عرض مشاركة واحدة
قديم 07-23-11, 03:24 AM   #5
мαιαќ ..♡
كوفي مميز
..}{ملآك}{..سابقاً


الصورة الرمزية мαιαќ ..♡
мαιαќ ..♡ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3677
 تاريخ التسجيل :  Jan 2011
 المشاركات : 1,141 [ + ]
 التقييم :  748
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: مواعض رمضانيه لفضيلت الشيخ خالد بن عبد الرحمن



رد: [مَوَاعِظُ رَمَضَانِيَّةٌ] :: لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الحسينان
الموعظة السابعة
الـحَـسَـدُ







أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أياماً مَّعدوداتٍ)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله.
أحبابي الكِرام, هناك مرضٌ انتشر عند كثير من الصالحين والمُصلحين, وبين النساء والرجال, وبين الكبير والصغير, وبين المتعلم وغير المتعلم, وهذا المرض يعتبر من كبائر الذنوب, ألا وهو مرض الحسد.

ما معنى الحسد؟
الحسد هو كما ذكر الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في كتابه رياض الصالحين قال: هو تمني زوال النعمة, أنك تتمنى أن تزول النعمة عن أخيك المسلم سواء كانت نعمة دينية أو نعمة دنيوية.
والله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ذكر أنّ من صفات اليهود أنهم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله, هذا من صفات اليهود, ننتبه لهذا الأمر.
وأول ذنب عُصي الله سبحانه وتعالى به هو الحسد, عندما حسد إبليس آدم.
والنبي صلى الله عليه وسلم وهو يوصينا قال: "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا".
والله سبحانه وتعلى ذكر من صفات المؤمنين في القرآن (وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا) أي حسد, حقد للذين آمنوا.

الحسد له عدة أضرار, أول ضرر أيها الأحباب الكرام أنّ الحسد فيه اعتراضٌ على قضاء الله تعالى, هل تعلمون أنّ هذا الحاسد يعترض على قضاء الله كأنه -والعياذ بالله- يتهم الله في قضائه, كيف يا رب أنعمت على فلان ولم تُنعم علي؟ كيف تعطي فلان ولا تعطيني؟ فيتهم الله سبحانه وتعالى بعدله, يتهم الله بقضائه, ونحن نعلم أنّ الله سبحانه وتعالى هو أعدل العادلين جل وعلا, أحكم الحاكمين, أرحم الراحمين سبحانه وتعالى ولا يضع الأمور جل وعلا إلا في مواضعها الصحيحة لأن الله سبحانه وتعالى من أسمائه (الحكيم) والحكيم هو الذي يضع الأمور في مواضعها المناسبة.

كذلك من أضرار الحسد أنّ هذا الحاسد تجده دائمًا في همّ وفي غمّ وفي نكد, فكلما رأى شخص أنعم الله عليه بنعمةٍ دينية أو دنيوية تجد هذا الإنسان -سبحان الله- تتأزم نفسيته وتتعب, حتى أنه بعض الناس -سبحان الله- تجد الحسد يظهر في وجهه, مثلًا جاءه خبر فلان مثلًا رُزِق بمالٍ كثير, أو فلان جاءته سيارة هدية, أو فلان تزوج بامرأة صالحة وجميلة -مثلًا- فتجد -سبحان الله- في وجه هذا الإنسان الحاسد الذي يكره أنّ نِعم الله سبحانه وتعالى تنزل على خلقه تجد -سبحان الله- الوجه يتغير وجهه بدأ يتقلب ألوان, تجد -سبحان الله- الحسد من عينيه من وجهه لا يفرح لفرح إخوانه ولا يحزن لحزن إخوانه, والنبي صلى الله عليه وسلم جعل من صفات المؤمن الكامل, قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه", أنت مهما قلت, مهما عندك من العلم والفقه والعبادة والطاعة وحفظ القرآن وقيام الليل وصيام النهار ولكنك عندك مشكلة وقعت في قلبك أنك لا تحب لإخوانك ما تحب لنفسك أو ما تتمنى لهم الخير, نقول أنت إلى الآن لم تبلغ كمال الإيمان, أنت الآن ناقص الإيمان, يا جماعة أنا أقوم الليل وأصوم النهار وحفظت القرآن وحفظت الأحاديث وإمام وخطيب ومشهور!. نقول مهما كان عندك من الأعمال الصالحة أنت لا تحب لإخوانك المسلمين ما تحب لنفسك أو أنك ما تكره لإخوانك المسلمين ما تكره لنفسك, نقول أنت إلى الآن في ميزان الشرع تُعتبر ناقص الإيمان.
فلهذا لا بد يا أحبابي الكرام أن تكون هناك مجاهدة بينك وبين نفسك, إذا وجدت من نفسك -على سبيل المثال- إذا وجدت من نفسك يعني في قلبك إلى الآن ودك تزول نعمة الله سبحانه وتعالى سواء كانت نعمة دينية أو نعمة دنيوية عن فلان من الناس فأنت ماذا تفعل؟ أنت تجاهد نفسك تدعو الله سبحانه وتعالى يا رب توفق فلان يا رب تبارك له في رزقه, يعني سمعت عن أخوك المسلم مثلًا الله رزقه بيت, رزقه زوجة, رزقه وظيفة, راتب جيد, جاءته أموال, حفظ القرآن, تدعو له يا رب توفقه في رزقه يا رب تبارك له في رزقه, هنا الآن تكون بينك وبين الشيطان وبين نفسك الأمّارة بالسوء معركة حتى تُري الله من نفسك يا رب أنا أجاهد نفسي حتى يكون قلبي سليم. وسبحان الله كل إنسان يا أحبابي الكرام تعلق قلبه بالدنيا -انظروا إلى هذه القاعدة الذهبية- كل إنسان تعلق قلبه بالدنيا -سبحان الله- تجده يهتم ويحزن لها, أما الإنسان الذي لا يبالي بالدنيا, الإنسان الذي زهد في الدنيا كما يقول الإمام ابن القيم أنّ الزهد راحة القلب والبدن, الإنسان الذي قلبه متعلق بالآخرة لا ينظر إلى هذه الأمور -سفاسف الأمور- بل يبارك للناس, وُفق فلان في تجارته ووُفِق ورُزق بشهادة عليا الله يوفقه الله يبارك فيك... حاول تدعو تجاهد نفسك, فلابد من المجاهدة حتى تري الله من نفسك يارب أنا أجاهد نفسي.

