْفَلَ عَنِ اللهِ؟ وَلَا الْقَوِيُّ اَيْضاً؟ وَسَوَاءٌ كُنْتَ اَخِي الْقَوِيُّ صَاحِبَ سُلْطَةٍ؟ اَوْ كُنْتَ صَاحِبَ مَالٍ؟ اَوْ كُنْتَ ذَكِيّاً؟ فَاِيَّاكَ اَنْ تَطْغَى؟ وَاِيَّاكَ اَنْ تَسْتَعْمِلَ ذَكَاءَكَ فِي الشَّرِّ؟ لِاَنَّ الَّذِي اَعْطَى سُبْحَانَهُ؟ قُادِرٌ اَيْضاً عَلَى اَنْ يَاْخُذَ؟ بَلْ هُوَ قَادِرٌ عَلَى اَنْ يُرْجِعَكَ اِلَى نُقْطَةِ الصِّفْرِ فِي لَحْظَةٍ خَاطِفَةٍ حَاسِمَةٍ سَرِيعَةٍ بَعْدَ اَنْ رَفَعَكَ وَجَعَلَكَ مِنْ اَصْحَابِ الْمَلَايِين {فَاعْتَبِرُوا يَااُولِي الْاَبْصَار( وَفَكِّرُوا بِعُقُولِكُمْ اَنَّ لَكُمْ رَبّاً{لَاتَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ فِي الْاَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء{وَلَاتَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُون(صَدَقَ اللهُ الْعَظِيم؟ اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ؟؟؟ اَلْحَمْدُ للِه وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَتَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّين؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ رِجَالاً وَنِسَاءً وَشَبَاباً وَاَطْفَالاً وَشُيُوخاً وَعُلَمَاءَ وَمُتَعَلّمِين؟ بَارَكَ اللهُ عَلَيْنَا جَمِيعاً؟ وَنَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَهْدِيَ اِلَى مَايُحِبُّ وَيَرْضَى جَمِيعَ الْفَنَّانِينَ وَالْمُطْرِبِينَ وَالْعَاهِرَاتِ وَالْعَاهِرِينَ وَالْفَاجِرَاتِ وَالْفَاجِرِينَ وَالسُّكَارَى وَالْمُقَامِرِينَ الَّذِينَ يَنْصُرُونَ هَذَا الدِّينَ حِينَمَا يَاْمُرُونَ بَعْضَهُمْ بَعْضاً بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ بَعْضَهُمْ بَعْضاً عَنِ الْمُنْكَرِ لِيَعُودُوا اِلَى اَحْضَانِ هَذَا الدِّين وَحِينَمَا يَحُضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَيُسْعِفُونَ مَنْ يَنْزِفُونَ حَتَّى الْمَوْتِ بِمَا لَدَيْهِمْ مِنْ نَخْوَةٍ وَشَهَامَةٍ وَاَمْوَالٍ تُطَهِّرُ الْفَاجِرِينَ وَالْعَاهِرِينَ وَتَجْعَلُهُمْ طَاهِرِينَ وَتُثْبِتُ اَجْرَهُمْ اِنْ شَاءَ الله؟ وَهَنِيئاً لِمَنْ سَاهَمَ مِنْهُمْ فِي حَمْلَةِ اِفْطَارِ صَائِم؟ وَهَنِيئاً لِمَنْ يَتَفَقَّدُ اَحْوَالَ الْمَسَاجِينَ الْمَنْسِيِّينَ وَلَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ الْمُتَفَقِّدُونَ مِنْ اَصْحَابِ الْفَنِّ الرَّاقِي وَالْغِنَاءِ وَالصَّوْتِ الْعَذْبِ الْجَمِيلِ الْحَنُونِ الَّذِي لَايَخْضَعُونَ بِهِ لِيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَض؟ فَيَارَبّ بِحَقِّ هَذِهِ الْاَصْوَاتِ الَّتِي تَلْهَجُ اِلَيْكَ بِالدُّعَاءِ خَاضِعَةً لِعَظَمَتِكَ وَجَلَالِكَ تَائِبَةً مُنْكَسِرَةً ذَلِيلَةَ نَادِمَةً بَاكِيَةً لَكَ بِدُمُوعِ تَوْبَتِهَا النَّصُوحِ اَنْ تَتُوبَ عَلَيْهَا وَتَهْدِيَهَا اِلَى مَاتُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ؟ اِكْشِفِ الْغَمَّ عَنَّا وَعَنْ بِلَادِنَا وَاَوْطَانِنَا يَااَلله؟ اَللَّهُمَّ انْصُرْ مَنْ نَصَرَ هَذَا الدِّين؟ اَللَّهُمَّ مَنْ اَرَادَنَا وَاَرَادَ بِلَادَنَا وَاُمَّتَنَا بِخَيْرٍ فَاجْعَلِ الْخَيْرَ عَلَى يَدَيْه؟ وَمَنْ اَرَادَ بِذَلِكَ سُوءاً فَخُذْهُ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ يَامَنْ اَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير وَبِالْاِجَابَةِ جَدِير؟ عِبَادَ الله {اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى؟ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ؟ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطِّعُوا اَرْحَامَكُمْ؟ اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ(وَقَبْلَ اَنْ اَخْتِمَ هَذِهِ الْمُشَارَكَة اُجِيبُ عَلَى السُّؤَالِ التَّالِي مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيه؟ لِي دَيْنٌ عَلَى اِنْسَانٍ مِنَ النَّاس؟ فَهَلْ تَجِبُ الزَّكَاةُ عَلَيَّ فِي هَذَا الْمَبْلَغِ الَّذِي اَقْرَضْتُّهُ لِهَذَا الْاِنْسَان؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَخِي لَا تَجِبُ عَلَيْكَ اِلَّا بِشُرُوط؟ وَمِنْهَا اَنْ يَكُونَ هَذَا الْاِنْسَانُ الَّذِي اَقْرَضْتَّهُ مَلِيئاً؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ غَيْرُ مُمَاطِل ؟ وَبِمَعْنَى آخَرَ اَيْضاً اَنَّهُ يَسْتَطِيعُ وَفَاءَ الدَّيْنِ؟ وَلَكِنْ لَمْ يَاْتِ بَعْدُ وَقْتُ وَفَاءِ دَيْنِهِ؟ لِاَنَّ مِنْ اِرْشَادَاتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ اِلَى اَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوه(ثُمَّ هُنَاكَ اَيْضاً اِشْهَادٌ فِي هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى هَذَا الدَّيْنِ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْاُمُورِ لِمَاذَا؟ حَتَّى لَاتَحْصَلَ الْخِلَافَاتُ بَيْنَ الدَّائِنِ وَبَيْنَ الْمَدِين؟ فَلَوْ اَنَّكَ اَخِي مَثَلاً اَقْرَضْتَّ اِنْسَاناً مَا مَبْلَغاً مِنَ الْمَالِ؟ وَهَذَا الْاِنْسَانُ يَعْتَرِفُ بِهَذَا الْمَبْلَغِ؟ بَلْ هُنَاكَ بَيِّنَةٌ وَدَلِيلٌ وَاضِحٌ مِنَ الْكِتَابَةِ وَالْاِشْهَادِ عَلَى اَنَّ لَكَ عَلَيْهِ مَبْلَغاً مِنَ الْمَال؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ عَلَيْكَ اَخِي الدَّائِن لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هَذَا الْمَالَ الَّذِي اَقْرَضْتَّهُ لِاَخِيكَ؟ لَيْسَ مَالاً ضَائِعاً؟ وَلَيْسَ دَيْناً مَيِّتاً(وَالدَّيْنُ الْمَيِّتُ هُوَ الَّدَّيْنُ الَّذِي يُنْكِرُهُ الْمَدِينُ بِقَوْلِهِ لَكَ اَخِي الدَّائِن مَثَلاً لَيْسَ لَكَ عَلَيَّ دَيْن وَهَذِهِ حَالَة( وَاَمَّا الْحَالَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي لَاتَجِبُ فِيها الزَّكَاةُ فِي هَذَا الْقَرْضِ مِنَ الْمَالِ؟ فَهِيَ اَنْ يَكُونَ الْمَدِينُ مُفْلِساً لَايَسْتَطِيعُ وَفَاءَ هَذَا الْقَرْضِ مِنَ الدَّيْنِ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ لَاتَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ عَلَيْكَ اَخِي الدَّائِنَ الَّذِي اَقْرَضْتَّ الْمَالَ فِي هَاتَيْنِ الْحَالَتَيْن؟ نَعَمْ اَخِي الدَّائِن صَاحِبَ الْقَرْضِ وَالْاِعَانَةِ بِهَذَا الْمَال؟ لَاتَجِبُ الزَّكَاةُ عَلَيْكَ فِي هَذَا الْمَالِ اِلَّا حِينَمَا تَقْبِضُهُ مِمَّنْ سَاعَدْتَّهُ بِهِ وَاَقْرَضْتَّهُ اِيَّاه؟ فَعَلَيْكَ هُنَا اَنْ تُخْرِجَ زَكَاتَهُ عَنْ عَامٍ وَاحِدٍ؟ كَالْاَمْوَالِ الْمُصَادَرَةِ وَمَايُسَمِّيهِ الْعُلَمَاءُ مَالَ الضِّمَارِ وَهُوَ الْمَالُ الضَّائِع؟ وَالدَّيْنُ الْمَيِّتُ يُعْتَبَرُ كَاَنَّهُ مَالٌ ضَائِع؟ فَلَوْ اَنَّ مَعَكَ مَالاً؟ ثُمَّ ضَاعَ مِنْكَ اَخِي هَذَا الْمَال؟ ثُمَّ بَعْدَ سِنِينَ وَجَدْتَّ هَذَا الْمَبْلَغَ مِنَ الْمَال؟ فَاِنَّكَ تُخْرِجُ عَنْهُ زَكَاةَ عَامٍ وَاحِد فقط؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيه؟ هَلْ يَصِحُّ شَرْعاً اَنْ تُنْقَلُ الزَّكَوَاتُ مِنْ بَلَدٍ اِلَى بَلَدٍ آخَر؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِنَّ الْاَصْلَ فِي الزَّكَاةِ هُوَ التَّكَافُلُ الِاجْتِمَاعِيّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ كُلَّ حَيٍّ مِنْ اَحْيَاءِ الْمُسْلِمِينَ بِمَنْ فِيهِمْ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ اَيْضاً؟ يَنْبَغِي عَلَيْهِمْ اَنْ يَتَكَافَلُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ فَاِذَا كُنَّا اَخِي نَسْكُنُ فِي حَيٍّ مِنَ الْاَحْيَاءِ وَفِيهِ مِنَ الْفُقَرَاءِ مَنْ فِيه؟ فَلَايُسْتَسَاغُ اَنْ نَذْهَبَ اِلَى مَكَانٍ آخَرَ لِنُعْطِيَ هَذِهِ الزَّكَاة؟ وَاِنَّمَا اَوّلاً نَكْفِي الْفُقَرَاءَ الَّذِينَ حَوْلَنَا فِي الْحَيِّ الَّذِي نَعِيشُ فِيه؟ ثُمَّ الْفُقَرَاءَ الَّذِينَ فِي بَقِيَّةِ الْبَلْدَة؟ وَاَمَّا اَنْ تُنْقَلَ الزَّكَاةُ اِلَى بَلَدٍ آخَرَ؟ فَاِنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ شَرْعاً؟ لَكِنْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بِكَرَاهِيَةِ ذَلِك؟ وَقَالَ الْبَعْضُ الْآخَرُ بِالْجَوَاز؟ وَنَقُولُ لِلْفَرِيقَيْنِ مَعاً؟ مَاهِيَ حُجَّتُكُمْ؟ وَمَاهُوَ دَلِيلُكُمْ عَلَى الْجَوَازِ؟ اَوْ عَلَى الْكَرَاهَة؟ فَنَحْنُ ثَقَافَتُنَا الْاِسْلَامِيَّةُ دَائِماً هِيَ ثَقَافَةُ الدَّلِيل؟ قَالُوا؟ هُنَاكَ حَدِيثٌ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ حِينَمَا بَعَثَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ اِلَى الْيَمَن؟ وَاَهْلُ الْيَمَنِ كَانُوا اَهْلَ كِتَاب(يَهُوداً وَنَصَارَى(فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اُدْعُهُمْ اِلَى شَهَادَةِ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا الله وَاَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله؟ فَاِنْ اَطَاعُوكَ؟ فَقُلْ اِنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَة؟ فَاِنْ هُمْ اَطَاعُوكَ؟ فَقُلْ لَهُمْ اِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ صَدَقَةً فِي اَمْوَالِكُمْ تُؤْخَذُ مِنْ اَغْنِيَائِكُمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِكُمْ(نَعَمْ اَخِي لَابُدَّ مِنَ التَّدَرُّجِ فِي الدَّعْوَةِ اِلَى اللهِ كَمَا يُعَلّمُنَا رَسُولُ اللهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الصَّحِيح؟ بِاَنْ نَدْعُوَ غَيْرَ الْمُسْلِمِينَ اَوّلاً اِلَى اَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ وَاحِداً لَاشَرِيكَ لَهُ وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟ فَاِنْ آمَنُوا وَنَطَقُوا بِالشَّهَادَتَيْنِ مُخْتَارِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ؟ فَاَخْبِرْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَة؟ فَاِنْ هُمْ اَطَاعُوكَ وَاَقَامُوا الصَّلَاةَ؟ فَاَخْبِرْهُمْ اَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ اَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ اِلَى فُقَرَائِهِمْ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَنَقُولُ لِلْعُلَمَاءِ الَّذِينَ قَالُوا بِكَرَاهِيَةِ نَقْلِ الزَّكَاةِ اِلَى بَلَدٍ آخَر؟ مَاهِيَ حُجَّتُكُمْ فِي هَذَا الْحَدِيث؟ قَالُوا[تُؤْخَذُ مِنْ اَغْنِيَائِهِمْ(أيْ مِنْ اَغْنِيَاءِ اَهْلِ الْيَمَنِ الَّذِينَ اَسْلَمُوا وَتُعْطَى اِلَى فُقَرَاءِ اَهْلِ الْيَمَنِ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين؟ وَنَقُولُ لِلَّذِينَ قَالُوا بِكَرَاهِيَةِ نَقْلِ الزَّكَاة؟ فِعْلاً فَاِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يَحْتَمِلُ هَذَا الْمَعْنَى الصَّحِيحَ الْخَاصَّ الَّذِي ذَكَرْتُمُوهُ وَالَّذِي يَخُصُّ اَهْلَ الْبَلَدِ دُونَ اَنْ يَتَعَدَّاهُمْ اِلَى غَيْرِهِمْ؟ وَنَتَحَوَّلُ فَوْراً اِلَى الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ قَالُوا بِجَوَازِ نَقْلِ الزَّكَاةِ اِلَى بَلَدٍ آخَرَ وَنَقُول؟ مَاهِيَ حُجَّتُكُمْ اَنْتُمْ اَيْضاً مِنْ نَفْسِ هَذَا الْحَدِيث؟ قَالُوا[تُؤْخَذُ مِنْ اَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ(أيْ عَلَى فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعاً فِي الْيَمَنِ وَفِي غَيْرِ الْيَمَنِ سَوَاءٌ كَانُوا مِنْ اَهْلِ الْبَلْدَةِ فِي الْيَمَنِ اَوْ مِنْ اَهْلِ بَلْدَةٍ اُخْرَى فِي الْيَمَنِ وَخَارِجَهَا؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ اَجَازُوا نَقْلَ الزَّكَاةِ اِلَى بَلَدٍ آخَرَ؟ فِعْلاً فَاِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يَحْتَمِلُ الْمَعْنَى الصَّحِيحَ الْعَامَّ الَّذِي يَخُصُّ الْيَمَنَ وَغَيْرَ اَهْلِ الْيَمَنِ مِمَّا ذَكَرْتُمُوه؟ لَكِنْ مَعَ ذَلِكَ نَقُول؟ اَلْاَفْضَلُ اَنْ نُعْطِيَ اَوّلاً الْاَرْحَام؟ ثُمَّ الْغُرَبَاءَ مِنَ النَّاسِ الْمُحْتَاجِينَ الَّذِينَ يُوجَدُونَ فِي الْحَيِّ الَّذِي نَعِيشُ فِيهِ اَوْ فِي الْبَلْدَةِ الَّتِي نَسْكُنُهَا؟ فَاِذَا قَامَ اَغْنِيَاءُ هَذِهِ الْبَلْدَةِ بِاِخْرَاجِ زَكَاةِ اَمْوَالِهِمْ لِلْفُقَرَاءِ مِنْ اَهْلِ بَلَدِهِمْ؟ فَلَا يُسْتَحْسَنُ اَنْ تُنْقَلَ اِلَى غَيْرِهِمْ مِنَ الْفُقَرَاءِ فِي بَلْدَةٍ اُخْرَى اِلَّا بَعْدَ اَنْ يَكْفُوا فُقَرَاءَ اَهْلِ بَلَدِهِمْ اَوّلاً عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَاعْبُدُوا اللهَ؟ وَلَاتُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً؟ وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَاناً؟ وَبِذِي الْقُرْبَى؟ وَالْيَتَامَى؟ وَالْمَسَاكِينِ؟ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى؟ وَالْجَارِ الْجُنُبِ؟ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ؟ وَابْنِ السَّبِيلِ؟ وَمَامَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْ( اَلْاَوْلَى فَالْاَوْلَى؟ لَكِنْ اَحْيَاناً يَكُونُ الْجَارُ الْاَقْرَبُ وَلَوْ كَانَ غَرِيباً؟ اَوْلَى مِنَ الْجَارِ الْبَعِيدِ وَلَوْ كَانَ الْبَعِيدُ مِنْ ذِي الْقُرْبَى وَالْعَكْسُ صَحِيح؟ نَعَمْ اَخِي وَلَابُدَّ اَيْضاً مِنْ مُرَاعَاةِ الْاَصْنَافِ الثَّمَانِيَةِ مِنَ الْاَرْحَامِ وَالْغُرَبَاءِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ؟ وَالْمَسَاكِينِ؟ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا؟ وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ؟وَفِي الرِّقَابِ؟ وَالْغَارِمِينَ؟ وَفِي سَبِيل ِاللهِ؟ وَابْنِ السَّبِيلِ؟ فَرِيضَةً مِنَ الله( نَعَمْ اَخِي؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ الْاَوْلَوِيَّةَ الْمَطْلُوبَةَ اِذَا كَانَتْ تَتَعَلَّقُ بِمَسْاَلَةِ حَيَاةٍ اَوْ مَوْت؟ فَلَابُدَّ مِنْ مُرَاعَاةِ النَّاسِ جَمِيعاً؟ وَلَايَجُوزُ مُسَاعَدَةُ طَرَفٍ مِنَ النَّاسِ عَلَى حِسَابِ الطَّرَفِ الْآخَرِ وَشَقَائِهِ وَتَعَاسَتِهِ وَدَمَارِهِ وَمَوْتِهِ؟ فَاِذَا كَانَ مَنْ نَنْقُلُ الزَّكَاةَ اِلَى بَلَدِهِمْ اَشَدُّ حَاجَةً مِنْ اَهْلِ الْبَلَدِ الَّذِي نَعِيشُ فِيهِ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يُصْبِحُ نَقْلُ الزَّكَاةِ اِلَى هَذَا الْبَلَدِ الْاَشَدِّ حَاجَة ؟فَرْضَ عَيْنٍ وَلَيْسَ فَرْضَ كِفَايَةٍ وَحَسْبُ؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانَتْ مَسْاَلَةَ حَيَاةٍ اَوْ مَوْتٍ فِي غِذَاءٍ اَوْ شَرَابٍ اَوْ دَوَاءٍ اَوْ كِسَاءٍ بِالنِّسْبَةِ لِاَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ اِذَا لَمْ نُسْرِعْ بِنَقْلِ الزَّكَاةِ اِلَيْهِمْ وَهُمْ بِاَمَسِّ الْحَاجَةِ اِلَيْهَا لِتَقِيَهُمْ مِنْ خَطَرِ الْمَوْتِ جُوعاً اَوْ بَرْداً قَارِساً اَوْ مَرَضاً اَوْ نَزْفاً حَتَّى الْمَوْت؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَرُبَّمَا هُنَاكَ اَيْضاً مِنْ اَقْرِبَائِكَ مَنْ يَعِيشُ فِي بَلَدٍ آخَرَ بَعِيدٍ عَنْكَ وَهُوَ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ اِلَيْهَا؟ فَهُنَا اَيْضاً تُصْبِحُ الزَّكَاةُ اَوْجَبَ عَلَيْكَ لِتَكُونَ صَدَقَةً وَصِلَةً لِلْاَرْحَامِ فِي آنٍ وَاحِد؟ لِاَنَّ اللهَ لَايَقْبَلُ مِنْكَ صَدَقَةً عَلَى الْغُرَبَاءِ اِذَا كَانَ فِي اَرْحَامِكَ مَنْ هُوَ مُحْتَاجٌ اِلَيْهَا؟ اِلَّا اِذَا كَانَ هَؤُلَاءِ الْغُرَبَاءُ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ اَكْثَرَ مِنْ اَرْحَامِكَ اِلَى صَدَقَتِكَ وَزَكَاتِكَ عَلَيْهِمْ فِي مَسْاَلَةٍ تَتَعَلَّقُ بِحَيَاةٍ اَوْ مَوْتٍ بِالنِّسْبَةِ لِهَؤُلَاءِ الْغُرَبَاء؟ فَاِذَا كَانَ مِنَ الْمُمْكِنِ اَنْ يَبْقَى اَرْحَامُكَ وَلَوْ مُؤَقَّتاً آمِنِينَ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ مِنْ دُونِ صَدَقَتِكَ عَلَيْهِمْ؟ فَعَلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَلَّا تَتَاَخَّرَ عَنِ الْغُرَبَاءِ؟ وَاَنْ تُسْرِعَ فَوْراً اِلَى الصَّدَقَةِ عَلَيْهِمْ لِاِنْقَاذِ حَيَاتِهِمْ؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ هُنَالِكَ اَوْلَوِيَّاتٍ فِي صَدَقَتِكَ عَلَى اَرْحَامِكَ وَعَلَى الْغُرَبَاءِ عَنْكَ تَسْتَطِيعُ اَخِي اَنْ تُقَدِّرَهَا فِي عَقْلِكَ بِكُلِّ سُهُولَةٍ لِتَعْمَلَ بِمُوجَبِهَا؟ وَاَحْيَاناً يَكُونُ اِنْقَاذُ النَّاسِ الْغُرَبَاءِ مِنَ الْمَوْتِ جُوعاً بِشِقِّ تَمْرَةٍ رُبَمَا لَايَكُونُ اَرْحَامُكَ بِحَاجَةٍ اِلَيْهَا فِي الْوَقْتِ الْحَاضِر؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلاَم[تَصَدَّقْ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة(وَرُبَّمَا يَكُونُ اِنْقَاذُ النَّاسِ اَيْضاً حَاصِلاً بِنِصْفِ حَبَّةٍ مِنَ الدَّوَاءِ اَوْ بِشَرْبَةِ مَاءٍ؟ فَلَا تَتَاَخَّرْ بِهَا عَلَيْهِمْ يَااَخِي؟ وَاجْعَلْ عَقْلَكَ دَائِماً هُوَ الْمِيزَانُ فِي تَقْدِيرِ الْاُمُورِ؟ لِتَكُونَ الْاَوْلَوِيَّةُ دَائِماً لِمَنْ هُمْ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ اِلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ؟ لِتُنْقِذَهُمْ مِنَ الْمَوْتِ؟ سَوَاءٌ كَانُوا مِنْ اَرْحَامِكَ؟ اَوْ كَانُوا مِنَ الْغُرَبَاءِ الَّذِينَ تَرْبِطُكَ بِهِمْ اَرْحَامٌ اِنْسَانِيَّةٌ مِنْ مُسْلِمِينَ وَغَيْرِ مُسْلِمِينَ؟ فَكُلُّنَا مَعاً اَبْنَاءُ آدَمَ وَحَوَّاءَ؟ وَكُلُّنَا مَعاً تَجْمَعُنَا اَعْظَمُ اَرْحَامٍ وَاَعْظَمُ قَرَابَةٍ مِنْ اَبِينَا آدَمَ وَاُمِّنَا حَوَاءَ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين؟ فَاِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ اَخِي كِفَايَةَ النَّاسِ جَمِيعاً بِمَا لَدَيْكَ مِنْ اَمْوَال؟ فَلَا اَقَلَّ مِنْ اَنْ تَحْمِيَهُمْ مِنْ خَطَرِ الْمَوْتِ وَلَوْ بِتَمْرَةٍ وَلَوْ بِحَبَّةِ دَوَاءٍ اَوْ شِقَّيْهِمَا؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ مَامَعْنَاه؟ اِنَّ مِنْ مَصَارِفِ الزَّكَاةِ مَاوَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ التَّوْبَةِ{وَالْغَارِمِين(فَهَلْ يَجُوزُ شَرْعاً اَنْ اُبْرِىءَ ذِمَّتِي مِنَ الزَّكَاة بِاِبْرَاءِ مَنْ اَقْرَضْتُّهُ مِنَ الدَّيْنِ بَعْضِهِ اَوْ كُلِّه؟وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اِنَّ الْغَارِمِينَ هُمُ الَّذِينَ رَكِبَتْهُمْ دُيُونٌ مَشْرُوعَةٌ وَعَجِزُوا عَنْ وَفَائِهَا؟ فَلَوْ اَنَّ لَكَ اَخِي دَيْناً عَلَى اِنْسَانٍ بِمِقْدَارِ عَشَرَةِ آلَافِ لَيْرَةٍ اَوْ خَمْسِينَ اَلْفِ لَيْرَةٍ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ؟ ثُمَّ نَوَيْتَ اَنْ تَضَعَ عَنْهُ هَذَا الدَّيْن؟ وَاَنْ تَحْسِبَهُ مِنَ الزَّكَاةِ الَّتِي فَرَضَهَا اللهُ عَلَيْكَ بِنِصَابِهَا الْمَعْرُوفِ اِذَا حَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ؟ لِاَنَّهُ عَجِزَ عَنْ وَفَاءِ هَذَا الدَّيْنِ الَّذِي بِذِمَّتِهِ لَكَ عَلَيْه؟ فَهَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ شَرْعاً؟ وَهَلْ تَسْقُطُ الزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ بِنِصَابِهَا وَحَوْلِهَا عَلَيْكَ اَخِي بِهَذِهِ الطَّرِيقَة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ؟ اَنَّ كَثِيراً مِنَ الْفُقَهَاءِ قَالُوا؟ لَايَجُوز؟ وَلَنْ تَسْقُطَ الزَّكَاةُ عَنْكَ اَخِي؟ وَلَنْ تَبْرُؤَ ذِمَّتُكَ مِنْهَا اَمَامَ اللهِ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ مِنَ الْعَفْوِ وَالْمُسَامَحَةِ عَمَّا لَكَ بِذِمَّةِ اَخِيكَ مِنَ الدَّيْنِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الزَّكَاةَ عِنْدَ هَؤُلَاءِ الْفُقَهَاءِ هِيَ تَمْلِيكٌ وَلَيْسَتْ اِبْرَاءً؟ بِمَعْنَى اَنَّ صُورَتَهَا الشَّرْعِيَّةَ الصَّحِيحَةَ عَلَى شَكْلِ تَمْلِيكٍ لِلْمُزَكَّى عَلَيْهِ؟ وَلَيْسَتْ عَلَى شَكْلِ اِبْرَاءٍ اَوْ اِعْفَاءٍ لِلْمَدِينِ مِنَ الْحَقِّ الَّذِي لَكَ عَلَيْه؟ نَعَمْ اَخِي الدَّائِن؟ وَلِمَزِيدٍ مِنَ التَّوْضِيحِ اَقُولُ لَكَ اَنَّكَ حِينَمَا تَقُولُ لِاَخِيكَ الْمَدِينِ مَايَلِي؟ بِمَا اَنَّكَ عَاجِزٌ يَااَخِي الْمَدِينُ عَنْ وَفَاءِ دَيْنِيَ الَّذِي لِي بِذِمَّتِكَ؟ فَلَاتُشْغِلْ بَالَكَ وَلَاتَهْتَمَّ؟ لِاَنِّي نَوَيْتُ اَنْ اَعْتَبِرَ هَذَا الدَّيْنَ مِنَ الزَّكَاة؟ وَلَنْ اُطَالِبَكَ بِهِ؟ وَسَاَحْتَسِبُهُ مِنْ نِصَابِ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ عَلَيَّ؟ فَمَا هُوَ الْحُكْمُ الشَّرْعِيُّ هُنَا عَلَى رَاْيِ الْاَكْثَرِيَّةِ مِنْ جُمْهُورِ الْفُقَهَاء؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اَنْتَ هُنَا لَمْ تُسَلّمْهُ الْمَالَ؟ وَلَمْ تُمَلّكْهُ الْمَالَ؟ وَاِنَّمَا وَضَعْتَ عَنْهُ الْمَال؟ وَاَمَّا مَالُ الزَّكَاةِ؟ فُهُوَ لَابُدَّ اَنْ يَكُونَ بِصِفَةِ تَمْلِيكٍ؟ وَلَيْسَ بِصِفَةِ دَيْنٍ اَوْ اِبْرَاءٍ مِنَ الدَّيْنِ؟ حَتَّى تَكُونَ زَكَاةً مَقْبُولَةً عِنْدَ اللهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْاَعْمَالَ بِالنِّيَّات؟ وَلِاَنَّ لِكُلِّ امْرِىءٍ مَانَوَى؟ وَاَنْتَ هُنَا اَخِي لَمْ تَنْوِ الزَّكَاةَ سَوَاءٌ رَضِيتَ بِكَلامِي هَذَا اَوْ لَمْ تَرْضَ؟ وَاِنَّمَا فِي حَقِيقَةِ الْاَمْرِ اَنْتَ نَوَيْتَ التَّهَرُّبَ مِنْ مَسْؤُولِيَّاتِكَ فِي دَفْعِ هَذِهِ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ وَلَوْ كَانَ تَهَرُّبُكَ حَاصِلاً عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ الْحَسَنَةِ مِنَ الْاِبْرَاءِ وَلَكَ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ الْعَظِيمُ الْهَائِلُ عِنْدَ اللهِ عَلَى هَذَا الْاِبْرَاءِ وَالْاِعْفَاءِ لِاَخِيكَ مِنْ حُقُوقِكَ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِكَ؟ لَكِنْ هَذَا لَايُعْفِيكَ مِنْ مَسْؤُولِيَّاتِكَ فِي اِخْرَاجِ مَاعَلَيْكَ مِنَ الزَّكَاةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ بِهَذَا الْاِعْفَاءِ لَكَ مِنَ الزَّكَاةِ وَلَهُ مِنَ الدَّيْنِ الَّذِي لَكَ بِذِمّتِهِ؟ تَفْتَحُ اَبْوَاباً عَظِيمَةً مِنَ الشَّرِّ وَالْفَسَادِ فِي الْاَرْضِ؟ تَضُرُّ بِهَا اِخْوَانَكَ الْآخَرِينَ الدَّائِنِينَ مِنْ اَصْحَابِ الْحُقُوقِ ضَرَراً عَظِيماً؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانُوا بِاَمَسِّ الْحَاجَةِ اِلَى هَذِهِ الْحُقُوقِ؟ وَلَايَسْتَطِيعُونَ اِعْفَاءَ اَحَدٍ مِمَّنْ لَهُمْ بِذِمَّتِهِمْ مِنْ هَذِهِ الْحُقُوقِ؟ فَيَاْتِي هَؤُلَاءِ الصَّادِقُونَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ اَدَاءَ اَمْوَالِ النَّاسِ وَرَدَّ الْحُقُوقِ اِلَى اَصْحَابِهَا رَاجِينَ مُسْتَعْطِفِينَ مِنْ اَصْحَابِ الْحُقُوقِ عَلَيْهِمْ اَنْ يَحْتَسِبُوهَا مِنْ زَكَاةِ اَمْوَالِهِمْ عَلَيْهِمْ؟ لِاَنَّهُمْ فِعْلاً عَاجِزُونَ عَنْ اَدَائِهَا لَهُمْ؟ فَبِالنَّتِيجَةِ لَامُشْكِلَةَ لِلدَّائِنِينَ مَعَ هَؤُلَاءِ الصَّادِقِينَ اِذَا رَضِينَا بِفَتْوَى شَاذَّةٍ بِجَوَازِ احْتِسَابِ مَاعَلَيْهِمْ مِنَ الْحُقُوقِ مِنْ زَكَاةِ اَمْوَالِ مَنْ لَهُمْ مِنَ الْحُقُوقِ عَلَيْهِمْ؟ وَلَكِنَّنَا لَنْ نَرْضَى بِهَذِهِ الْفَتْوَى الشَّاذَّةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْمُشْكِلَةَ الْحَقِيقِيَّةَ تَكْمُنُ فِي هَؤُلَاءِ الْمُمَاطِلِينَ النَّصَّابِينَ الْمُحْتَالِينَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ اِتْلَافَ اَمْوَالِ النَّاسِ وَاَكْلِهَا بِالْبَاطِلِ وَهُمْ اَغْنِيَاءُ قَادِرُونَ عَلَى اَدَائِهَا؟ بَلْ هُمْ قَادِرُونَ عَلَى اَدَائِهَا اَضْعَافاً مُضَاعَفَةً لَوْلَا اَنَّ الرِّبَا حَرَام؟ بَلْ لَايُؤَثّرُ هَذَا الْاَدَاءُ عَلَى مِيزَانِيَّتِهِمْ وَلَا عَلَى اُمُورِ مَعِيشَتِهِمْ؟ بَلْ يَدْفَعُونَ غَيْضاً مِنْ فَيْضٍ مِنَ الْاَمْوَالِ الْكَثِيرَةِ الْهَائِلَةِ الَّتِي يَتَمَتَّعُونَ بِهَا بِالْحَرَامِ؟ ثُمَّ يَاْتُونَ اِلَى اَصْحَابِ الْحُقُوقِ رَاجِينَ وَمُسْتَعْطِفِينَ اَنْ يَحْتَسِبُوهَا لَهُمْ مِنْ زَكَاةِ اَمْوَالِهِمْ وَاَنْ يُعْفُوهُمْ مِنْ اَدَائِهَا نِهَائِيّاً؟ فَاِيَّاكَ اَنْ تَظُنَّ اَنَّ الْفَرَجَ قَدْ جَاءَكَ هُنَا عِنْدَ اللهِ اَيُّهَا الْمُمَاطِلُ النَّصَّابُ الْمُحْتَالُ يَامَنْ تَجْعَلُ الدَّائِنَ الَّذِي صَنَعَ مَعَكَ الْمَعْرُوفَ مَغْلُوباً عَلَى اَمْرِهِ بِسَيْفِ الْحَيَاءِ وَالْخَجَلِ الَّذِي تُحَارِبُهُ بِهِ لِيَسْكُتَ عَنْ حَقّهِ وَيَتَنَازَلَ عَنْهُ نِهَائِيّاً لَكَ؟ لَايَامُحْتَال لَنْ تَسْتَطِيعَ مَهْمَا فَعَلْتَ اَنْ تَتَهَرَّبَ مِنْ مَسْؤُولِيَّاتٍ عَظِيمَةٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{هَلْ جَزَاءُ الْاِحْسَانِ اِلَّا الْاِحْسَان( فَالْوَيْلُ ثُمَّ الْوَيْلُ وَالثُّبُورُ وَعَظَائِمُ الْاُمُورِ مِنْ غَضَبِ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ شَدِيدِ الْعِقَابِ عَلَى اَصْحَابِ الْحُقُوقِ قَبْلَ غَيْرِهِمْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُمَاطِلِينَ الْمُحْتَالِينَ الْمُجْرِمِين؟ اِذَا فَتَحُوا هَذِهِ الْاَبْوَابَ الْمُنْكَرَةَ اَمَامَ اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ لِيُشَجِّعُوهُمْ عَلَى اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَاِضَاعَةِ حُقُوقِهِمْ وَاِتْلَافِهَا؟ بِحُجَّةِ اَنَّهُمْ يُرِيدُونَ اَنْ يَحْتَسِبُوهَا مِنْ اَمْوَالِ الزَّكَاة؟ لِاَنَّ الزَّكَاةَ رُكْنٌ حَقٌّ مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَامِ الْحَقّ؟ جَاءَتْ مِنْ اَجْلِ اَدَاءِ الْحَقّ؟ وَلَمْ تَاْتِ مِنْ اَجْلِ اِضَاعَةِ الْحَقِّ؟وَلَمْ تَاْتِ مِنْ اَجْلِ دَعْمِ الْبَاطِلِ وَلَامِنْ اَجْلِ اَنْ تَدْعَمَ مَنْ يَاْكُلُونَ اَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِل؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيه؟ طَيِّبْ مَاهُوَ الْحَلُّ لِهَذِهِ الْمُشْكِلَة؟ اُرِيدُ اَنْ اَحْتَسِبَ هَذَا الدَّيْنَ الَّذِي لِي عَلَى اَخِي مِنْ زَكَاةِ اَمْوَالِي؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لَايُوجَدُ اِلَّا حَلٌّ وَاحِد؟ وَهُوَ اَنْ يُعِطِيَكَ اَخُوكَ الدَّيْنَ الَّذِي لَكَ عَلَيْهِ؟ دُونَ اَنْ يَكُونَ هُنَاكَ شَرْطٌ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَهُوَ اَنْ تَحْتَسِبَهُ مِنْ زَكَاةِ اَمْوَالِك؟ فَاِذَا حَصَلَ هَذَا الشَّرْطُ؟ فَزَكَاتُكَ عَلَيْهِ بَاطِلَة؟ وَاَمَّا اِذَا لَمْ يَحْصَلْ؟ فَخُذْ مِنْهُ الدَّيْنَ الَّذِي لَكَ عَلَيْهِ؟ ثُمَّ اَعْطِهِ اِيَّاهُ مِنْ جَدِيدٍ بِنِيَّةِ التَّمْلِيكِ لَابِنِيَّةِ الدَّيْنِ؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ تُمَلّكُهُ هَذَا الْمَالَ بِنِيَّةِ الزَّكَاةِ الدَّائِمَةِ دُونَ اَنْ تَسْتَرِدَّهُ مِنْهُ لَاحِقاً؟ لَا اَنْ تُمَلّكَهُ اِيَّاهُ بِنِيَّةِ الدَّيْنِ الْمُؤَقَّتِ الَّذِي يُخَوِّلُكَ اَنْ تَسْتَرِدَّهُ مِنْهُ لَاحِقاً اِلَى اَجَلٍ مُسَمّىً بَيْنَكَ وَبَيْنَه؟ فَاِذَا تَحَقَّقَتْ هَذِهِ الشُّرُوطُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَكُونُ زَكَاةً مَقْبُولَةً عِنْدَ اللهِ اِنْ شَاءَ سُبْحَانَهُ وَلَاحَرَجَ عَلَيْك؟ لَكِنْ اِنْ حَصَلَ هَذَا الشَّرْطُ الَّذِي ذَكَرْتُهُ لَكَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؟ فَاِنَّ زَكَاتَكَ عَلَيْهِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنَ الشَّرْطِ بَاطِلَة؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَة يَقُولُ فِيه؟ مَامَعْنَى الزَّكَاة فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ كَلِمَةُ زَكَاة فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ لَهَا مَعَانٍ مُتَعَدِّدَة؟ مِنْهَا الطَّهَارَة؟ لِاَنَّهَا تُطَهِّرُ ذِمَّةَ الْغَنِيِّ؟ وَتُطَهِّرُ كَذَلِكَ الْمَال؟ وَمَادَامَ هَذَا الْمَالُ مَخْلُوطاً فِيهِ حَقُّ الْغَيْرِ؟ فَلَيْسَ مَالاً طَاهِراً حَلَالاً خَالِصاً؟ فَحِينَمَا تُخْرِجُ الزَّكَاةَ اَخِي تُطَهِّرُ الْمَال؟ نَعَمْ اَخِي وَتَاْتِي الزَّكَاةُ كَذَلِكَ بِمَعْنَى النُّمُوّ؟ نَقُولُ مَثَلاً زَكَا الزَّرْعُ بِمَعْنَى نَمَا؟ بِمَعْنَى اَنَّ الزَّكَاةَ تُنَمِّي الْعَلاقَاتِ الِاجْتِمَاعِيَّةَ بَيْنَ اَفْرَادِ الْمُجْتَمَع؟ فَحِينَمَا يَرَى الْمُحْتَاجُ اَنَّ الْغَنِيَّ لَايَنْسَاهُ؟ وَاَنَّهُ يُعْطِيهِ هَذِهِ الزَّكَاةَ مَعَ مُرَاعَاةِ الْغَنِيِّ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى عِزَّةِ نَفْسِ الْمُحْتَاجِ؟ فَاِنَّ الْمَوَدَّةَ تَحْدُثُ بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ؟ وَلِهَذَا جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{خُذْ مِنْ اَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا؟ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ(أَيِ ادْعُ لَهُمْ(وَاِذَا اَرَدْتَّ اَخِي اَنْ تَتَفَقَّهَ فِي لُغَتِكَ الْعَرَبِيَّة؟ فَلَاحِظِ الْفَرْقَ بَيْنَ كَلِمَةِ صَلِّ؟ وَكَلِمَةِ اُدْعُ؟ وَاعْلَمْ اَنَّ الدُّعَاءَ يُعَدَّى بِاللَّام؟ وَاَمَّا الصَّلَاةُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ؟ فَقَدْ عَدَّاهَا اللهُ بِعَلَى فِي قَوْلِهِ{وَصَلِّ عَلَيْهِمْ(وَلَمْ يَقُلْ فَصَلِّ لَهُمْ؟ فَلَوْ قُلْتَ اَخِي مَثَلاً دَعَوْتُ عَلَى فُلَانٍ مِنَ النَّاس؟ فَاَنْتَ هُنَا لَمْ تَدْعُ لَهُ بِالْخَيْرِ؟ وَاِنَّمَا دَعَوْتَ عَلَيْهِ بِالشَّرِّ؟ وَاَمَّا حِينَمَا تَقُولُ دَعَوْتُ لِفُلَانٍ مِنَ النَّاس؟ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكَ دَعَوْتَ لَهُ بِالْخَيْرِ؟ وَاَمَّا قَوْلُ اللهِ{صَلِّ عَلَيْهِمْ(بِمَعْنَى ادْعُ لَهُمْ بِالْخَيْر؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّكَ اِذَا اَرَدْتَّ مِنَ الدُّعَاءِ الْخَيْرَ؟ فَلَابُدَّ اَنْ تُعَدِّيَ الدُّعَاءَ بِاِلَى؟ وَلَابُدَّ اَنْ تُعَدِّيَ مَعْنَاهُ وَهُوَ الصَّلَاةُ بِعَلَى؟ وَاَمَّا اِذَا اَرَدْتَّ مِنَ الدُّعَاءِ الشَّرَّ؟ فَلَابُدَّ اَنْ تُعَدِّيَ الدُّعَاءَ بِعَلَى قَائِلاً؟ دَعَوْتُ عَلَيْهِمْ؟ وَلَايَصِحُّ اَنْ تَقُولَ دَعَوْتُ لَهُمْ اِذَا اَرَدْتَّ شَرّاً مِنْ دُعَائِكَ{خُذْ مِنْ اَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ(وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ اِذَا اَخَذَ الزَّكَاةَ مِنْ قَوْمٍ؟ دَعَا لَهُمْ قَائِلاً مَثَلاً[اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى بَنِي اَوْفَى] بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ عَنِ الَّذِينَ مَنَعُوا الزَّكَاةَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام مَاحُجَّتُهُمْ فِي ذَلِك؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي حُجَّتُهُمْ بَاطِلَةٌ حِينَمَا قَالُوا اِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ لِرَسُولِهِ{خُذْ مِنْ اَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ(وَاِنَّ مَنْ يَاْتِي بَعْدَ رَسُولِ اللهِ لَاتُعْتَبَرُ صَلَاتُهُ كَصَلَاةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟لَكِنَّهَا حُجَّةٌ وَاهِيَةٌ وَدَاحِضَةُ وَبَاطِلَةٌ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ مَنْ يَاْتِي بَعْدَ رَسُولِ اللهِ يَقُومُ مَقَامَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرَا( وَنَقُولُ لِمَانِعِي الزَّكَاة؟ هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنَّنَا لَايَجُوزُ لَنَا شَرْعاً اَنْ نَرْجُوَ اللهَ وَلَا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا اَنْ نَذْكُرَ اللهَ كَثِيراً بِالتَّاَسِّي فِي ذَلِكَ كُلّهِ بِرَسُولِ اللِه بَعْدَ وَفَاتِه؟فَاِذَا وَجَدْنَا مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ كُلَّهُ تَاَسِّياً بِرَسُولِ اللهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ فَمَا هُوَ الْمَانِعُ الشَّرْعِيُّ الّذِي يَمْنَعُنَا مِنْ اِعْطَائِهِ الزَّكَاة وَجَعْلِهِ مُشْرِفاً عَلَى تَوْزِيعِهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اَوَّلَ حَرْبٍ اُعْلِنَتْ فِي الْعَالَمِ مِنْ اَجْلِ الْفُقَرَاء؟ اِنَّمَا هِيَ الْحَرْبُ الَّتِي اَعْلَنَهَا اَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى الْمُرْتَدِّينَ وَعَلَى مَانِعِي الزَّكَاة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَقَدْ كَانَ الصَّحَابَةُ مُتَّفِقِينَ اَوّلاً عَلَى مُحَارَبَةِ الْمُرْتَدِّينَ لِاَنَّهُمْ ضَعْضَعُوا دَوْلَةَ الْاِسْلَامِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِقِتَالِهِمْ عَلَى الزَّكَاةِ؟ فَقَدْ وَقَعَ اَوّلاً نِ الْخِلَافُ بَيْنَهُمْ؟ فَكَانَ اَبُو بَكْرٍ وَمَنْ وَافَقَهُ يَرَى مُحَارَبَةَ مَانِعِي الزَّكَاة؟ وَكَانَ عُمَرُ يَرَى خِلَافَ ذَلِكَ حَتَّى قَالَ لِاَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَيْفَ تُقَاتِلُهُمْ وَهُمْ يَشْهَدُونَ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَاَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله؟ فَقَالَ لَقَدْ نَسِيتَ يَاعُمَرُ قَوْلَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِلَّا بِحَقّهِ( أيْ اِلَّا بِحَقِّ الْاِسْلَام؟ وَالزَّكَاةُ تُعْتَبَرُ حَقّاً مِنْ حُقُوقِ الْاِسْلَامِ نُقَاتِلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْلِ تَحْصِيلِهِ مِنْهُمْ؟ فَوَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقاً كَانُوا يُؤَدُّونَهُ رَسُولَ اللهِ؟ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ؟ فَيَقُولُ عُمَرُ؟ وَمَازَالَ اَبُو بَكْرٍ يُرَاوِدُنِي حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي لِمَا شَرَحَ لَهُ صَدْرَ اَبِي بَكْرٍ؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَالزَّكَاةُ اِذاً فَرِيضَةٌ تُؤْخَذُ مِنَ الْاَغْنِيَاءِ؟ فَاِذَا لَمْ يَفْعَلُوهَا بِخَاطِرِهِمْ؟ فَاِنَّهَا تُؤْخَذُ رَغْماً مِنْهُم وَعَنْهُمْ وَتُعْطَى اِلَى الْفُقَرَاء؟ وَاِلَّا فَاِنَّ الْمَجَاعَاتِ وَالْفَقْرَ سَيَحْدُثُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا بِسَبَبِ الْاَنَانِيَّةِ وَالْمَادِّيَّةِ الْمُجْحِفَةِ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْاِمَامَ عَلِيّاً كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ يَقُول[مَاجَاعَ الْفُقَرَاءُ اِلَّا بِبُخْلٍ مِنَ الْاَغْنِيَاء؟ وَاِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمُحَاسِبُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِسَاباً شَدِيداً؟ وَلَمُعَذّبُهُمْ عَذَاباً اَلِيمَا(نَعَمْ اَخِي وَحَتَّى عَلَى الْمُسْتَوَى الْعَالَمِيّ؟ فَاِنَّنَا نَرَى دُوَلاً مُتَكَبِّرَةً مُتَجَبِّرَةً ظَالِمَةً طَاغِيَةً تَحْتَارُ كَيْفَ تَتَصَرَّفُ بِاَمْوَالِهَا لِكَثْرَتِهَا الْهَائِلَةِ؟ ثُمَّ تُنْفِقُهَا فِي سَبِيلِ الْعُلُوِّ وَالْفَسَادِ وَالتَّكَبُّرِ فِي الْاَرْضِ؟ وَهُنَاكَ دُوَلٌ فَقِيرَةٌ لَايَجِدُونَ كَسْرَةً مِنَ الْخُبْز؟ وَمَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ سَاَلْتُ اَحَدَ الْبَحَّارَةِ الْقَادِمِينَ مِنَ السَّفَرِ عَنْ حِذَاءٍ جَمِيلٍ يَنْتَعِلُهُ؟ مِنْ اَيْنَ اَتَى بِهِ؟ وَكَمْ ثَمَنُهُ؟ اُرِيدُ اَنْ اَشْتَرِيَ وَاحِداً مِثْلَهُ لِاَخِي الْاَصْغَر؟ فَقَالَ لَقَدْ اَتَيْتُ بِهِ مِنْ مَزَابِلِ اِيطَالْيَا؟ وَمَااَكْثَرَ الْاَحْذِيَةَ الرَّائِعَةَ الَّتِي يُلْقُونَ بِهَا فِي مَزَابِلِهِمْ؟ بَلْ وَمَااَكْثَرَ الْاَغْرَاضَ الثَّمِينَةَ الَّتِي جَلَبْتُ مِمَّا يُلْقُونَهُ عَلَى مَزَابِلِهِمْ بِالْمَجَّانِ مِنْهَا اِلَى بَيْتِي مِنَ التِّلْفِزْيُونَاتِ وَالرَّادْيُوهَاتِ وَالْمُوبَايْلَاتِ وَالْاَجْهِزَةِ الْاِلِكِتْرُونِيَّة؟ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ يُغَيِّرُونَ اَلْبِسَتَهُمْ وَاَحْذِيَتَهُمْ وَاَغْرَاضَهُمْ حَسَبَ الْمُوضَةِ الدَّارِجَةِ عِنْدَهُمْ؟ نَعَمْ اَخِي هَؤُلَاءِ هُمْ اِخْوَانُ الشَّيَاطِينِ الْمُسْرِفِينَ الْمُبَذّرِينَ مِنْ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَة؟ وَلَوْ اَنَّ هَؤُلَاءِ الْاَغْنِيَاءَ فِي هَذِهِ الدُّوَلِ الْيَهُودِيَّةِ الصَّلِيبِيَّةِ الْبَطِرَةِ الْمُتَعَجْرِفَة؟ اَعَانُوا هَؤُلَاءِ الْفُقَرَاءَ؟ اَوْ نَشَّطُوا الْحَالَةَ الِاقْتِصَادِيَّةَ فِي بِلَادِهِمْ؟ وَقَضَوْا عَلَى الرُّكُودِ الِاقْتِصَادِيِّ عِنْدَهُمْ؟ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ؟ وَلَكِنَّهُمْ لَايَفْعَلُونَ ذَلِكَ اَبداً؟ اِلَّا بَعْدَ اَنْ تَكُونَ لِصُلْبَانِ التَّبْشِيرِ الْخَبِيثَةِ صَوْلَةٌ وَجَوْلَةٌ وَرَايَةٌ مَرْفُوعَةٌ خَفَّاقَةٌ فِي هَذِهِ الْبِلَادِ؟ حَتَّى يَرْتَدَّ النَّاسُ عَنْ دِينِهِمْ؟ وَلَكِنَّ اللهَ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{اِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ اَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ؟ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُون؟ وَالَّذِينَ كَفَرُوا اِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُون؟ لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ؟ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ؟ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّم(نَعَمْ اَخِي وَنَحْنُ الْمُسْلِمِينَ فِي شَرِيعَةِ الْاِسْلَامِ؟ اِذَا اَرَدْنَا اَنْ نُطَبِّقَ الْاِسْلَامَ عَلَى الْمُسْتَوَى الْفَرْدِيِّ وَعَلَى الْمُسْتَوَى الدَّوْلِيِّ؟ فَاِنَّ الْاُمَّةَ الْمُسْلِمَةَ الْغَنِيَّةَ؟ اِذَا رَاَتْ اُمَّةً فَقِيرَةً؟ لَاتَسْتَعْبِدُهَا؟ وَاِنَّمَا تُعِينُهَا وَتُسَاعِدُهَا؟ وَاعْتَبَرَ الْفُقَهَاءُ ذَلِكَ نَوْعاً مِنَ الْاِحْيَاءِ الْمَعْنَوِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{مِنْ اَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي اِسْرَائِيلَ اَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ اَوْ فَسَادٍ فِي الْاَرْضِ؟ فَكَاَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعَا(فَحِينَمَا يَااَخِي تَقْتُلُ اِنْسَاناً وَاحِداً ظُلْماً بِغَيْرِ حَقٍّ مَهْمَا كَانَ انْتِمَاؤُهُ؟ فَاِنَّكَ بِذَلِكَ تَعْتَدِي عَلَى الْاِنْسَانِيَّةِ كُلّهَا؟ فَمَثَلاً لَوْ اَنَّ اُسْرَةً تَتَكَوَّنُ مِنْ عَشْرَةِ اَشْخاص؟ فَجَاءَ اِنْسَانٌ فَقَتَلَ وَاحِداً مِنْهُمْ؟ فَهَلْ الّاِعْتِدَاءُ يَكُونُ مَقْصُوراً عَلَى الْقَتِيلِ؟ اَمْ يَتَعَدَّاهُ اِلَى اُسْرَتِهِ ؟بَلْ يَتَعَدَّاهُ اِلَى اُسْرَتِهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْقَتِيلَ رُبَّمَا يَكُونُ هُوَ الْمُعِيلَ الْوَحِيدَ لَهُمْ؟ فَبُمَجَرَّدِ قَتْلِهِ سَيَحْدُثُ خَلَلٌ كَبِيرٌ فِي اِعَالَتِهِمْ وَاِعَانَتِهِمْ وَفِي لُقْمَةِ عَيْشِهِمْ رُبَّمَا يُؤَدِّي اِلَى مَوْتِهِمْ جَمِيعاً جُوعاً وَمَرَضاً وَهَمّاً وَحَزَنَا؟ فَاِذَا نَجَوْا مِنَ الْمَوْتِ؟ فَلَنْ يَنْجُوا مِنَ الضَّيَاعِ وَالشَّقَاءِ وَالتَّعَاسَةِ وَالتَّشَرُّدِ بَعْدَ قَتْلِ مُعِيلِهِمْ؟ بِسَبَبِ فَقْدِهِمْ لِمَنْ يُدِيرُهُمْ وَيُشْرِفُ عَلَى شُؤُونِهِمْ وَتَرْبِيَتِهِمْ بِمَا يُرْضِي اللهَ؟ بَلْ رُبَّمَا يُصْبِحُونَ جِيلاً آخَرَ مِنَ الْمُجْرِمِينَ الْقَاتِلِينَ؟ مَشْحُوناً بِالضَّغَائِنِ وَالْاَحْقَادِ عَلَى قَاتِلِ مُعِيلِهِمْ وَعَلَى قَبِيلَتِهِ وَعَشِيرَتِهِ؟ وَلَايَهْدَاُ بَعْدَ ذَلِكَ وَلَايَنْقَطِعُ مُسَلْسَلُ الْقَتْلِ وَالِانْتِقَامِ الَّذِي قَطَعَهُ رَسُولُ اللهِ فِي فَتْحِ مَكَّة؟ وَلِذَلِكَ{كَتَبْنَا عَلَى بَنِي اِسْرَائِيلَ اَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ(وَهَذَا هُوَ الْقَاتِلُ الَّذِي يَقْتُلُ نَفْساً بَرِيئَةً بِالْقَتْلِ الْمَادِّيّ الَّذِي لَاتَسْتَحِقُّهُ{اَوْ فَسَادٍ فِي الْاَرْضِ(أيْ قَتَلَ نَفْساً بَرِيئَةً بِغَيْرِ فَسَادٍ فِي الْاَرْضِ أيْ اَنَّ هَذِهِ النَّفْسَ الَّتِي قَتَلَهَا بَرِيئَةً لَمْ تَرْتَكِبْ فَسَاداً فِي الْاَرْضِ كَفَسَادِ الْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ مَثَلاً اَوْ فَسَادِ الدِّينِ بِالرِّدَّةِ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ مَثَلاً اَوْ فَسَادِ الرُّقَى وَالتَّعْوِيذَاتِ بِالسِّحْرِ وَالشَّعْوَذَةِ وَالطَّلَاسِمِ اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ وَاَمَّا الْمَعْنَى الْآخَرُ الَّذِي تَحْتَمِلُهُ الْآيَةُ اَيْضاً فَهُوَ بِمَعْنَى{مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ اَوْ فَسَادٍ(أيْ قَتَلَ نَفْساً بِنِيَّةِ فَسَادٍ اَوْ اِفْسَادٍ فِي الْاَرْضِ أيْ قَتَلَهَا بَاغِياً اَوْ مُبْتَغِياً اَوْ طَالِباً اَوْ مُرِيداً اَوْ هَادِفاً اِلَى الْفَسَادِ فِي الْاَرْضِ اِلَى اَنْ اَفْسَدَ اَخْلَاقَهَا وَاَفْسَدَ قِيَمَهَا؟ وَهَذَا هُوَ الْقَاتِلُ الَّذِي يَقْتُلُ بِالْقَتْلِ الْمَعْنَوِيّ{وَمَنْ اَحْيَاهَا فَكَاَنَّمَا اَحْيَا النَّاسَ جَمِيعَا( سُبْحَانَ الله؟ كَيْفَ يُحْيِيهَا؟ فَاِذَا مَاتَ اِنْسَانٌ مَا؟ فَلَانَسْتَطِيعُ اِحْيَاءَه؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِنَّ الْاِحْيَاءَ هُنَا بِمَعْنَى دَرْءُ الْخَطَرِ عَنِ النَّاسِ وَاِنْقَاذُهُمْ مِنَ الْمَوْتِ الْمَادِّيِّ وَالْمَعْنَوِيِّ وَمُسَاعَدَتُهُمْ لِيَعِيشُوا الْعِيشَةَ الْاِنْسَانِيَّةَ الَّتِي تَلِيقُ بِالْاِنْسَانِ وَكَرَامَتِه؟ نَعَمْ اَخِي؟ هَذَا هُوَ الدِّينُ الْعَظِيمُ الَّذِي جَاءَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِين؟ وَطَبْعاً فَاِنَّ هَذِهِ الْقِيَمَ لَيْسَتْ خَاصَّةً بِشَرِيعَةِ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ بَلْ جَاءَتْ شَرِيعَتُنَا لِتُؤَكِّدَ وَتُصَادِقَ عَلَى مَجِيءِ هَذِهِ الْقِيَمِ مِنَ الشَّرَائِعِ السَّابِقَة؟ بَلْ عَلَى مَجِيئِهَا مِنْ اَوَّلِ شَرِيعَةٍ اَنْزَلَهَا اللهُ عَلَى الْاَرْض؟ فَهَنِيئاً لِمَنْ كَسَبَ وَاَنْفَقَ حَلَالاً؟ وَاَنْفَقَ فِي حَلَال؟ وَهَنِيئاً لِمَنْ كَسَا الْعُرْيَانَ؟ وَاَطْعَمَ الْجَائِعَ؟ وَدَاوَى الْمَرِيضَ؟ وَزَوَّجَ الْعَازِبَ؟ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ اَبْوَابِ الْخَيْرِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ وَكُلُّ ذَلِكَ اَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ حَجِّ النَّافِلَةِ وَمِنْ عُمْرَةِ النَّافِلَة؟ نَعَمْ اَخِي حَجَجْتَ الْفَرِيضَةَ؟ ثُمَّ حَجَجْتَ وَاعْتَمَرْتَ النَّافِلَةَ؟ فَكَفَاكَ حَجّاً وَعُمْرَةً نَافِلَةً يَااَخِي؟ فَهُنَاكَ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَالشَّبَابِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الزَّوَاجَ الْمَشْرُوعَ فِي بَلَدِك؟ فَاِذَا سَاعَدْتَّهُمْ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَدْرَاَ الْمَفْسَدَةَ الِاجْتِمَاعِيَّةَ عَنْهُمْ وَتَحْمِيَهُمْ مِنَ الْفَوَاحِشِ مَاظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ مِنَ الزِّنَى وَاللّوَاطِ وَالسِّحَاقِ وَنَكَاحِ الْمَحَارِم؟ نَعَمْ نِكَاحُ الْمَحَارِم وَلَسْتُ كَاذِبَةً وَلَسْتُ اُبَالِغُ فِيمَا اَقُول؟ اَمَا تَتَّقوُنَ اللهَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَمَا تَخْشَوْنَ اللهَ اَنْ يَهْدِمَ بُيُوتَكُمْ عَلَى رُؤُوسِكُمْ كَمَا هَدَمْتُمْ جَمِيعَ الْمُثُلِ وَالْقِيَمِ وَالْاَخْلَاقِ عَلَى رُؤُوسِ الشُّرَفَاءِ قَبْلَ غَيْرِهِمْ؟ نَعَمْ هَؤُلَاءِ الشُّرَفَاءُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ اَنْ يُحَصِّنُوا ذُكْرَانَهُمْ وَاِنَاثَهُمْ بِزَوَاجٍ مَشْرُوعٍ يُنَاشِدُونَ اللهَ ثُمَّ يُنَاشِدُونَكُمْ اَنْ تَاْخُذُوا مِنْ كُلِّ مُسْتَنْقَعٍ مِنْ مُسْتَنْقَعَاتِ الْوَحْلِ وَالرَّذِيلَةِ ذُكَراً تَائِباً وَاُنْثَى تَائِبَةً لِتَجْمَعُوا بَيْنَهُمَا فِي اَحْضَانِ العِشِّ الزَّوْجِيِّ الطَّاهِر؟ فَذَلِكَ اَفْضَلُ بِكَثِيرٍ عِنْدَ اللهِ مِنْ اَنْ تَحُجُّوا اَوْ تَعْتَمِرُوا عِدَّةَ مَرَّات؟ وَكَيْفَ يَحْلُو لَكُمْ اَنْ تَحُجُّوا اَوْ تَعْتَمِرُوا؟ بَلْ كَيْفَ يَحْلُو لَكُمْ اَنْ تَكْسُوا الْكَعْبَةَ وَقَدْ تَرَكْتُمْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ تَنْزِعُ عَنْهَا كِسْوَتَهَا وَتَكْشِفُ عَوْرَتَهَا اَمَامَ مَنْ لَايَحِلُّ لَهَا لِيُمَارِسَ مَعَهَا الْبِغَاء؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنَّكُمْ ظَلَمْتُمُوهَا وَظَلَمْتُمُ الرَّجُلَ وَ بَغَيْتُمْ عَلَيْهِمَا قَبْلَ اَنْ يُمَارِسَا الْبِغَاء؟ اَمَا تَتَّعِظُ يَااَخِي؟ اَمَا تَعْتَبِرُ مِنْ هَذَا الْمَرَضِ الْقَاتِلِ الَّذِي سَلَّطَهُ اللهُ عَلَى اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ الْحُجَّاجِ الَّذِينَ غَلَوْا فِي اَدَاءِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ النَّافِلَةِ اِلَى دَرَجَةٍ اَنْسَتْهُمُ الْاَمْرَاضَ الْجِنْسِيَّةَ الْخَطِيرَةَ الْقَاتِلَةَ الَّتِي يَتَعَرَّضُ اِلَيْهَا هَؤُلَاءِ الشَّبَابُ الْاَبْرِيَاءُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ اَنْ يَقوُا اَنْفُسَهُمْ مِنْهَا بِدَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ يُسَاعِدُهُمْ بِهَا هَؤُلَاءِ الْحُجَّاجُ عَلَى الزَّوَاجِ الْمَشْرُوعِ الْحَلَالِ الَّذِي يَحْمِيهِمْ مِنَ الْاَمْرَاضِ الْقَاتِلَة؟ وَهَذِهِ الدَّرَاهِمُ الْوَاقِيَةُ الْمَعْدُودَةُ عِنْدَ اللهِ هِيَ خَيْرٌ مِنْ قِنْطَارِ عِلَاجٍ يُقَدِّمُهُ لَهُمْ هَؤُلَاءِ الْحُجَّاجُ مِنْ اَجْلِ الْوِقَايَةِ مِنْ اَمْرَاضِ الْاِيدْسِ اَوِ السِّيدَا اَوْ نَقْصِ الْمَنَاعَةِ الْمُكْتَسَبَة؟ فَاِذَا بِهَؤُلَاءِ الْحُجَّاجِ لَايَدْفَعُونَ شَيْئاً مِنْ جُيُوبِهِمْ مِنْ اَجْلِ وِقَايَةِ الشَّبَابِ وَتَزْوِيجِهِمْ زَوَاجاً مَشْرُوعَا؟ وَلاَيَدْفَعُونَ شَيْئاً مِنْ اَجْلِ عِلَاجِهِمْ مِمَّا اَوْقَعُوهُمْ فِيهِ مِنْ اَمْرَاضِ الْفَوَاحِشِ مَاظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَن حِينَمَا امْتَنَعُوا عَنْ تَقْدِيمِ يَدِ الْعَوْنِ وَالْمُسَاعَدَةِ لَهُمْ وَلَمْ يَدْفَعُوا لَهُمْ شَيْئاً مِنْ اَمْوَالِهِمْ فِي سَبِيلِ الْحِفَاظِ عَلَى نِصْفِ دِينِهِمْ مِنَ الزَّوَاجِ وَالنِّكَاحِ الْمَشْرُوع؟ بَلْ يَدْفَعُونَهَا مِنْ اَجْلِ الْغُلُوِّ فِي حَجِّ النَّافِلَةِ وَعُمْرَتِهَا؟ فَاِذَا بِهِمْ يَتْرُكُونَ هَؤُلَاءِ الشَّبَابَ الْاَبْرِيَاءَ لِمَصِيرِهِمُ الْمَشْؤُومِ الْاَسْوَدِ؟ فَاِذَا بِالْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ شَدِيدِ الْعِقَابِ يُسَلّطُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْحُجَّاجِ مِنَ الْاَمْرَاضِ الْقَاتِلَةِ مِنْ فِيرُوسْ كُورُونَا مَايَجْعَلُهُمْ يَتَمَنَّوْنَ لَوْ اَنَّهُمْ لَمْ يَاْتُوا مِنْ اَجْلِ اَدَاءِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ النَّافِلَة؟ وَاِذَا بِالْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ يَقُولُ لَهُمْ لَالَبَّيْكُمْ وَلَاسَعْدَيْكُمْ؟ حَجُّكُمْ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ؟ مَالُكُمْ حَرَامٌ نَجِس؟ فِيهِ حُقُوقٌ لِهَؤُلَاءِ الشَّبَابِ لَمْ تُخْرِجُوهَا؟ وَلَمْ تُنَظّفُوا اَمْوَالَكُمْ مِنْهَا؟ بَلْ تَرَكْتُمُوهُمْ يَتَعَرَّضُونَ لِذُلِّ الْفَاحِشَةِ؟ وَيَنْغَمِسُونَ فِي اَوْحَالِهَا؟ حَتَّى خَسِرُوا كَرَامَتَهُمْ بِسَبَبِكُمْ؟ وَبِسَبَبِ حَاجَتِهِمْ اِلَى لُقْمَةِ الْعَيْشِ الَّتِي تَحْرِمُونَهُمْ مِنْهَا؟ اِذَا بِهِمْ يُفَرِّطُونَ فِي اَعْرَاضِهِمْ وَشَرَفِهِمْ؟ اَمَا عَلِمْتُمْ اَنَّ حُرْمَتَهُمْ وَحُرْمَةَ اَعْرَاضِهِمْ وَدِمَائِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ وَحُقُوقِهِمُ الَّتِي تَصْرِفُونَهَا مِنْ اَجْلِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ لِي؟ اَعْظَمُ عِنْدِي مِنْ حُرْمَةِ الْكَعْبَةِ الَّتِي تَحُجُّونَ اِلَيْهَا؟نَعَمْ اَلْكَعْبَةُ مِنْ شَعَائِرِي؟ لَكِنْ مَنْ قَالَ لَكُمْ اَنِّي اَرْضَى اَنْ تُعَظّمُوا شَعَائِرِي دُونَ اَنْ تُعَظّمُوا حُرُمَاتِي{اَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ( اَمَا عَلِمْتُمْ اَنَّ حُرُمَاتِ عِبَادِي مِنْ حُرُمَاتِي وَاَنَّ مَنِ اعْتَدَى عَلَى حُرُمَاتِ عِبَادِي فَكَاَنَّمَا اعْتَدَى عَلَى حُرُمَاتِي نَعَمْ لَقَدْ رَضِيتُ اَنْ تُعَظّمُوا شَعَائِرِي فِي الْحَجِّ فِي الْعُمْرِ مَرَّة؟ وَلَكِنِّي لَااَرْضَى اِلَّا اَنْ تُعَظّمُوا حُرُمَاتِي فِي كُلِّ مَرَّة بَلْ لَااَرْضَى اِلَّا اَنْ تُعَظّمُوهَا كَمَا تُعَظّمُونَ حُرْمَةَ يَوْمِكُمُ الْحَرَامِ هَذَا فِي شَهْرِكُمُ الْحَرَامِ هَذَا الَّذِي تُعَظّمُونَهُ اَيْضاً وَفِي بَلَدِكُمُ الْحَرَامِ هَذَا الَّذِي تُعَظّمُونَهُ هُوَ الْآخَرُ اَيْضاً؟ اَمَا تَخَافُونَ اَنْ اَقُول؟ اُشْهِدُكُمْ يَامَلَائِكَتِي؟ اَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِهَؤُلَاءِ الْمَحْرُومِينَ مِنْ اِحْسَانِكُمْ وَاَمْوَالِكُمْ؟ وَاَحْبَطْتُّ اَعْمَالَكُمْ وَجَعَلْتُهَا هَبَاءً مَنْثُوراً عَلَى الْحُجَّاجِ وَالْمُعْتَمِرِينَ الظَّالِمِين؟بَلْ اِنَّكُمْ كُلّمَا قُلْتُمْ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْك اَقُولُ لِمَلَائِكَتِي وَرُسُلِي وَرَسُولِي مُحَمَّد{لَاتُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِين؟ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيم؟ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ اَثِيم(نَعَمْ اَنْتُمْ اَيُّهَا الْحُجَّاجُ وَالْمُعْتَمِرُونَ الظَّالِمُونَ تَمْنَعُونَ الْخَيْرَ عَنْ هَؤُلَاءِ الشَّبَابِ وَتُوقِعُونَهُمْ فِي شُرُورِ الْفَوَاحِش؟ نَعَمْ وَتَمْنَعُونَ اَمْوَالَكُمْ عَنْهُمْ اَيْضاً لِاَنَّ الْمَالَ يَاْتِي بِمَعْنَى الْخَيْر{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلّين(وَلَوْ كَانُوا مِنَ الْحُجَّاجِ وَالْمُعْتَمِرِينَ لِمَاذَا{اَلَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُون؟ اَلَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُون(نَعَمْ يَمْنَعُونَ مَاعُونَ الْخَيْرِ وَالزَّكَاةِ عَنْ هَؤُلَاءِ الْمُحْتَاجِينَ اِلَى الزَّوَاج؟ اَمَا عَلِمْتُمْ اَنَّ مُجَرَّدَ السُّكُوتِ عَنْ حُقُوقِ هَؤُلَاءِ فِي الزَّوَاجِ الْحَلَالِ يَجْعَلُ كُلَّ سَاكِتٍ مِنْكُمْ شَيْطَاناً اَخْرَسَ؟ فَمَا بَالُكُمْ اِذَا حَبَسْتُمْ عَنْهُمْ{مَاخَلَقَ لَهُمْ رَبُّهُمْ مِنْ اَزْوَاجِهِمْ(وَكَيْفَ لَاتَبْقَى مَحْبُوسَةً وَاَنْتُمْ لَاتُرِيدُونَهَا اَنْ تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِ اَبِيهَا مَرْفُوعَةَ الرَّاْسِ اِلَى بَيْتِ زَوْجِهَا؟ وَكَيْفَ سَتَخْرُجُ مَرْفُوعَةَ الرَّاْسِ وَاَنْتُمْ لَاتُسَاعِدُونَ بِاَمْوَالِكُمْ خَطِيبَهَا عَلَى اَنْ يَلْتَمِسَ وَلَوْ خَاتَماً مِنْ حَدِيدٍ مِنْ اَجْلِ خِطْبَتِهَا؟ وَاَنْعِمْ وَاَكْرِمْ وَيَاحَبَّذَا وَهَنِيئاً مَرِيئاً عِنْدَ اللهِ لِكُلِّ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يَتَبَرَّعُونَ لِهَذَيْنِ الْعَرُوسَيْنِ بِغَسَّالَةٍ مَثَلاً ثُمَّ يَتَبَرَّعُ بَيْتٌ آخَرُ بِبَرَّادٍ مَثَلاً ثُمَّ يَتَبَرَّعُ بَيْتٌ ثَالِثٌ بِتِلْفَازٍ اَوْ أيِّ حَاجَةٍ مِنَ الْحَاجَاتِ الضَّرُورِيَّةِ الَّتِي يَحْتَاجُ اِلَيْهَا اَهْلُ كُلِّ بَيْتٍ سَوَاءٌ كَانَتْ جَدِيدَةً اَوْ مُسْتَعْمَلَة وَذَلِكَ خَيْرٌ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ اِلْقَائِهَا فِي الْمَزَابِلِ كَمَا يَفْعَلُ خَنَازِيرُ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةُ فِي اِيطَالْيَا وَغَيْرِهَا؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّهُمْ مَااَرَادُوا بِمَزَابِلِهِمْ هَذِهِ اِلَّا اِذْلَالَ الْفُقَرَاءِ لِيَاْتُوا وَهُمْ يَبْحَثُونَ عَنْ لُقْمَةِ الْعَيْشِ وَالضَّرَورِيَّاتِ بَيْنَ الْاَوْسَاخِ وَالْقَاذُورَاتِ اِمْعَاناً فِي اِذْلَالِهِمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الصُّلْبَانَ الْخَنَازِيرَ الْخَوَنَةَ يَعْشَقُونَ الطَّبَقِيَّة؟ وَلِذَلِكَ يُرِيدُونَ مِنَ النَّاسِ اَنْ يَكُونُوا طَبَقَتَيْنِ؟ طَبَقَة مُتَسَلّطَة دِيكْتَاتُورِيَّة مُسْتَبِدَّة تَتَحَكَّمُ فِي رِقَابِ النَّاس؟ وَطَبَقَة اُخْرَى خَانِعَة ذَلِيلَة فَقِيرَة مُعْدَمَة وَلَكِنَّهَا خَانِعَة ذَلِيلَة تَرْضَى بِالذُّلِّ وَالِاسْتِعْبَادِ لِاَنَّهَا تَحْتَاجُ اِلَى مَا يُرْمَى اِلَيْهَا مِنْ فُتَاتِ الصُّلْبَانِ الْخَنَازِيرِ وَفَضَلَاتِهِمْ وَلَوْ كَانَ قَلِيلاً وَلَكِنَّهَا تَقْنَعُ بِهِ بَلْ تَبِيعُهُمْ جَسَدَهَا وَلَحْمَهَا رَخِيصاً وَهِيَ رَاضِيَة دُونَ اَنْ تُحَرِّكَ سَاكِناً لِكَسْرِ شَوْكَتِهِمْ وَعُلُوِّهِمْ وَتَكَبُّرِهِمْ وَتَجَبُّرِهِمْ وَبَطَرِهِمْ وَفَسَادِهِمْ فِي الْاَرْض؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى؟ وَلَاتَعَاوَنُوا عَلَى الْاِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُول(وَصَلَّى اللهُ عَلَى الرَّسُولِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِه{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين(وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ غصون؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين



كلمات البحث

جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ، واجبات ، ملخصات ، ملازم ، أسئلة ، جامعة ، كوفي كوب





hk tvu,k ugh td hghvq ,[ug higih aduh





رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:38 PM.

