المهرجان الوطني انطلق برعاية كريمة وعرس فني تراثي ثقافي
ملحمة الانسان والزمان والمكان تعبق بالحب في يوم الجنادرية

http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/...15/g10-big.jpg

يعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي انطلق امس برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين مناسبة تاريخية ومؤشرا عميق الدلالة على اهتمام قيادتنا الحكيمة بالتراث والثقافة كما تعد اقامة المهرجان مناسبة وطنية يمتزج فيها عبق تاريخنا المجيد بنتاج حاضرنا الزاهر ومن أسمى أهداف هذا المهرجان التأكيد على هويتنا العربية الاسلامية وتقاليدنا وقيمنا الأصيلة وتأصيل موروثنا الوطني بشتى جوانبه والمحافظة عليه ليبقى ماثلا للأجيال القادمة.. ذللت حكومتنا الرشيدة الصعاب ووضعت الامكانات اللازمة رهن اشارة القائمين على تنظيم المهرجان لتتسابق كافة قطاعات الدولة على المشاركة في النشاطات المعتمدة كل عام وذلك بتوجيهٍ كريمٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرعاه الله.
وقد انبثقت فكرة المهرجان من الرغبة السامية في تطوير سباق الهجن السنوي الذي كسب ذيوعا على المستوى الوطني والاقليمي ففي لمحات عبقرية أصيلة وثاقبة أدرك خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ان هذا السباق الذي تنظمه رئاسة الحرس الوطني ليس مجرد سباق رياضي عادي بل هو في الأساس والجوهر ظاهرة ثقافية وتراثية تعبر عن ملحمة الانسان والزمان والمكان في تواصلها واستمرارها على أرض المملكة وان هذا السباق يصلح ان يكون بؤرة تتمحور حولها نشاطات ثقافية تراثية ومعاصرة تربط اللحظة الراهنة بالماضي والمستقبل المشرق في اطار مهرجان للتراث والثقافة بحيث يقدم للأجيال الجديدة التي نشأت في ظل حضارتنا الحديثة صورة لحياة الآباء والأجداد ويغذي ثقافتها المعاصرة وكانت نقطة الانطلاقة بصدور الأمر السامي بانشاء قرية متكاملة للتراث على الطراز الشعبي في ضوء التقاليد العربية الأصيلة والقيم الاسلامية المجيدة.
ومن نعم الله على هذا المهرجان انه نما وتطور وتكونت ملامحه دورة بعد اخرى بحيث كانت كل دورة من دوراته نقلة طبيعية من الدورة السابقة وعاما بعد عام وبمشاركة جميع مناطق المملكة اكتسبت عناصر التراث المعروضة فيه شمولا يعكس التنوع والثراء التراثي الذي تتسم به هذه المناطق وهكذا نما واصبح مهرجانا سعوديا خليجيا عربيا عالميا وانضم الى قائمة المهرجانات العربية والعالمية التي تلعب دورا مهما في بحث قضايا الثقافة وتعميق الروابط بين المثقفين وربط حاضر الانسانية بماضيها ومستقبلها.
ومنذ يوم 2/7/1405هـ الذي تفضل فيه خادم الحرمين الشريفين بتشريف الجنادرية وافتتاح وقائع وفعاليات المهرجان الأول اصبحت الجنادرية وعدا وميعادا للثقافة والتراث والمثقفين والأدباء والعلماء العرب والاجانب يلتقون فيه باخوانهم السعوديين.
ويدل هذا المهرجان على تنامي رسالة الحرس الوطني الحضارية في خدمة المجتمع السعودي بصفته المنظم له والتي تواكب رسالته العسكرية في الدفاع عن الوطن وعقيدته وأمنه واستقراره وتؤكد الرعاية الملكية الكريمة للمهرجان الأهمية القصوى التي توليها المملكة لعملية ربط التكوين الثقافي المعاصر للانسان السعودي بالميراث الانساني الكبير الذي يشكل جزءً كبيرا من تاريخ البلاد وهذا المهرجان ليس نافذة على التاريخ فحسب بل ان مكونات القرية الشعبية التي تحوي الحرف اليدوية التي كان يمارسها المجتمع السعودي قبل النهضة المعاصرة فهي تعني بالتأكيد ايصال رسالة مهمة للجيل الجديد تؤكد بأن الأجداد قد صنعوا ملحمة رائعة في الكفاح والمثابرة والصبر.
وقد حقق المهرجان منذ عامه الأول أهدافه المرسومة في تأكيد الاهتمام بالتراث السعودي وتذكير الأجيال به وتوسيع دائرة الاهتمام بالثقافة السعودية والحفاظ على معالم البيئة المحلية بما تحمله من جوانب ومضامين متعددة وقد أكد هذا النجاح التوسع في برنامج المهرجان حيث أصدر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده توجيهاتهما بتطوير المهرجان وذلك بانشاء قرية متكاملة للتراث تضم مجمعا يمثل كل منطقة من مناطق المملكة بالاضافة الى الاهتمام بتوسيع برنامجه الثقافي المتمثل في الندوات والمحاضرات والأمسيات الأدبية والمعارض الفنية والمسرحيات والمسابقات الثقافية وغيرها وكذلك دعمه بمشاركة وزارات الدولة وجامعاتها وكلياتها وهيئاتها ومؤسساتها بمختلف المعروضات الى جانب اشتماله على معرض ضخم للكتاب تشارك فيه الجامعات والكليات والمعاهد ودور النشر والمكتبات وشركات توزيع المطبوعات علاوة على اقامة سباقات الهجن والخيول العربية الأصيلة ويفتتح سنويا بأوبريت غنائي ضخم تشترك فيه كوكبة من الفنانين من المملكة ودول مجلس التعاون.وانطلاقا من الروابط القوية والمتينة التي تربط المملكة بدول مجلس التعاون الخليجي الغنية عن الوصف والتعريف تشارك هذه الدول سنويا في نشاطات المهرجان ادراكا منها بأنه ليس مهرجانا للتراث السعودي فقط وانما مهرجان للتراث الخليجي والعربي هذا الى جانب مشاركة كبار المثقفين والأدباء والعلماء العرب والمسلمين والأجاناب وتكريم الشخصيات الأدبية والعلمية والفنية والثقافية والاقتصادية.