عابرة سبيل
05-11-11, 12:27 AM
كل ما يكمَن بعقلي الآن : أنّه قد أصبحْ لِي شَفتين صَغيرتين ، ورمَش يحَاول أن ينبِت بكل قوتّه .. وأشيَاء صغيرَة لم تظهر بعد ..
لنفرضْ أنّني لا أمِلك حيَاة جديدَة ، لا قصّة حُب ، لا مَوت أمْ وصديقه، لا إنتظَار ، لا فقدَان ، لا وحدَة .. وأمًور منفيّة خاليَة من التّنفس !
لنفْرض أنّ والدِي لم يحتَار في تسْميتي ، لَم يطْلق عليّ من كل نَاحية أسَماء غريبَة ، لنفرضْ أننّي خُلقت بعَينين صَغيرتين ، وشَعر بنّي ، وحاجبَان نحِيفان .. ومَلامح ليست گ التي عليها انَا الآن ، أو ساقين قصيرَة .. أو طفلَة تقف في مقدّمة الطابور ، أو تنَام في حجرَة والدتها ..
وماذا بعْد المِيلاد ؟
عمر جَديد ، قامَة تزيد ، شَعر أطول ، دمُوع أوفَر ، تجَارب أكثر .. وتبقَى الذاكرة بعمرَها المقّدر ، ب الشّكل الذي رسمت فيه تماما حين خرجت من رحم أمّي ،
تبقَى الذاكرَة گالمَوت ، كالمطَر ، كالصرّاخ !
وماذا بعد عُمر جَديد ؟
- يَارب أنَا أثقْ أنّه المِيلاد الأخيِر !
أهْدوني قبْلات الودَاع .. وردّدوا جميعاً : كُل عَام وأنتِ لم تخلقِي بعدْ .. وحِين يأتِي مِيلادي القادمْ .. أذكروا محاسِني ، تذّكروا تفاصِيل عينَاي .. ولا بأس في أن تبكونْ !
لاتخشون قِراءة صحيفَة سَيئآتي .. هِي مَليئة بي وأكثَر ، أنْتم فقَط في هَامش يتضمّن حسنَة واحدَة ومفرداتْ الوفَاء وأشياء أخفَتها هذه الحَياة القصيَرة .. الحَياة التي ماعادتْ تستقبَل أفرْاد جُدد ، الحَياة التي تلقي بأحَدهم لحفرَة ضيقّة وتأتي بآخَر لحفرَة واسعَة ! وهكّذا تستمر قصص المِيلاد ..
أنا مختنقّة أكثَر من اللازمْ .. صدّقوني لا شَيء مؤلِم أكثَر من ألِد بدلاً عَن أحَد ، وأنْ أحتَفل بيومْ فَقدت فِيه الكَثير ..
سَ أكف عن البكَاء تمَامَا .. سَ أضعْ رأسْ مثقَل بفراغَات لا تحمَل إلا راحَة قلمْ .. وأورَاق لاحَول لهَا ولا قوّة .. سَ أكُف عن هَذه الثرثَرة في كل ليلَة إلَى أنْ أستعيدْ ذاكرتِي .. إلَى أن أستطيعْ ب صدقْ صياغَة قلبِي في جملَة مفيدَة !
- كتبتهَا قبل الميِلاد ب أيّام كثيرَة،
خشيتْ أن لا أقضِي هذا اليَوم ، خشيتْ ذلكْ جِدا !
سَأظل أكتُب لأوقَات لم تأتِ بعد ، فِي حنجُرتي قلَم بحبر كامَل .. حبْر لا يقبَل الكتمَان ولا التّأخيرْ !
عابرة سبيل..
لنفرضْ أنّني لا أمِلك حيَاة جديدَة ، لا قصّة حُب ، لا مَوت أمْ وصديقه، لا إنتظَار ، لا فقدَان ، لا وحدَة .. وأمًور منفيّة خاليَة من التّنفس !
لنفْرض أنّ والدِي لم يحتَار في تسْميتي ، لَم يطْلق عليّ من كل نَاحية أسَماء غريبَة ، لنفرضْ أننّي خُلقت بعَينين صَغيرتين ، وشَعر بنّي ، وحاجبَان نحِيفان .. ومَلامح ليست گ التي عليها انَا الآن ، أو ساقين قصيرَة .. أو طفلَة تقف في مقدّمة الطابور ، أو تنَام في حجرَة والدتها ..
وماذا بعْد المِيلاد ؟
عمر جَديد ، قامَة تزيد ، شَعر أطول ، دمُوع أوفَر ، تجَارب أكثر .. وتبقَى الذاكرة بعمرَها المقّدر ، ب الشّكل الذي رسمت فيه تماما حين خرجت من رحم أمّي ،
تبقَى الذاكرَة گالمَوت ، كالمطَر ، كالصرّاخ !
وماذا بعد عُمر جَديد ؟
- يَارب أنَا أثقْ أنّه المِيلاد الأخيِر !
أهْدوني قبْلات الودَاع .. وردّدوا جميعاً : كُل عَام وأنتِ لم تخلقِي بعدْ .. وحِين يأتِي مِيلادي القادمْ .. أذكروا محاسِني ، تذّكروا تفاصِيل عينَاي .. ولا بأس في أن تبكونْ !
لاتخشون قِراءة صحيفَة سَيئآتي .. هِي مَليئة بي وأكثَر ، أنْتم فقَط في هَامش يتضمّن حسنَة واحدَة ومفرداتْ الوفَاء وأشياء أخفَتها هذه الحَياة القصيَرة .. الحَياة التي ماعادتْ تستقبَل أفرْاد جُدد ، الحَياة التي تلقي بأحَدهم لحفرَة ضيقّة وتأتي بآخَر لحفرَة واسعَة ! وهكّذا تستمر قصص المِيلاد ..
أنا مختنقّة أكثَر من اللازمْ .. صدّقوني لا شَيء مؤلِم أكثَر من ألِد بدلاً عَن أحَد ، وأنْ أحتَفل بيومْ فَقدت فِيه الكَثير ..
سَ أكف عن البكَاء تمَامَا .. سَ أضعْ رأسْ مثقَل بفراغَات لا تحمَل إلا راحَة قلمْ .. وأورَاق لاحَول لهَا ولا قوّة .. سَ أكُف عن هَذه الثرثَرة في كل ليلَة إلَى أنْ أستعيدْ ذاكرتِي .. إلَى أن أستطيعْ ب صدقْ صياغَة قلبِي في جملَة مفيدَة !
- كتبتهَا قبل الميِلاد ب أيّام كثيرَة،
خشيتْ أن لا أقضِي هذا اليَوم ، خشيتْ ذلكْ جِدا !
سَأظل أكتُب لأوقَات لم تأتِ بعد ، فِي حنجُرتي قلَم بحبر كامَل .. حبْر لا يقبَل الكتمَان ولا التّأخيرْ !
عابرة سبيل..