|
مــقــتـــطــفــــات رمــضـــانيــــهـــ
{شهر رمضان الذي أنزل فِيهِ القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} البقرة 185 .
هاهو شهر رمضان شهر الخير والبركة والعطاء يعلن زيارته المرتقبة التي يترقبها ملايين المسلمين بشوق و لهفة لأنه شهر الخيرات و بوابة الانتصارات .
# فقد كان يستقبله النبي محمد " صلى الله عليه وسلم " بحفاوة بالغة ففي الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى هلال رمضان قال:
(اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والسلام هلال خير ورشد ربي وربك الله ) حديث صحيح.
# و كيف لا و قد اختصه الله من بين سائر العبادات كما في الحديث القدسي ( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزئ به )فكفى بذلك تنبيها على شرفه و عظم موقعه عند الله مما يؤذن بعظم الأجر عليه و يجعلنا على عتبة معرفة أهميته فهو فرصة ثمينة لا تعوض و لحظة من اللحظات الذهبية في حياة المسلم يعتق الله فيها كل ليلة مائة ألف ممن استوجبوا النار فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بقدر ما أعتق في تلك الليالي جميعا .
# فمنذ الليلة الاولى من دخوله تصفد الشياطين و تغلق أبواب النار و تفتح أبواب الجنة
روي عن الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((اذا كان اول ليله من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت ابواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت ابواب الجنه فلم يغلق منها باب وينادي مناد :ياباغي الخير اقبل وياباغي الشر اقصر))
** *******
فأين نحن من هذا التهيأ الرباني الذي هيأ لنا الجو الايماني والذي يمنحنا مساحات أكبر لبذل ما بوسعنا في طاعة الرحمن و التقرب إليه بكل السبل , ولكن لنعش واقعنا المرير لبضع دقائق لنلامس الجرح عله يبرأ فكثير من المسلمين قد خال لهم أن الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل يكون بالذهاب للجمعيات و التزود بكل ما يلزم العائلة خلال أيام الشهر الفضيل و ليس في ذلك خطأ و لكن السؤال الذي يطرح نفسه أنحن مقبلون على مجاعة ؟!
# لم تهتم ربة البيت بشراء كتب الطبخ و استعراض مهاراتها و كأن الشهر اختبار لها لتقييم اجادتها لمادة الطبخ التي تمارسها طوال أيام السنة ؟!
# لمَ يفكر صاحب القلم في كتابة أحداث مسلسل جديد لهذه المناسبة
و يفكر صاحب الفضائيات في عرض هذا المسلسل !
و يفكر المشاهد في تفريغ وقته أمام الشاشة لمتابعة كل جديد
فهذه القناة تعرض فوازير رمضانية و تلك مسلسلات رمضانية و الثالثة مسابقات رمضانية ( شعبية ، رياضية ، شعرية ، الخ ...)
و هذا البرنامج برعاية البنك أو الشركة أو المحل الفلاني و كأن دخول الشهر الفضيل قد أشعل بين المحلات التجارية فتيل المنافسة .
فتصيب هذا المتابع تخمة من كثرة الملهيات و عرض المنكرات فالصيام الحقيقي هو الذي يقرب صاحبه من الطاعات ويزين له انواع القربات ويصرفه عن المعاصي والمنكرات ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((رغم انف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل ان يغفر له )) . ** اما صيام القلب فيكون بصيامه عما يغضب الله وصيام العين عن النظر الى المحرمات وصيام الاذن عن استماع المحرمات من الاغاني والغيبه والنميمه وسائر انواع الباطل وصيام اللسان عن التكلم بالفحش من القول والزور والكذب وصيام اليدين عن البطش المحرم وايذاء عباد الله وصيام الرجلين عن السعي المحرم فهذا هو الصيام المطلوب الذي يصل بصاحبه الى درجه التقوى التي اشار اليها القران في قوله تعالى :
((ياأيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ))
و الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول : ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجه في ان يدع طعامه وشرابه)).*******
# طوبى لبطون جاعت في سبيل الله و هنيئا لــ أكباد ظمئت لمرضاة الله ، هنيئا لكم يوم أدرككم الشهر تصومونه إيمانا و احتسابا و يباهي بكم الملائكة من فوق سبع سموات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صام رمضان أيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه".
|