فأقول أحبابي الكرام هذا المرض مرض الحسد منتشر كما قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله- قال: ما خلا جسدٌ من حسد ولكن الكريم يخفيه واللئيم يُبديه.
وصور الحسد كثيرة, يعني قد نرى مثلًا إمرأة دائمًا مشاكل مع زوجها -وكما قلت لكم أنّ هذا المرض منتشر بين النساء كثير جدًا- فامرأة مثلًا ذهبت إلى زيارة امرأة ووجدت ما شاء الله بيتها جميل ومؤثث تأثيث جديد وبعد أيام سمعت أنّ البيت احترق تشعر بالداخل نفسية في القلب ارتياح؛ نقول هذا هو الحسد. أنت عندما تسمع عن إخوانك المسلمين أنهم قد أُصيبوا بالنكبات أصيبوا بالكوارث أُصيبوا بالأمراض أُصيبوا بالأزمات, هنا ترتاح نفسيًّا؛ نقول هذا هو الحسد. وعندما تسمع عن إخوانك المسلمين أنّ الله سبحانه وتعالى أنعم عليهم, أنّ الله وفقهم, أنهم وُفِقوا في أمورهم الدينية أو الدنيوية وتحزن وتهتم وتغتم؛ نقول هذا هو الحسد.
فلابد أن نراعي قلوبنا لا بد أن تكون شديد المحاسبة لقلبك, انظر إلى قلبك هل في قلبك حسد؟ ودائمًا تدعو الله اللهم نقِّ قلبي من الأمراض, نقِّ قلبي من الحسد من الضغينة من الكراهية.
أقول كذلك من الأمثلة في واقع النساء تجد امرأة -مثلًا- دائمًا مشاكل مع زوجها فعندما تسمع امرأة ما شاء الله موفقة في حياتها الزوجية وهي سعيدة مع زوجها تجد -سبحان الله- تُصاب بالغم فإذا جاءتها يوم من الأيام تشتكي إليها أنها وقعت مشكلة بينها وبين زوجها, تشعر بارتياح حتى تجد الوجه -سبحان الله- يتغير تفرح, الوجه يتغير النفسية تتغير من الوجه يظهر فرح, هذا الإنسان عندما يسمع عن إخوانه المسلمين أنهم قد أصيبوا بالنكبات وبالمصائب والأزمات.
فلنحذر ولندقق في هذه القلوب لأنه كما قلت لكم أنّ الحسد من كبائر الذنوب وهو يعتبر من الاعتراض على قضاء الله تعالى وقدره.
تقول كيف أطهِّر قلبي من الحسد؟ أقول لك: تطهِّر قلبك من الحسد بمجاهدة النفس, وأنك تدعو لهذا الذي حسدته تدعو له دائمًا وتدعو الله أن ينقي قلبك من الحسد.

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يطهِّر قلوبنا من الحسد.
أقول قولي هذا, وأستغفر الله لي ولكم, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.