.
.
كرسي قديـم باهـت أكلت الشمس ما تبقـى من طلاءه الأبيض
وشجـرة لعبت بهـا الريـح حتى ملّــت تتمايل من خلف ذلك الكرسي
وجسـد منهكً ارتمـى على ذلك الكرسي منذُ أن عرفت عينـاه الشمـس
بدا وحيدا ً يوضّـب ما تبقى من العمـر ليضعه في كفنـا ً يحملـه كحقيبـة ظهـر
ووجهـا ٌ أعياه كـل ما في هذا الوجـود يختبأ خلف تجاعيده حكايـة لم تـروى
حكايـة ابتدأت بـ صفٍ طويل مزدحـم يقوده لهفـة اللقـاء
ولا زال هذا الصف يفقد ذراته مع كل لحظـة غياب تمرّ
لم يتبقـى من الصـف سوى ذلك النفـس الأخير الذي ذخره لـ لحظة اللقـاء
ذلك النفس الذي أقسم يومـا ً انه سيلفظـه عند اللقـاء
عـزيـز قوم ٍ ذلّـه انتظار هؤلاء الذين لا يأتون
عـزيـز قوم ٍ سـ يموت قبل أن يلفظ النفَـس الأخيـر
.
.