أقسام المنتدى

الترحيب بأعضاء منتديات كوفي كوب الجدد @ المقهى الأداري ~ @ ,,مُـلْتٍـَقَـى ـآلْمُـٍشْرٍفِـيِـنْ ~ @ المقهى العام ~ @ .. خَارِجْ عَنْ القَانُون ~ @ صحيفة كوفي كوب الألكترونية Newspaper Coffee cup @ المـقهى الأسلامي ~ @ أناشيد - ترانيم @ المقهى الأدبي ~ @ خفقات ورق @ قافية شاعر @ المقهى التقني ~ @ H A R D disĸ @ .. мsи ~ @ .. طموح المتعلم ~ @ جنة الرحمن @ لكـٍ وله Cάfe ~ @ .. يُحْكَـى أَنـْ ~! @ المقهى الترفيهي ~ @ .. زاويه للتمرد ~ @ Cάfe gaℓℓeяy ~ .. @ .. شَغَبْ / لاَ " مُحْتَسـبْ ~" @ .. إِيتَكِيتْ /أُنثــــى ~ @ .. المُقْتَرحَاتْ والشَكَــاوي ~ @ Cάfe sport ~ @ المقهى الرياضي Sports cafe @ الرياضة العالمية World Sports @ .. عزيزنا العميلْ ~ @ المقهى الرمضاني @ الحوار والنقاش الجاد @ مساحه بلا قيود @ .. بَرِسْتِيْج رَجُل ~ @ مقهى مالذ و طاب @ ..أخبارنا ~ @ مقهى الركن الهادئ Corner Cafe Pacific @ ~ Cάr,s Cάfe @ .. بُقْعـة ضَـــوءْ ~ @ مقهى اليوم الوطني @ Cόғғee cυp ~ @ Coffee cup للسفر والسياحه ~ @ الرياضة الخليجية والعربية Gulf and Arab sports @ مقهى الصحة العامة Public Health Café @ دورة كأس الخليج @ ..Mms..°؛ @ ..Sms..°؛ @ الجنادرية @ المقهى التعليمي ~ @ أخبار التعليم @ تحاضير المعلمين والمعلمات @ دورة الفوتوشوب الأولى adobe photoshop @ فعاليات ومسابقات الكوفيين @ مقهى رِيشـَة مُبْدِعْ ~ @ حقيبة المصممـ @ معرض تصاميمك @ مدرسة الفوتوشوب والأمج ردي ...! |~ @ كأس القارات @ طلب الإعلان في منتديات كوفي كوب @ صادوه @ كشكول كوفي @ دوري أبطال الخليج (خليجي 27 للأندية) @ دوري أبطال اوروبا SHAMPIONS LEAGUE @ بطولة كأس العالم للشباب @ تطويــر الــــذات ~ @ اللغة الانجليزية English Lnaguage @ قهوة الأعضاء @ يوميات أعضاء الكوفي كوب @ Windows Live Messenger @ بلاك بيري BlackBerry @ آي فون- آيباد - آيبود Ipod - Iphone - Ipad @ العضوية الماسية @ كأس الأمم الأفريقية @ المواضيع المميزة @ الدورة الماسنجرية الأولى @ الأحاديث الضعيفة والروايات المكذوبة @ كأس العالم world cup @ أدوات المطبخ Kitchenware @ الأطباق الرئيسية Main Dishes @ الحلويات sweets @ المعجنات pastry house @ المقبلات والسلطات والشوربات Soups& Appetizers & Salad @ المشروبات الساخنه والبارده Hot & Cold Beverages @ طبخ بيد أعضاء كوفي كوب Cooking Made by Coffee Cup Member @ Coffee Girls @ فاشن وأزياء Fashion @ مكياج وعطورات Makup - Perfumes @ إكسسوارات Accessories @ العناية بالبشرة والشعر والجسم Skin - Body - Hair Care @ الأمومة والطفولة Childhood and Motherhood @ فلسفة بنات Philosophy OF Woman @ مقهى مالذ و طاب @ كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية @ بطولة النخبة الدولية - أبها @ مقهى الركن الهادئ Corner Cafe Pacific @ فعاليات ومسابقات الكوفي الرمضانية @ ختم القرآن @ تهاني الألفيات @ الديكورات Decoration @ الأثاث المنزلي Furniture @ الأكسسوارات المنزلية Home Accessorys @ الإضاءة Lighting @ الحدائق المنزلية Home Landscaping @ دورات المياه والمسابح Swimmig Pools - W.S -Baths @ تنظيم المنزل Outdoor Decorstion @ كأس العالم للأندية Club World Cup @ اعْتِرَافَاتِ كُوْفٍـــيُـ / ـــهِ @ كأس آسيا - Asian Cup @ أرشيف قسم ملتقى المشرفين @ دورة وسائط كوفي كوب Cycle modes Coffee cup @ دوري أبطال آسيا 2011 @ الروايات بخط الأعضاء @ الروايات الطويلة @ هذيان ورق @ كأس الخليج للناشئين @ نبض الحروف @ الدورات والدروس الحصرية على الكوفي كوب @ دورة الألعاب الرياضية الخليجية الأولى - بحرين 11 - BAHRAIN 11 @ يوتيوب كوفي كوب You Tube coffee cup @ جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل - جامعة الدمام سابقاً - التعليم عن بعد @ ذوي الاحتياجات الخاصه Special Education @ بطولة أمم أوروبا 2012 EURO @ التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم @ كأس العرب لكرة القدم - السعودية 2012 ARAB CUP @ المقهى الرمضاني @ أجوبة مسابقة الكوفي كوب الرمضانية @ كأس الاتحاد العربي للأندية 2012/2013 @ ASK ME @ أرشيف مواضيع اليوم الوطني @ التعليم عن بعد والتعليم الألكتروني - جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل - جامعة الدمام سابقاً @ تخصص إدارة أعمال @ المستوى الأول @ تخصص علم إجتماع و دراسات إسلامية @ المستوى الأول - المستوى الثاني @ المستوى الثالث @ المستوى الخامس @ المستوى الثالث - المستوى الرابع @ المستوى الخامس - المستوى االسادس @ تجمعنا @ المستوى السابع @ المستوى السابع - المستوى الثامن @ تجمعنا @ 1 @ الإستفسارات و الإستشارات لتسجيل الطلاب الجدد في جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل - جامعة الدمام سابقاً @ الإعلانات الدينية @ المستوى الثاني @ المستوى الرابع @ المستوى السادس @ المستوى الثامن @ أخبار التقديم والتسجيل والقبول في الجامعات والكليات والمعاهد @ الدورات والدروس الحصرية على الكوفي كوب @ منتدى الوظائف والدورات التدريبية @ منتدى الوظائف الشاغرة @ منتدى الدورات التدريبية @ برامج التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لمرحلة الدبلوم جامعة الملك فيصل @ جامعة الملك فيصل - برامج التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لمرحلة الدبلوم @ تخصص الإدارة العامة @ تخصص التسويق والمبيعات @ تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الأول - تخصص الادارة العامة @ المستوى الأول - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الأول - تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الثاني - تخصص الادارة العامة @ المستوى الثاني - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الثاني- تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الثالث - تخصص الادارة العامة @ المستوى الثالث - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الثالث - تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الرابع - تخصص الادارة العامة @ المستوى الرابع - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الرابع - تخصص المصرفية والتأمين @ مواقع التواصل الإجتماعي @ تويتر Twitter @ سناب شات Snabchat @ انستغرام Instagram @ فيسبوك facebook @ يوتيوب You Tube @ واتس أب Whats App @ تيك توك Tik Tok @ ثريدز THREADS @



جميع المواضيع والآراء تمثّل وجهة نظر كاتبها فقط ولا تمثّل منتديات كوفي كوب بأي شكل من الأشكال ما لم يوضّح غير ذلك
 
   

Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0